خطاب أديب المتناقض وتحامله العام والخاص على الوطن
توضيح :أطلعت في صحيفة الصباح الغراء عدد 452 لصاحبها الأستاذ القدير سعيد الجريك على مقال آخر لأديب قاسم موجها نقده لي ، وكنت قد كتبت رداً علي مقاله في العدد 446من الصباح ولكن الصحيفة تأخرت في مجرد قراءة الرد ناهيك عن نشره برغم اتصالي التلفوني مرتين ربما لطول المقال كما تعذر على الصحيفة نشر تنويه لنشر المقال كانت قد وعدت به ولكن هذا تعثر أيضاً بسبب إرباكات طبع الصحيفة في صنعاء كما عرفت , والتي من المفترض أن تطبع في عدن ،وأنا أبرئ أستاذي سعيد الجريك من أي قصد ولكن أن يذكر أحد محرريها بأنني لم أفعل أي لم أسلمهم المقال فهذا غير صحيح , لقد سلمته لهم وأكدوا لي ذلك من خلال هاتف الصحيفة إلا أنه لم يقرأ , كما أرسلته لهم بالإيميل السابق الذي أعطاني إياه أحدهم وهو[email protected] فأرسلته مع الصور حسب استعجال رئيس التحرير قبل ظهور أيميل الصحيفة الجديد[email protected] وليس ذنبي سقوط التنويه وتأخر القراءة وتأخير النشر , والوقت يمر لتفقد المقالة وقتها وقيمتها ، وبعد شرح كل ذلك تجاوبت معي صحيفة 14 أكتوبر وبادرت مشكورة إلى نشر مقالي في العدد14002 وصار المتابع ينتظر ردودي من هذه الصحيفة 14أكتوبر وبادرت كما يسعدني ويشرفني الكتابة في صحيفة الأستاذ الصحفي الوطني سعيد الجريك والذي سبق وأن نشر لي مادة قبل سنوات . هذا للتوضيح .مقدمة: اطلعت في صحيفة الصباح عدد 452 بتاريخ 12 فبراير 2008على مقال تحاملي ضد شخصي وضد الوطن من أديب قاسم, وهنا أرد على مقاله. التفسير الخاطئ للتسميات والانقلاب في المبادئ والأهداف بادرنا أديب قاسم في المقال بعناوين عريضة تقول : (’الجنوب العربي‘ أو ’إتحاد الجنوب العربي‘ ليست مجرد تسمية بريطانية, بل لإطلالته على البحر العربي‘) ونحن نرد علي ذلك من فورنا فنقول له : لا تـُسمى الأمة باسم البحر وإنما يُسمى البحر باسم الأمة, والبحر العربي باسم عرب الجزيرة عامة واسمه ’بحر العرب‘ وليس (بحر الجنوب العربي), وبالأمس كنت ممن ادعوا مقاومة ’اتحاد الجنوب العربي‘ واليوم تتمناه, و بالأمس صفقت لجبهة تحرير عمان والخليج لإسقاط أنظمتهم واليوم تخطب ودهم. [c1]اختيار أديب قاسم لرأي بطليموس وتجاهل الأحاديث الشريفة[/c] لم يحدث في التاريخ القريب ولا البعيد أن تعرض كاتب عربي أو يمني بالتهجم على اليمن وهي بلاده على النحو الذي صنعه أديب قاسم , أو بالأصح فضل قاسم ضالعي, ولا حتى في الفترات السوداء للحملات الإعلامية المتبادلة بين الشطرين سابقا والتي حملت الحجج والمآخذ والثغرات كل على الطرف الآخر ولكن في حدود العقل والمنطق والواقع رغم نشوب حربين مشئومتين بينهما, ورغم كون الحرب تجعل المحظورات مفتوحة أو مباحة. ولكن الأخ فضل/أديب – وهو هنا شخصية مزدوجة وفصامية ذات اسمين متنازعة مع نفسها- خرج عن حدود العقل والمعقول والمنطق والذوق والتأدب والمصداقية والواقع, بأن يسب أهل وطنه على لسان بطليموس وعلى لسانه مفضلا