عندما تضيع الكلمات بين الحدث والحديث .. ويصبح الحديث مثقلاً بالصمت,, عندها يكون الحديث مجرد هذيان فكم من مرة سقطت الكلمات من حديثنا؟ وكم مرة أصبح حديثنا مجرد هذيان؟..إنما يكون الرثاء للموتى.. ذلك ما اعتدنا على سماعه في الميت المفقود ..لكن قد نحتاج لحظات نرثي بها ما نفقد وأن كان ما افتقدناه أحساس مر علينا فاخترق بنا جميع الأحاسيس حتى وصل إلى صمت النفس. نسق كان كابوساً أفزع محبيه. كان ومازال رحيله على غير العادة. اعتدنا كل مرة يغيب فيها أن نراه من جديد، ولكن في هذه المرة شد رحاله دون أن يخبر أحداً. وفي ساعات مبكرة ذهب مرتاح البال.. ذهب إلى داره وعالمه الآخر إلى الأبد، ولم تبق إلا ذكرياته. لقد توقفت ساعته وشاء القدر أن يرحل..! ذلك السبع الذي عرفناه أباً عطوفاً على أولاده.. وزميلاً رفيقاً في درب العمل مجداً في عمله.. وأستاذاً لنا بخبرته وتجربته العملية والإدارية وقيادته الحكيمة في سير إداراته وعمله.. مبتسماً متفائلاً في حياته محباً ومحبوباً من الجميع.. مرّت أيام قليلة على فراقه ولم يترك سوىصوره وكتاباته في الصحف والمجلات.. تُذكر بأنه كان يوجد سبعٌ واسمه (عمر) ظل طوال عمره يخدم مؤسسته الصحفية (صحيفة 14 أكتوبر) بكلماته وأفكاره و دمه. لعمله يخطط ويفكر ويكتب إلى آخر يـومٍ من رحيله يخرج من بيته صباحاً ليعود إلى منزله بعنائه وتعبه راضياً بما كتب له من نصيبه.ولكن أين هو الآن من هذا..؟ أين من يقول لا زال السبع موجوداً.. للأسف مات ومات الشعور به.. هل التفتوا إلى بناته اللاتي تألمن لبعده وفراقه عنهن وابنه عبدربه الذي دائماً مايرافقه..تضيع الكلمة في عالم المجهول وهي تبحث عن صمت جديد تحتمي به بعد موت صمتها القديم الذي قتلته بلحظة. ظناً أن الحنين للحديث وحاجة الروح أحساس كافٍ بأن يقتل صمتاً غدا أصدق من الكلمة.... فــوداعاً أبي وزميلي وأستاذي عمر عبدربه السبع فرغم رحيلك عنا لازلت موجوداً بيننا.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
سبعنا.. لازلتَ موجوداً بيننا..!
أخبار متعلقة