الرئيس الأمريكي اوباما يصافح رئيس الوزراء الروسي بوتين في موسكو يوم أمس
نوفو أوجاريوفو (روسيا) /14 أكتوبر/جيف ميسون: أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم أمس الثلاثاء برئيس الوزراء فلاديمير بوتين أقوى شخصية سياسية في البلاد عندما اجتمع الزعيمان للمرة الأولى قائلا أن هناك فرصة رائعة لتحسين العلاقات الأمريكية الروسية.وتبادل الزعيمان اللذان بدا عليهما ارتباك المجاملات في مستهل اجتماع عقد في مقر إقامة بوتين وسط الغابات خارج موسكو والذي خيم عليه انتقاد أوباما لبوتين في الأسبوع الماضي في مقابلة أجريت معه قبيل هذه الرحلة والتي قال فيها انه رجل ما زال يعيش في الماضي بدرجة ما.وقال أوباما “أنا أدرك ليس فقط العمل غير المعتاد الذي قمت به بالنيابة عن الشعب الروسي خلال دورك السابق كرئيس للوز.. عفوا.. كرئيس وأيضا من خلال دورك الحالي كرئيس للوزراء.”وأشار بوتين الذي كان ينظر إلى الأرض في أغلب الوقت وكان يتجنب أن تلتقي عيونهما انه كانت هناك فترات من المزاج غير المستحب والمواجهات في العلاقات الأمريكية الروسية ولكنه أضاف “نحن نربط أمالنا في تطوير علاقاتنا باسمك.”وكان بوتين ضابطا سابقا في جهاز المخابرات السوفيتي (كيه.جي.بي) وعمل رئيسا للبلاد خلال الفترة منذ 2000 إلى 2008 قبل تسليم السلطة إلى ديمتري ميدفيديف. ويأتي اجتماع أوباما مع رئيس الوزراء الروسي بعد محادثات أجريت أمس الأول مع ميدفيديف.وتوصلا إلى اتفاقات بشأن المستهدف لخفض الأسلحة النووية واتفاق للسماح للقوات الأمريكية بالمرور فوق روسيا للقتال في أفغانستان وتشكيل لجنة حكومية مشتركة لتحسين العلاقات بين البلدين.ومن المقرر خلال اليوم الثاني من زيارة أوباما إلى روسيا أن يلقي أوباما كلمة عن الديمقراطية والاقتصاد العالمي والعلاقات الأمريكية الروسية أمام طلبة كلية الاقتصاد الجديدة بموسكو.وظلت وسائل الإعلام الروسية التي تستلهم الكرملين في تغطياتها متمسكة بسرد الأخبار فقط المتعلقة بزيارة الرئيس الأمريكي أمس متجنبة أي مظهر من مظاهر الإعجاب بأوباما مع التركيز فقط على الاتفاقيات التي تم التوصل إليها.وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلب الروس لا يثقون في الولايات المتحدة وأنهم غير مقتنعين بعد بأوباما.ويريد رجال الأعمال المرافقون لاوباما استغلال الزيارة في تعزيز التجارة والاستثمار. وبلغ حجم التجارة الروسية مع الولايات المتحدة 36 مليار دولار فقط عام 2008 وهو نفس الحجم مع بولندا كما أن الاستثمار كان أقل كثيرا من استثمارات المنافسين الأوروبيين.وسيحضر أوباما وميدفيديف قمة رجال الأعمال الروس والأمريكيين في وقت لاحق.وعندما سئل أوباما عن مركز السلطة في روسيا أمس الأول تمسك بموقف دبلوماسي من كل من ميدفيديف وبوتين الذي شغل منصب رئيس الوزراء والذي يسيطر على الجزء الأكبر من السلطة السياسية في روسيا بعد اختيار ميدفيديف للرئاسة.وأوضح أوباما للصحفيين “أنا مهتم بالتعامل مباشرة مع نظيري الرئيس (ميدفيديف) ولكن أيضا التواصل مع رئيس الوزراء بوتين وكل القطاعات المؤثرة في المجتمع الروسي.”وفي مؤتمر صحفي ودي في قاعة سانت اندروز الشاسعة بالكرملين يوم الاثنين تحدث أوباما وميدفيديف عن اعتزامها تنحية الخلافات جانبا والتركيز على التعاون لحل المشكلات العالمية مثل انتشار الأسلحة النووية.وذكر كلاهما القضايا التي ما زالت تحدث انقساما بينهما مثل معارضة روسيا لخطط واشنطن بنشر درع صاروخية في وسط أوروبا وإصرار الولايات المتحدة على سلامة أراضي جورجيا ولكنهما أكدا على الجوانب الايجابية.وتعهد الزعيمان بوضع اللمسات النهائية بحلول نهاية العام لمعاهدة لخفض عدد الرؤوس النووية لدى كل جانب من أكثر من 2200 إلى ما بين 1500 و1675 رأسا.وقالت روسيا أنها ستسمح لعدد يصل إلى 4500 رحلة جوية سنويا تنقل جنودا وأسلحة من الولايات المتحدة للحرب في أفغانستان بعبور أراضيها الشاسعة دون مقابل وهو إجراء أشاد به الجانب الأمريكي ووصفه بأنه يبين رغبة موسكو في المساعدة في الحرب ضد طالبان.ونوه أوباما “لقد عقدنا العزم على إعادة ضبط العلاقات الأمريكية الروسية حتى يمكننا التعاون بشكل أكثر فاعلية.”ووصف ميدفيديف المحادثات بينهما بأنها “محادثات مفيدة وصريحة وعملية للغاية” وقال إنهما سيهدفان إلى إقامة علاقة بين الولايات المتحدة وروسيا جديرة بالقرن الحادي والعشرين.