كعلماني رأي بطليموس على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي أوردناها في مقال سابق فيقول على لسان بطليموس عن أهل اليمن :(هم أهل غش ومكر وذو وجهين ولسانين)! وغير ذلك مما أتى به من ترهات وقد كان قلمه من قبل يمنيا حتى العظم وانقلب فجأة بين عشية وضحاها حتى النخاع, وحينما خالفته في الرأي بطرح عام وحقائق بريئة في الاسم, حرف قلمه تجاه شخصي أصلا ومستوى فصار كالذي يرمي الناس وبيته من زجاج.. [c1]خطاب أديب المتناقض من ’مزرعة القمر‘ إلى مقبرة الفـِكـَر[/c] أنزل أديب في عام 2003 كتيبا بعنوان ’مزرعة القمر‘ يتألف من ست مقالات عن أدب الأطفال جمعها ونشرها ولكن تحت شعار صنعاء عاصمة الثقافة العربية العام 2004 مؤيدا لذلك الشعار, وكتب بخط يده بعد الغلاف إهداء لي يقول فيه : إلى الأستاذ الأديب والشاعر المبدع فلان بن فلان, واليوم أصبحت في نظره (لست أهلا لقراءة الكتب). ليس هذا المهم ولكن المهم الانقلاب الثقافي والارتداد في الوعي وفقدانه وتناقضه الذي سيفاجأ به القارئ عندما يعرف عبارات أديب الدالة على هويته وجنسيته اليمنية وتمسكه بما هو يمني وبالثقافة اليمنية حتى العظم واليوم يتنكر وينكر كل ذلك ويهاجم الوطن ويغرز قلمه في عين حجرية تعز تحديدا دون مبرر والتي لها فضل عليه من جوانب عدة كما سنرى عبر هذا المقال:1 – بحسب اعترافه في صفحة 97 من كتيبه المذكور: فإن المرأة المسنة والتي وصفها (بالعجوز) التي تأثر بها وكانت تروي له الحكايات الشعبية التي أثرت فيه وحفظها بداية ثم تكسب منها ومن غيرها لاحقا حين تخصص بها وعاش على رزقها, كانت تلك العجوز تروي له الحكايات بلهجة الحجرية وهي لم تكن من أقربائه فلم تكن لهجتها ضالعية ولا حتى عدنية. إذن كانت أبجديات ثقافة الطفل والطفولة وأدبهما لديه هي بهذه اللهجة, وصارت في كبره مصدر إلهامه وأول مخزونه وجزء من عيشه الذي يقتات منه. وكان من أنشطته التوجه إلى بيت هائل سعيد في تعز للمشاركة في فعاليات أدبية مختلفة ربما كان منها ما لا يبعد عن أدب الطفل. وحبذا لو يقرأ لبيت هائل سعيد مقالاته المتحاملة في جريدة الصباح(أعداد 446/452 / 453 ), في مشاركة قادمة, وليشدد على عبارته: ( كفاكم لغطا وفيكم لجاجة) التي اقتنصها من لغة التراث سارقا ومقلدا. كما نشير إلى إعجابه بشخصية (حمبص) واسمه الحقيقي كما قال’ شمسان‘ – وهو يعرف مكان شيوع هذا الاسم - ورفيقه علي حسين وهما اللذان كانا يمتعان الأطفال والجمهور بعروضهما في عدن؛ كما أن لهجة الأغاني الشعبية التي أوردها في صفحة 120 هي مولدة من لهجة تعز وملحقاتها وتبعد عن لهجة غيرها مدنا وريفا ولو كانت أقرب منها لعدن. وعودة إلى لهجة (العجوز) المذكورة راوية الحكايات له يعترف فضل - وأنا أفضل هنا الاسم القديم له – فيقول عن تلك اللهجة بما يعطيها ميزة:«.. كنا نتقبل كل كلمة كما لو كانت ترويها بلهجتنا المحلية, أو بلغة عربية فصيحة كالتي نعرفها جميعا .... فلم تكن تلك اللهجة تسبب لنا أدنى صعوبة.» 