قالت إن إطلاق صاروخ كوري لن يفيد في إحداث تقدم مع أمريكا
طوكيو/14 أكتوبر/أرشد محمد: دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الثلاثاء لعمل منسق لإنعاش الاقتصاد العالمي ودعت تارو اسو رئيس الوزراء الياباني للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض بواشنطن الأسبوع القادم. وفي مستهل جولة أسيوية تستمر أسبوعا طمأنت كلينتون حكومة أسو على أن التحالف الياباني الأمريكي لا يزال يمثل حجر زاوية بالنسبة للأمن الإقليمي كما أعربت عن قلق الولايات المتحدة على مصير مواطنين يابانيين خطفتهم كوريا الشمالية منذ عقود. ولم يتضح ما إذا كان دعم كلينتون سيساعد أسو الذي تواجه حكومته أسوأ كساد منذ 35 عاما كما أعلن وزير المالية الياباني استقالته أمس بعد أن نفى انه كان ثملا خلال مؤتمر صحفي لمجموعة السبع. والتقت كلينتون أيضا مع ايتشيرو اوزاوا زعيم الحزب الديمقراطي الياباني حزب المعارضة الرئيسي. وعقد الاجتماع في وقت تشير فيه استطلاعات للرأي إلى أن حزب أوزاوا يمكن أن يطيح بالائتلاف الحاكم الذي سيطر على السلطة في اليابان لأغلب الفترات خلال الخمسين عاما الأخيرة. وقال اوزاوا عقب الاجتماع «إن علاقة يتبع فيها أحد الطرفين الآخر ليست جيدة. أبلغتها بأنها (العلاقة) ستكون تحالفا على قدم المساواة.»، وأضاف «أعتقد أن المشكلة كانت أن حكومتنا .. حتى الآن .. غير قادرة على تأكيد وجهات نظرها.» وأحرجت أحزاب المعارضة اليابانية الائتلاف الحاكم في الماضي وأثارت قلق مسئولين أمريكيين بتعطيلها تشريعا يمدد مهمة يابانية لإعادة التزويد بالوقود في المحيط الهندي دعما للعمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الياباني هيروفومي ناكاسوني إنهما بحثا «التحديات الاقتصادية التي تواجه بلدينا والعالم ككل والتي تتطلب ردا عالميا منسقا.» وأضافت كلينتون «بوصفنا أكبر وثاني اكبر اقتصاد في العالم نفهم تلك المسؤوليات.» كما وقع الاثنان اتفاقا لنقل 8000 جندي من مشاة البحرية الأمريكية من جزيرة اوكيناوا في جنوب اليابان إلى جوام وهي أرض أمريكية في عملية نقل يجري الاتفاق بشأنها منذ فترة طويلة. وقال جنرال أمريكي هذا الشهر أنها قد تتأخر عن الموعد المستهدف وهو عام 2014. وقالت كلينتون «هذا الاتفاق...يعزز محور تحالفنا..هذه المهمة لضمان الدفاع عن اليابان ضد أي هجوم وردع أي هجوم بكل الطرق الممكنة» في إشارة إلى المظلة النووية التي تنشرها الولايات المتحدة فوق اليابان. إلى ذلك ذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا لن يفيد في إحداث تقدم في علاقاتها مع الولايات المتحدة. وفي حديثها بعد يوم من قول بيونجيانج أن من حقها إطلاق صاروخ بعيد المدى قالت كلينتون إن واشنطن تراقب عن كثب كوريا الشمالية لترى هل كفت عن أفعالها الاستفزازية. وقالت أمام مؤتمر صحفي في طوكيو بعد محادثات مع نظيرها الياباني «الإطلاق المحتمل لصاروخ الذي تتحدث عنه كوريا الشمالية لن يفيد بشكل كبير.» وتقول وسائل إعلام كورية جنوبية إن بيونجيانج تستعد لاختبار إطلاق صاروخ من طراز تايبودونج-2 وهو أطول صواريخها مدى المصمم للوصول إلى ألاسكا لكنها لم تنجح في إطلاقه. وتوقع مسئولون في كوريا الجنوبية أيضا اختبار صاروخ قصير المدى بالقرب من حدود بحرية متنازع عليها حيث اشتبك أسطولا البلدين في السابق. وجددت كلينتون عرضها الذي قدمته في خطاب لها يوم الجمعة الماضي عن معاهدة سلام والذي شمل تطبيع العلاقات وتقديم مساعدات إذا تخلت كوريا الشمالية عن برنامجها للتسلح النووي وهو موضوع محادثات سداسية مستمرة منذ زمن طويل. ولم ترد بيونجيانج بعد على العرض الأمريكي. وقالت كلينتون «إذا أوفت كوريا الشمالية بالالتزامات التي دخلت فيها بالفعل وتخلصت بشكل كامل يمكن التحقق منه من برنامجها النووي فانه سيكون هناك رد متبادل من الولايات المتحدة بالتأكيد.»، وأضافت «لكن القرار الخاص بما إذا كانت كوريا الشمالية سوف تتعاون في المحادثات السداسية وتكف عن تصريحاتها وأفعالها الاستفزازية يعود إليهم ونحن نراقب الوضع عن كثب.» وكانت كوريا الشمالية قد شددت في الأسابيع الأخيرة من لهجتها بما في ذلك تهديد بتدمير الجنوب الثري بسبب الغضب من السياسات المتشددة للرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج-باك. ويقول محللون إن كوريا الشمالية تستخدم التهديد الصاروخي لممارسة ضغوط على الرئيس لي لإنهاء القيود التي فرضها على المعونات إلى الدولة الفقيرة وجذب انتباه إدارة أوباما. ويشيرون إلى أن بيونجيانج ربما تشعر أنها يمكن أن تنتزع المزيد من المجتمع الدولي بإثارة توترات بدلا من قبول غصن الزيتون الذي قدمته واشنطن.