( تخريب) في اتجاه آخر للفعل
فضل مباركالوقت كان الثانية عشرة ظهراً .. اليوم الجمعة .. حركة المدينة- كعادتها- في مثل هذا التوقيت تشهد انحساراً ملحوظاً عن مالوفها اليومي .. ترمومتر السير يؤدي بالكل الى اتجاه واحد.. قاعدة لا استثناء لها الا فيما ندر.. جميع الناس باتجاه المساجد للصلاة.كان التخطيط متقناً ينم عن ارهاصات تجارب لصاحبه .. استطاع من خلال الدقة في التفكير والتخطيط والتنفيذ ايضاً ان ( يصنع) جريمة متكاملة الاركان منعدمة الشواهد..ولم يكن هذا فحسب لكن طريقة التنفيذ دلت على (واحد) او ( جماعة) من ذوي الخبرة والعمل في هذا الميدان قاموا بارتكاب الجريمة.ويتبين ايضاً من خلال الوقوف بامعان على ما ارتكب من فعل أن منفذيه يعرفون جيداً تفاصيل الموقع .. ولم يكونوا يبحثون بما قاموا عن فعل (سرقة) مجرد .. فقد كانت هناك اشياء اثمن في متناول ايديهم واخذها لايتطلب جهداً يذكر او خطراً مقارنة بالآخرى التي فعلوها..واصل الحكاية .. أن مجمع خولة التربوي للبنات في مدينة زنجبار قد تعرض لسرقة من نوع خاص .. بينما حارس المجمع قد ذهب للصلاة في المسجد المجاور وتناول الغداء يوم الجمعة الماضي..وموقع المجمع لايقع في أطراف المدينة او منطقة خالية حتى تسنح الفرصة لارتكاب هذا العمل بهدوء وسهولة ويسر في زمن قياسي محدود..فالموقع يقع بمحاذاة حي سكني .. وان كانت محدودية الحركة قد طغت .. لكن كيف واتت المنفدين جرأة هكذا في وضح النهار .. دون شعور بالخوف من كشف امرهم .. لو ان الفعل تم ليلاً لكانت هناك تبريرات اخرى..[c1]اتجاه آخر[/c]كانت هناك اشياء أغلى ثمناً على بعد خطوات من موقع جريمة السرقة .. كما تشرح لنا مديرة المجمع الاخت/ فائدة سعيد عوض .. هناك في الغرفة المجاورة اجهزة عرض تلفزيوني .. واجهزة تلفزيون .. وادوات مختبر في المبنى .. وايضاً مراوح واميال وكراسي (ثمينة) وطاولات مكاتب وغيرها..لكن اتجاه الجناة كان الى نوع معين الامر الذي يثير الشكوك هل الفعل تم بقصد السرقة ام انه يدخل في نطاق العمل التخريبي..والارجح للرأي الثاني وفق معطيات ماتقدم .. حيث خاطر (المنفذون)بسرقة قطعة لاتتجاوز خمسة امتار من كابل الكهرباء المغذي للمبنى وتهشيم لوحات المفاتيح الرئيسة في المبنى بالاضافة الى تفكيك وتخريب(ثلاجة) مياة الشرب التي حصل عليها المجمع قبل شهر..وقد عمد (المنفذون) اولاً إلى فصل تيار الكهرباء بخبرة (معلم) ومن موقع(حساس) وبادوات عمل رسمية.[c1]وماذا بعد؟!اذا ماتجاوزنا التاويلات التي يمكن استحضارها كامر بدهي في وضع كهذا .. فان سؤالاً يلاحقنا .. لماذا التوقيت هذا تحديداً؟ [/c]تقول مديرة المجمع.. لم يحدث قط ان تعرض المجمع منذ افتتاحه قبل اكثر من ست سنوات لحالة سرقة او تخريب متعمد عدا فعل( طائش) ارتكبه طلاب قبل نحو عامين عقب انتهاء الامتحان حيث قاموا بتكسير عدد من مفاتيح الكهرباء.المجمع قادم الاسبوع القادم على امتحانات نهاية العام الدراسي لفصول النقل الاساسي والثانوي وبعدها يستقبل طالبات الصف التاسع لاجراء الامتحان وقد ثم طالبات الثانوية العامة كونه مركزاً امتحانياً رئيساً في المدينة..ولذلك لايمكن تجاهل الامر من الناحيتين .. الاولى جريمة التخريب /السرقة ... والثانية.. العمل سريعاً على إصلاح ماخرب ضماناً ليسر الامتحانات بيسر وسهولة ورافة بالمتقدمات للامتحانات من شدة الحرارة .. حرارة الطقس وحرارة الامتحانات..