2- أهم عناوين المواضيع التي نشرها في كتيب ’مزرعة القمر‘هي يمنية الأصل والاسم ولا تخلو من ذكر اليمن – وليس الجنوب العربي – وهي كالتالي : أ – أدب الأطفال في الفلكلور اليمني. (صفحة 31) ب – حكايات شعبية يمنية للأطفال. (صفحة 97)ومع ذلك فهو ينكر في مقاله المشئوم أدبا يمنيا شعبيا للأطفال ونسبه إلى الجنوب العربي فقط وذلك في جريدة الصباح عدد 446 في 1 يناير 2008 فيقول في العمود الثالث من المقال: « وما زالت الحكايات الشعبية العريقة في جنوبنا العربي تتحدث عن رحلات يقوم بها أبطال تلك الحكايات الجنوبية الشعبية إلى اليمن باعتبارها غير الجنوب العربي ..». ولا نعرف من هم أبطال تلك الرحلات. لقد أصبحت حكايات الأطفال لديه تحمل جوازا جنوبيا فقط. بينما من المعروف أن الحكايات الشعبية تنبع من كل بلد وقد تتجاوزه إلى حد العالمية بتشابهها مثل التماهي والتماثل بين قصة ’وريقة الحناء‘ المحلية في اليمن وقصة ’سندريللا‘ في أوروبا وغيرهما من الحكايات التي لها ملامح عامة مشتركة بين الأمم. ولعله الآن يفكر بإعادة طبع الكتيب وشطب الجذور اليمنية منه وهي أساسية فيه بحيث لا يستطيع ذلك. أما العبارات التي نجدها بين أعطاف كتيبه قبل تمرده وانقلابه خاسئا على ذاته وهي شاهدة عليه فنقتبس منها ما يلي: «إن قصصنا الشعبي اليمني غني بهذه الاتجاهات التي لا تخلو من هدف حقيقي إنساني ووطني.» (صفحة 94)ويتحدث في صفحة 95 - 96عن استخدام الحكايات اليمنية وانتشارها الواسع في اليمن وتقريبها للمدن والقرى بين أبناء الجلدة الواحدة اليمنية التي سلخها أديب مؤخرا.ويقول عن حكاية القط والفأر: “ والحقيقة أن الحكاية نجدها واضحة ونحن في عدن وفي كل شبر من اليمن ..».4) وفي قصة النسر يعرف النسر بأنه (الرمز اليمني التاريخي)وانه (آخر نسور لقمان الحكيم اليمني ) ويقول عنه :» ومن خلاله نستطيع رسم ملامح الشخصية الوطنية لليمن وذلك عبر تحليقه فوق أجواء وأراضي الوطن الموحد». هنا الوطن موحد لديه, وله رمز تاريخي حضاري ولقمان رمز للحكمة اليمانية, بينما في تكملة عبارته السابقة في العمود الثالث من مقاله والتي أوردناها أعلاه يقول عن اليمن: “.. وباعتبارها تعيش في ظروف استثنائية عن العالم كونها مجتمعا قبليا بدائيا اقرب ما تكون إلى العصر الحجري..». لقد جمد اليمن هنا وعلقه في العصر الحجري بينما كانت في كتيبه المذكور رمزا للتاريخ والحكمة. 5) وفي قناعته السابقة وتأكيده على أن الجنوب كان شطرا جنوبيا من الوطن يقول في صفحة 116 عن إحدى الأغنيات : «.. وخلال فترة حكم الرئيس سالمين للشطر الجنوبي من الوطن كان مثقف السلطة قد تنبه إلى ما في تلك الأغنية من جوهر». ولكن الشطر الآن لديه لم يعد شطرا أنه الآن كل مكتمل مختلف وفي غمضة عين . إن السيد أديب يكيف أقوال المؤرخين وفقاً لوصول أقدام المستعمر, ويكيف حدود أقدام المستعمر مع أقوال المؤرخين بحذلقة مكشوفة. ويذكرنا بظاهرة بعض المثقفين الذين قادوا المسيرة في الستينات ثم اقتيدوا في السبعينات