احتفلت بالذكرى السنوية الرابعة لانطلاق مسيرات الاحتجاج
فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: تحولت قرية بلعين الفلسطينية التي تبعد 18 كيلومترا غربي رام الله إلى رمز للنضال الشعبي ضد جدار الفصل العنصري يقيمه الاحتلال الإسرائيلي يعزل سكانها عن أراضيهم الزراعية وذلك عبر مسيرات احتفل السكان أمس الجمعة بالذكرى السنوية الرابعة لانطلاقها. ودأب سكان القرية الذين يقارب عددهم ألفي نسمة على تنظيم مظاهرات سلمية أسبوعية منذ فبراير عام 2005 ونجحوا في جعلها مركزا لاهتمام وسائل الإعلام من خلال مشاركة متضامنين أجانب معهم في نشاطاتهم السلمية ضد الجدار الذي يصادر مساحات واسعة من أراضيهم الزراعية. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض للصحفيين بعد صلاة الجمعة في مسجد قرية بلعين «أنا دائما سعيد بوجودي مع أبناء شعبنا في بلعين وخاصة في هذا اليوم (أمس) في الذكرى السنوية الرابعة لانطلاق الحملة الشعبية لمناهضة الجدار والاستيطان.» وأضاف «بلعين لها رمزية خاصة... على درب النضال الشاق نحو الحرية والاستقلال بكل ما تمثله من إرادة صلبة للبقاء على هذه الأرض وهي محطة هامة على طريق دحر الاحتلال لإنهائه».وأصدرت محكمة العدل الدولية رأيا استشاريا رأت فيه أن الجدار الذي تقيمه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية بحجة منع النشطاء الفلسطينيين من شن هجمات على أراضيها مخالف للقانون الدولي ورفضت إسرائيل الاستجابة لهذا القرار. ونجح أهالي بلعين قبل عام في استصدار قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية نص على تعديل مسار الجدار وتقليل مساحة الأراضي التي سيعزلها عن أصحابها إلا انه لم يطبق لغاية الآن. وقال الشاب سمير برناط عضو الحملة الشعبية لمواجهة الجدار في القرية خلال مشاركته امس في المسيرة الأسبوعية التي تنطلق من وسط القرية باتجاه الجدار «لقد نجحنا من خلال مسيراتنا السلمية باستصدار قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية لنقل الجدار إلى الخلف إلا انه لم يتم تنفيذ هذا القرار.» وأضاف «لاحظنا في الفترة الأخيرة قيام جنود الاحتلال بوضع علامات جديدة ترسم مسار الجدار إلا أنها لاتطابق مع قرار محكمة العليا (الإسرائيلية) لن نقبل بذلك وسوف نستمر بمسيراتنا الشعبية ومعنا كل المتضامنين حتى يزال هذا الجدار عن أراضينا.» وتابع «نحن ننجح في اجتذاب العالم ألينا من خلال هذه المسيرات المتواصلة للعام الرابع على التوالي.» وعلى خلاف مناطق أخرى من الجدار المبني بالاسمنت بارتفاع ثمانية أمتار فالجدار المقام على أراضي بلعين هو سياج من الأسلاك وقال برناط «من غير المهم إذا كان الجدار من الاسمنت أو الحديد إذا كانت هناك إرادة لإزالته سيزول.» وتبدأ المسيرة الأسبوعية لأهالي بعلين والمتضامنين كل يوم جمعة باتجاه الجدار إلى الغرب من القرية وهم يحملون الأعلام الفلسطينية وما أن يصل المتظاهرون بمحاذاة الجدار حتى يطلق جنود الاحتلال الإسرائيليون قنابل الغاز التي تتساقط وسط المتظاهرين. وبعد سنوات على مسيرات بلعين انضمت قرى فلسطينية أخرى مثل جيوس في قلقيلية والمعصرة في بيت لحم لتكرار ذات التجربة في المقاومة الشعبية ولفت انتباه وسائل الإعلام إلى ما يصادره الجدار من أراضيها.