تفليس / 14 أكتوبر / رويترز:صرح مسؤول فرنسي بأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هدد يوم الاثنين الماضي في لحظة ما بالانسحاب من محادثات عاصفة مع المسؤولين الروس دون التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بشأن انسحاب القوات الروسية من جورجيا.وتمخضت محادثات يوم الاثنين الماضي التي استمرت أربع ساعات في قلعة مايندورف قرب العاصمة الروسية موسكو عن موافقة ميدفيديف على سحب قواته من أراضي جورجيا خارج المنطقتين الانفصاليتين خلال شهر لكن روسيا لم تلتزم بخفض وجودها العسكري في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.ورحب الرئيس الفرنسي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي بالاتفاق واعتبره نصراً للدبلوماسية الأوروبية وقال إنه إذا نفذ سيحول دون المزيد من القتل والمعاناة.لكن الابتسامة التي علت وجهه ووجه ميدفيديف خلال مؤتمر صحفي مشترك خبأت وراءها جواً مشحوناً ساد اجتماعهما المغلق الذي حضره أيضاً جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية وخافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد.وقال مسؤول كبير في مكتب ساركوزي للصحفيين بعد الإعلان عن الاتفاق “ سادت لحظات توتر للغاية.”والاتفاق الذي ابرم يوم الاثنين الماضي هو استكمال لخطة سلام مكونة من ست نقاط توسط فيها ساركوزي بين موسكو وتبليسي الشهر الماضي والتي قال الغرب إن روسيا لم تطبقها بالكامل.ويقول الغرب انه يجب على روسيا أن تنفذ نصف الخطة المكونة من ست نقاط بما في ذلك سحب قواتها الى المواقع التي كانت تتخذها قبل الحرب القصيرة مع جورجيا.ويقول الكرملين إن بنداً في الاتفاقية يتيح له اتخاذ “إجراءات خاصة” تسمح بتمركز قوات في مناطق عازلة حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وهو تفسير ترفضه تفليس ويرفضه الغرب أيضا.وتعرضت روسيا لانتقادات غربية حين خاضت الشهر الماضي حربا قصيرة مع جورجيا بعد أن حاولت تبليسي استعادة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية بالقوة. ودفعت روسيا بدباباتها وقواتها خارج المنطقتين المتنازع عليهما في عمق أراضي جورجيا واعترفت فيما بعد بإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كدولتين مستقلتين. وصرح المسؤول الفرنسي بأنه في وقت ما من محادثات يوم الاثنين الماضي لم يكن فيه ميدفيديف موجودا في القاعة حاول مسؤولون روس إسقاط إشارة إلى مواقع ما قبل تفجر الصراع في السابع من أغسطس آب الماضي.وأضاف المسؤول والذي كان في طريقه الى تفليس بعد انتهاء زيارة الرئيس الفرنسي لموسكو “حينها وقف ساركوزي وقال (إنا راحلون. هذا غير قابل للتفاوض).”وذكر أن كبار المسؤولين الروس ومن بينهم وزير الخارجية سيرجي لافروف استدعوا ميدفيديف إلى القاعة وتراجع الخلاف على الفور.وقال “لدى عودة ميدفيديف قال (فلنهدأ) ولم يعلق الجلسة أو يستدعي (رئيس الوزراء الروسي) بوتين.”واحتفظ الاتفاق الذي ابرم يوم الاثنين الماضي بالإشارة إلى مواقع نشر القوات في السابع من أغسطس آب الماضي.وقال ميدفيديف إن روسيا حصلت على ضمانات من دول الاتحاد الأوروبي ممثلة بفرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية بأن تمتنع جورجيا عن أي استخدام للقوة لمحاولة استعادة السيطرة على اوسيتيا الجنوبية.وقال ميدفيديف بعد الاجتماع مع ساركوزي ووفد من الاتحاد الأوروبي بمقره الرسمي خارج موسكو انه يوجد اتفاق مبدئي على نشر قوة مراقبة من الاتحاد الأوروبي قوامها 200 رجل.وقال ساركوزي إن روسيا وافقت على أن تزيل خلال أسبوع نقاط التفتيش حول ميناء بوتي الجورجي وهي مسألة تثير القلق على نحوٍ خاصٍ في الغرب.وحذر ساركوزي ميدفيديف أيضاً من مخاطر اعتراف روسيا الشهر الماضي باوسيتيا الجنوبية وابخازيا كدولتين مستقلتين في خطوة لم تحذو حذوها سوى نيكاراجوا وأدانتها القوى الغربية.وقال المسؤول “ساركوزي قال لميدفيديف (احذر من مبدأ الحكم الذاتي. إذا طالب الروس به لابخازيا واوسيتيا يمكن للشيشان أيضاً أن يطالبوا به).”ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي خاضت روسيا حربين ضد الانفصاليين في الشيشان وهي منطقة في شمال القوقاز غير بعيدة عن اوسيتيا الجنوبية.