وساروا خلف أنصاف الأميين, ثم انتهى بهم الأمر إلى المعتقلات وإلى طائرة الموت والتصفيات الجسدية والقضاء دفنا في الحاويات ولم ينج حتى المواطن من قطع الماء. لا نريد أن نذكر الماضي ولكن طرح أديب الاستفزازي المقصي للآخر يعمل على ذلك وكان بالإمكان اتخاذه أسلوبا آخر لإفراغ ما في نفسه في عالم الصحافة الحرة حتى لا ينفر الناس. إنه يشيطن اليمن, وإذا عمد المرء إلى المغالطة وأضطر إلى ارتكاب الخطأ فبوسعه أن يضع فكره الشيطاني بقلم ولبوس إنسان وتمرعلى العامة أما أن يكون الفكر والقلم شيطانان فلا تمر حتى على العامة عدى أصحاب المصلحة الذين لا تهمهم دماء العامة. وبإمكانه تسخير قلمه لمحاربة الفساد وليس لتأسيس فساد من نوع آخر فهو يغفل تغير وتبدل وتطور طباع الناس وسلوكهم وأسلوبهم من كل طائفة ونظرتهم إلى الغنيمة وصار في الأمر خطورة ويقتضي علاجا غير الذي يطرحه وصار الأمر بالنسبة له مجرد طرح رؤية أو نظرية جديدة يستلذ ويستمتع بإثارتها دون أدراكه لمدى المخاطر والحساسيات فهو يلعب بالنار مع عدم صبره على أهون الشرين, فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.[c1] ويريد تحويل الوطن إلى ساحة[/c]يبدو واضحا للعيان وللقارئ أن أديب كـُلف أو كلف نفسه بمهمة التسويق والترويج لثقافة الانفصال والبتر والمناطقية والتمهيد لها إعلاميا دون البديل الحضاري السليم أو الصحيح لإقامة دولة ولكنه يسعى لسيادة عنصر جنوبي ما على باقي عناصر الجنوب في وقت ما في خياله كما اعتدنا في الماضي حيث يستمر تهميش عدن ويعود الصراع من جديد بين القبائل من فوق أسطح المنازل أو تستأثر قبيلة بالثروة في مناطقها بحكم السلوك القبلي المعروف بأنانيته وبأخذه خيرات المدينة وإعطاء ظهره لها مع تملكها والتحكم بها ولعله موعود بشيء لما نرى ما أصابته من حمى ومن حديث الواثق بحيث يمكن أن يفقد ويضحى بأي عزيز أو صديق من اجل هدفه الذي أعماه ومصلحته التي أعلاها وهو لا يريد غيره قلما أو متحدثا في الساحة محولا الوطن إلى ساحة بحيث يحاول من الآن إقصاء عدد كبير ممن هم أفضل منه كفاءة وأعلى منه مستوى وخير منه نفعا للوطن فكيف لو لقي منصبا ماذا سيفعل؟ علما منا بانا لن نسمح له بهذه اللغة والثقافة المريضة والإقصاء وسنحطم كل مجاديف الأنانية لديه فقد دخل حقل ألغام ولن ينجح في مهمته وسيكون خطابنا تجاهه محليا وخارجيا بأكثر من لغة ويكفي ما جرى لعدن وعلى الباغي تدور الدوائر.[c1]إنما الدعوة بالحسنى وليس بالبذاءة[/c] لقد قضى أديب ستين عاما من عمره (وحدويا) وذلك من 1947 سنة ميلاده حتى 2007 ؛ وفجأة وفي الوقت الضائع وفي هذا العمر هتف به هاتف أن اليمن ليس يمنا وانه غير يمني فانتفض من مقيله بوعي مفقود ونظارة سوداء اعتاد أن يضعها على عينيه في الصور ليصيح في الناس بصوت عادة الخصومة المستمرة لديه مع الغير :(اليمن ذلك المجهول – اليمني دخيل – العدني من أبوين يمنيين لن يكون له حقوق في الدولة المأمولة – اليمنيون ليسو أهل حضارة - اليمن جرداء قاحلة )..