اعلام وآثار أدبية إنجليزية
كان جاك لندن اكثر الروائيين شهرة في أمريكا الشمالية في مطلع القرن العشرين . ولد في سان فرانسيسكو عام 1876م، وقد عاش خمسة واربعين عاماً فقط، ولكنه وبالرغم من حياته القصيرة فقد اكتسب خبرة كبيرة جداً توازي خبرة رجل في السبعين من العمر، فقد الف خمسين كتاباً خلال الخمس والعشرين سنة الاخيرة من حياته.نشأ جاك لندن وترعرع في الاحياء الفقيرة من اوكلاند في كاليفورنيا ، وشلة الاولاد التي كان منضماً اليها تسببت في الكثير من المشاكل مع الشرطة ، وعندما بلغ السابعة عشرة من العمر فر الى البحر عبر سفينة مخصصة لصيد حيوان الفقمة البحري في البحار الباردة والمتجمدة في الجزء الشمالي من المحيط الهادي ، وكانت التجربة الرهيبة لتلك الرحلة البحرية قد الهمته بكتابة رواية بعنوان ذئب البحر وكان قد كتبها بعد عشر سنوات من تلك الرحلة البحرية الرهيبة.وعندما عاد من البحر اصبح متشرداً وتائها، كما كان عاطلا عن العمل و كل تلك الظروف القاسية التي مر بها اضافة الى دخوله السجن لمدة ثلاثين يوما، جعلته يفكر بتغيير نمط حياته بصورة افضل، وقد نجح في ذلك كثيراً، وبالرغم من ذلك لم ينس ابدا اولئك الفقراء والمشردين الذين ينتمون للطبقة الدنيا في المجتمع والذين كانوا يعاملون بازدراء من قبل الآخرين، وكان جاك يصفهم بصورة مأساوية حتى يظهر معاناتهم من خلال العديد من الروايات التي كتبها مثل رواية ا(لجحيم) التي كتبها عام 1903م وكذا (الطريق) عام 1907م.عمل جاك في مصانع الاطعمة المعلبة والعديد من الاعمال التي لم تتطلب الكثير من الاتقان والمهارة ، وبالرغم من ذلك كانت تلك الاعمال التي مارسها شاقة ومضنية وكان قد صورها في احدى رواياته (مارتن ايدن) عام 1909م، وكان سخطه ضد مالكي المصانع ومعاملتهم القاسية لعمالهم واضحاً في كثير من قصصه القصيرة.التحق جاك بفرق البحث عن الذهب عام 1897م، وابحر صوب منطقة كلوندايك في الشمال الغربي من كندا، ولكن شأنه شأن 30000 من الرحالة لم يتحصل جاك على الذهب، ولكن تلك الرحلة البرية ساعدته في الحصول على بعض المال الذي ساعده في كتابة اروع قصصه القصيرة، وقد قام بجمع هذه القصص القصيرة في مجلدات ، من هذه القصص (ابن الذئب) عام 1900م (وإله الآباء) عام 1901 و(اطفال الصقيع) عام 1902م و(حب الحياة) عام 1907م، كما كتب العديد من الروايات عن الكلاب والذئاب في اقصى الشمال منها (نداء البراري) عام 1903م (والمخلب الابيض) عام 1906م وهاتان الروايتان تصنفان كجزء من الادب الكلاسيكي الذي يصور بصورة مجازية رائعة الصراع بين الطبيعة البرية القديمة والحضارة الجديدة، كما أن أبطال هاتين الروايتين حيوانات وهما بالطبع ترمزان بصورة مجازية للصراع بين بني البشر.