إلخ..من عبارات توحي بأنها وردت من عالم الخيال الذي لا يصدق فهي معجونة بالسخف والرعونة والغربة شاردة من مصحة الأمراض العقلية, لينشر ثقافته المصابة بالمس بإيحاء وإيعاز من خارج عقله وكيانه وواضحين على الملامح ووراء السطور, وذلك بدلا من أن ينصت إلى أصوات المعارضة ذاتها في الخارج والتي تؤكد على ثوابت الوحدة واليمن الواحد وإقامة الدولة بغض النظر عن السلبيات التي لسنا معها والتي لابد أن تعالج. ونفذ أديب المهمة بفشل ذريع وجدال قبيح يخسر بهما الخيرين وغيرهم على السواء بل يخسر حتى الذين دفعوا به وقد ينال منهم لوما أو توبيخا على ما ذكر وأنكر من قول, وذلك بدلا من أن يكسب الناس ويدعو بالحسنى وليس بالأسلوب البذيء و بدلا من التفاته إلى أدب الطفل الذي تخصص فيه وخلق من أجله ونخشى أن يكون أدب الطفل لديه قد أثر عليه نفسيا وذهنيا فذهب إلى ما ذهب إليه من الهوس. وأما قوله (الحاقد لا يكتب التاريخ) فهذا قول مردود عليه لأن الحاقد هو الذي يحول الخلاف في الرأي إلى إختلاف ويغلق سماعة الهاتف في وجه أصدقائه.[c1]أديب وكتابه ’أدب الأطفال‘ والتناقض مرة أخرى[/c] في كتابه ’أدب الأطفال‘ الذين ما زالوا لديه هنا يمنيين, يبادرنا بعد الإهداء بعنوان بريده الالكتروني – رغم أميته في استخدام الكمبيوتر- يبادرنا بوضع رمز اليمن ye في عنوانه الذي عادة ما يكون المشترك حرا في اختيار الرموز وليس ملزما بالضرورة أن يختار رمز البلد, فمن الممكن اختيار أي رمز أو اسم آخر لأن هذا ليس عنوان منزل يستوجب ذكر البلد وغيره, ولكنه اختاره ونسي أنه اختاره ولعله سيسارع الآن إلى تغييره بعد هذه الملاحظة حتى لا (يتهم) بأنه يمني. لقد وضعه هكذا :adeebye47 أي أديب يمن أوأديب يمني من مواليد 47. وقد طبع الكتاب في مركز الشرعبي أحد أبناء م/تعز الساخط عليها أديب, وشكر فيه أ. رشاد الخامري على طباعة الكتاب بالكمبيوتر وهذا الأستاذ من حجرية تعز التي تعد في نظر أديب الحائط القصير الذي يمكن التطاول عليه وكنت أتمنى أن يمتلك الشجاعة الأدبية لكتابة مادة مثل مادة ’الوطن فوق القبيلة‘ التي نشرتها بدلا من عض تلك الأيادي التي طالما امتدت إليه ووضع أصابعه في أعينها. والمثل العدني يقول : (الناس في الناس والقط يعالج الرأس) فهو الآن يجهد نفسه في الزاوية الظلامية لينهش تاريخا جديدا. ثم كتب لي الإهداء الشخصي الثاني لكتابه ’أدب الطفل‘ بخط يده هكذا:» إلى الأديب الشاعر الباحث الأستاذ فلان بن فلان» ويعدني اليوم لا أفهم, لمجرد خلافي معه في الرأي, وهو الذي أشاد أمام الزملاء أكثر من مرة أن الفقير إلى الله كاتب السطور يقرأ ويفهم ويحفظ الفقرة من الكتاب وتخزن في ذاكرته 20 او 30 عاما, أما اليوم فقد أصبحت غريما ولا أفهم شيئا. دعونا من هذا وهيا إلى عبارة أخرى تكشف التناقض الذي وقع فيه الكاتب كما سنرى في كتابه ’أدب الطفل‘:[c1]أديب والتناقض في تسمية الهجرات[/c] في الوقت الذي تشدد فيه الكاتب في حصر وقصر الهجرات إلى شرق أفريقيا وإلى جنوب شرق آسيا على العنصر الجنوبي فقط في مقال 1 يناير 2007 جريدة الصباح, فإنه في كتابه ’أدب الأطفال‘ صفحة 174 يكتب كلاما مناقضا لما كتبه في المقال الكئيب, فهو يحدد جنسية الهجرة إلى شرق افريقيا بقوله: «..لاسيما بعد انتشار السلالات العربية اليمنية منذ ان بدأ نشاط الهجرة والانتقال إلى ساحل إفريقيا الشرقية قبل الفتح الاسلامي بزمن بعيد..». ولكن هذه السلالة اليمنية اختفت بقدرة قادر في المقال وتحولت إلى جنوبية فقط . وكذلك الحال في حديثه عن الهجرة إلى جنوب شرق آسيا في نفس الفقرة ورقم الصفحة 174 فقد أصر على أن تكون تلك الهجرات مرتبطة: «بالظروف الصعبة التي أحاطت باليمنيين عموما» ثم عاد وناقض ما كتبه في المقال حتى لم ندر إلى أين يسوق غنمه تحت أشجار الكرز الضئيل الجاف (الدوم) ونحو سموم أشجار القات. وهو يتبع ’بافقيه‘ ذا الأسلوب الجاف في الكتابة وذلك بدلا من التماهي مع المؤرخ العملاق بامطرف صاحب ’الجامع‘ ومع وطرحه وأسلوبه؛ ويمكن للقارئ أن يقارن بين الأسلوبين والمادتين أيهما أفضل هضما ونفعا وأسلوبا. وإن الأسلوب الجاف يعكس النفسية والتوجه, ولكن أديب يتبع بافقيه لسبب بسيط هو أنه من حزبه القديم ذي الخط المريض, فهو منهم ولكن بامطرف منا, تماما كما هو حسين المحضار وعبد الرحمن بن عبيد الله السقاف رحمهما الله وغيرهما منا. نحن واعون بالخير والأخ واع بالشر و(نحن وانتم) هذه فيها مقال آخر , ولا تقوم على المناطقية كما يفعل هو ولكن على أسس أنصار الخير وأتباع الشر. أنصار الصلاح والإصلاح وأتباع الفساد والإفساد الفكري, وصاحبنا من أصحاب هذه الأخيرة.[c1]أديب والتعصب القبلي[/c]لجأ أديب وبادر إلى التعصب القبلي في مقال الصباح عدد 452, ولعل دولة التعصب القبلي هي التي ينشدها, فهو يفاخر بأن أمراء القبيلة الفلانية ممن يشعر أنها قريبة منه حكمت مناطقنا الفلانية, بينما أعرف أنه كان يشكو من الأمراء وأن أحدهم طارد بالخيل أحد أقربائه الأعزاء, واليوم يمجدهم, لقد احترنا في الرجل وتقلبه. ولكي أصحح لك معلومتين – ليس تفاخرا - فإن نسب هذه المعافر التي تسخر منها بقولك (لا نسر ولاغراب) فهو يرجع إلى خولان كما جاء في ’جمهرة أنساب العرب‘ لابن حزم الأندلسي الذي عاش قبل الأسماء التي ذكرتها, ويكفي أن تعرف أن منها الحاجب المنصور الذي دوخ الفرنجة في خمسين معركة في العصر الأندلسي ومنه قوله:(رفعنا المعالي بالعوالي حديثة وأورثناها في القديم معافرُ) أنظر كتاب مشاهير قادة الإسلام – الحاجب المنصور- لبسام العسلي, دارالنفائس بيروت 1985, وفي الكتاب مقولة لستيفن رنسيمان عن المنصور؛ ثم جاء منهم من حكمك,ولن أطلب منك رمزا لأنك لا تملك. وإن كان منهم سلبيون فهم من صنائعكم. ولكن منهم أيضا كانت الصاعقة والمظلات, والنشيد الوطني الذي كنت تردده حتى من قبل الوحدة ثم بعدها. [c1]أديب من الحوارالمهذب إلى الشخصي الرخيص[/c]وقد خاض في رده على تعقيبي مرتكبا عيبا من عيوب الحوار والجدال والنقاش وذلك لضعفه فقد نزل إلى أسلوب متدني يجعله يخسر القراء, وهو أنه خاض في الجانب الشخصي من جهة الأصل أو النسب والاسم فيما يثبت جهله ويعطيني شرفا, ومن جهة الكفاءة فيما يعطيني تفوقا عليه وتميزا بشهادته وخط يده. وذلك أن لقب عزعزي الذي ذكرت أنه لي من المعافر بحجرية تعز, وأنه كان لابد أن أوقع على المقال بهذا اللقب, فإ نني ياسيدي لم استخدم هذا اللقب في يوم من الأيام لا أنا ولا والدي, لا في شهادة الميلاد ولا المدرسة ولا على باب المنزل ولا الشارع ولا البطاقة الشخصية ولا الجواز ولا في مقالاتي منذ أن بدأت الكتابة الصحفية (أول مقال بكامل الصفحة الأخيرة) قبل ثلث قرن في1/4/ 1973م , ولا مع الأصدقاء ولا معك, وهذا ليس لأنني لا أتشرف بالانتماء إلى الأصل ولكن لأنني محصن من النزعة القبلية, أتشرف بالانتماء واللقب وأعتز إن ذكر ولكن لا أفخر بهما أو أتفاخر, لأن هذا الفخر والتفاخر لا يعدان من حمية الجاهلية أو مخالفين للإسلام وحسب وإنما أيضا يعدان مخالفين لروح العصر, وإنما اعتزازي وفخري بالوطن مهما كانت السلبيات. بيد أنه جن جنونك عندما ذكرت لقب ضالعي وانا يا سيدي أعرفه من زميلي في الدراسة طيب القلب ذي الابتسامة الدائمة والنادرة رضوان قاسم ضالعي وهو شقيقك. فأنا لم أستخدم لقب عزعزي من قبل حتى أخفيه, أما أنت يا أديب, فاسمك الحقيقي هو فضل, ولكنك تخفيه وتستحي أن تذكره, وقد قلبته وغيرته مطلع السبعينات إلى أديب تمسحا بالأدب, وتزلفا وتمويها للأدباء, ظنا أنه لن يقربك منهم إلا الاسم لعدم الثقة بالنفس ولمركب نقص وجنون عظمة. فأنت تستنكف اسم فضل لاعتقادك بأنه قروي وأنه اختيار ريفي ربما بحسب مستوى الشخص الذي اختار لك الاسم وفي نظرك أنه غير جميل ولا مناسب للأدب والفن وغيرته كما يغير نجوم السينما أسماءهم, مع أن اسم فضل أجمل وأفضل ولكنها العقد والشعور بالنقص وحب الظهور بمظهر غير مظهر البيئة الحقيقي. وقد وضحت أنا انتماءك للقبيلة في مقالي السابق لأفك اللغز للقارئ الذي أصيب بالدهشة لأن يكون شخص محسوب على المثقفين ومعروف أنه من عدن التي عانت ومع ذلك فهو يهاجم اليمن عامة وحجرية تعز خاصة إلى حد السب دون مبرر وهو متشوق ومتحمس للقادم المجهول الذي سيحمل مآسي جديدة ومعاناة أجد ونتائج لا نضمنها ولا نأمنها لعدن بحسب التجارب السابقة مع الوضع الذي يدعو إليه.. ومادام هذا قوله وطرحه.وأما سخريتك من معظم المثقفين فإني أعرف أن من لا يعرف استخدام جهاز الكمبيوتر في عصرنا ولا يقربه من أدعياء الثقافة فهو أمي وذلك هو حالك لا تعرفه ولا تقربه وقد أصبحت أمهات الكتب التي ذكرتها تنسخ في أقراص وهي التي يقوم العداء بينك وبينها ولم تعد المتون تنحصر على الرفوف التي في مخيلتك. هذا ولا يتجاوز مؤهلك الثانوية على المستوى العادي في شهادة التعليم العام الانجليزية والمسماة مجازا شهادة الثقافة العامة G.C.E.)) والتي لا تؤهلك لدخول أي جامعة لسببين أولا مستواها العادي وثانيا عدم اكتمال عدد المواد لديك. وتعرف أنني احمل دبلوم ما بعد الجامعة في التاريخ مذكور في الغلاف الخلفي لكتابي المهدى إليك حول ’دورعدن‘. ولكنك تستنكف الجلوس في مقاعد الدراسة وستظل عقدة عدم الجلوس لخمسين امتحان في خمسين مادة لابد منها لأي كلية أدبية تلاحقك وتأنف التنازل والتواضع للأساتذة والجلوس أمامهم توهما منك أنك العقاد وتأخذ أوضاع صورك كطه حسين (المبررة لضرره) بنظارة سوداء أو محنيا رأسك نحو الأسفل مخفيا عينيك, « والكاتب من نقرأ عينيه, ندخل عبرهما دنياه, نتوغل دون إرادة, حتى نتساقط في حبه, الواحد تلو الآخر, الواحد تلو الآخر..» وهذا من شعري الذي يعجبك.وأما أن تقول أن والدك الذي عرفته أنا طيبا جدا وهادئا وبريئا,أجله وأعزه وأحترمه وأقدره, رحمه الله وصل قبل الآخرين فهذا غير صحيح بدليل مذكرات لقمان في الحلقة 14 من عام 1964 حيث يقول : «في العشر السنوات الأولى من القرن العشرين كان في عدن سكان عرب غالباً هاجروا إليها من المخا؛ واليمن الأسفل – المقاطرة و دبع و بني حماد و العزاعز» ولعلمك فقد ظل (الفتوة وأبطال الحارات والأسواق) الذين صارعوا العدوانيين من الأفارقة وغيرهم في حينه, هم من هؤلاء وليس من أولئك. وارجع إلى مذكرات الرجل. ومن بين هؤلاء من واجهوا المحتل وجها لوجه في المعارك وليس الحركيون رفاقك الذين لم يفعلوا ذلك تحت شعار ثورة 14 أكتوبر أنظر كتابي ’دور عدن‘. وأما عن إقحامك الآباء فلعلك لا تعرف أن والد العبد الفقير إلى الله كان مع الوطن و’حزب الأحرار‘ ومن محبي ومريدي لقمان صحيفة وكتابا وجمعية, اقتنى لي كتاب ’قصة الثورة اليمنية‘ للقمان, وديوان هدير القافلة (لعلي لقمان) الذي قدمته لك إنما هو منه, وكانت قرينته – ومسقط الرأس عدن - متواصلة مع رموز عدن الخيرات.[c1]أديب وسلبيات برجه[/c] وطالما تعمد بعض الصحف والمجلات على الدوام إلى نشر الحظوظ من الأبراج ويتابعها القراء في كل عدد فلعل من الطريف – ودعونا نمزح – في أن نشير إلى حظ صاحبنا السيئ مع سلبيات برجه ’الثور‘ وذلك حين تشير الأستاذة خيرية حـُديب عالمة الأبراج في كتابها الحديث ’حياتك بلغة الأبراج‘ إلى سلبيات صاحب هذا البرج(الثور) - فتقول في صفحة 123من كتابها 2006 دار الندى بيروت - ما يثير الضحك - وشر البلية ما يضحك – تقول أن سلبياته على النحو التالي: - مراوغ ومحير خبير في تمثيل دوره ومدعي كبير. - يورط نفسه في التعهدات والعهود. - نادرا ما يندم على تصرفه. - أنانيا معجبا بنفسه وعنيد. [c1]الإصرار والعناد ومقال أديب الثالث حول نكات الوحدة[/c] وردا على مقاله الثالث المتمادي بشكل فلسفة نكات تسخر من الوحدة والذي في نهايته دعوة غبية إلى عودة الاشتراكية القبلية السابقة والطوابير ومنع السفر والتجويع والتصفيات الجسدية واستلاب المرأة والصراعات والاقتتال (في عدد 453 في جريدة الصباح بتاريخ 19 فبراير 2008) – فإن أديب في مقاله الثالث هذا يتحدث عن النكتة ما بعد الوحدة عن الوحدة, ولكن نكات ما قبلها كانت أكثر تماما كما كانت المعارك أكثر.