لجنة التراث العالمي في اليونسكو تعتبر "زبيد" مدينة تحت الخطر!
فن العمارة اليمنية
[c1]* هل من لفتة مسؤولة إلى هذه المدينة التاريخية ؟[/c]تحقيق/ محمد سالم المغرسي / علي صالح العسكرياجتماعات، مؤتمرات، ندوات والنتيجة توصيات وتوجيهات كلها من أجل المبادرة في انقاذ زبيد التي أصبح الخطر الآن يهدد معالمها التاريخية ففيها تراث يمني عربي إسلامي يحكي تاريخ عصور، الكل يتهرب من تحمل المسؤولية وبعضهم يحمل الآخرين المسؤولية والبعض الآخر عمل من تاريخ زبيد باب رزق وآخذوا يطلبون الله (على ظهرك) يازبيد، أكثر من 35 منزلاً اثرياً أنهار ومئات المنازل تصدعت وتشققت مما جعل منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة بعد ان أدرجت زبيد ضمن قائمة التراث العالمي ومن ضمن المدن التاريخية الهامة في العالم منذ عام 1993م وفي عام 2001م ادرجتها ضمن المدن المعرضة والمهددة بالخطر وفي هذا العام ونظراً لعدم وجود أي تقدم في الحفاظ على زبيد وكذلك الاهمال واللامبالاة جعل المنظمة تطلق إنذارها الأخير بشطب زبيد من قائمة التراث العالمي.
مباني قديمة
[c1]الهيئة تحمل الأشغال[/c]الأخ عرفات عبدالرحمن الحضرمي مدير هيئة المدن التاريخية فرع زبيد صرح لنا بأن ممارسات مدير اشغال زبيد لا تزال مستمرة في العبث بمعالم زبيد التاريخية متحدياً كل التوجيهات الصادرة من محافظ الحديدة ومدير عام المديرية بزبيد وقال في تصريحه بان الهيئة ومنذ ان قادت زمام الأمور في الحفاظ على مدينة زبيد وهي تسعى بكل جهودها لالغاء البناء العشوائي المستحدث من "البلوك" والاسمنت وانه تم الزام الأهالي بالبناء بحسب النمط القديم وان الهيئة قامت بتوفير محرق يقوم بانتاج مادة وقوالب الياجور " الطوب الأحمر" وبيعه للأهالي بسعر التكلفة ولكن هذا المحرق لا يكفي ولا يفي بالغرض فالطلبات المقدمة والاقبال لشراء قوالب الياجور في تزايد والانتاج لا يكفي حيث وان المدينة فيها الكثير من البيوت التراثية المهددة، وذكر كذلك بان زبيد وبعد ان ادرجت في عام 1993م في قائمة التراث العالمي من المفترض ان يزداد اهتمام الحكومة بها والحفاظ عليها ولكن ما حدث هو العكس تماماً فزبيد لم تلق ربع الاهتمام مثلما لقتها المدن التاريخية الأخرى مثل شبام وصنعاء مما جعل خبراء لجنة التراث في منظمة اليونسكو عند زيارتهم لزبيد يستغربون ويندهشون للدمار الذي يحصل والعبث والخراب وعدم وجود أي نوع من الحفاظ على تاريخ وحضارة وأبنية زبيد مما جعلهم في عام 2001م يدرجون زبيد تحت الخطر والمدن التي يهددها الخطر وجعلهم خلال الزيارة الأخيرة يوجهون أنذاراً إلى هيئة الحفاظ على المدن التاريخية وإلى الحكومة اليمنية بشطب وحذف مدينة زبيد من قائمة التراث العالمي وأكد الأخ عرفات بان مكتب الاشغال وراء هذا الخطر.[c1]السيول والمجاري والخراب[/c]أثناء تنفيذ مشروع مجاري زبيد والحفريات التي تعمل لكي يتم تنفيذ المشروع سقطت أمطار وسيول أدت إلى سقوط وجرف أكثر من 35 منزلاً أثرياً وجعلت أكثر من 100 منزل تحت الخطر من أثر التصدعات والتشققات.. الأخ أمجد المزجاجي المدير القائم على مشروع مجاري زبيد أوضح لنا ذلك وأكد ان المسؤولية مشتركة في هذا الدمار الذي حدث لزبيد فلم نكن نتوقع اطلاقاً هطول أمطار بهذه الكمية ولا ان تأتي سيول بهذه القوة والحفريات مازالت قائمة وحمل الأخ امجد المزجاجي الأهالي جزء من هذه المسؤولية بعدم تصريف المياه بالطرق السليمة وأوضح بانه تم تشكيل لجنة لتعويض الأهالي وقد صرفت هذه التعويضات.
مساجد أثرية
[c1]لجنة الحفاظ على زبيد[/c]شكلت بعدها لجنة للحفاظ على مدينة زبيد مكونة من المجلس المحلي ومنظمات المجتمع المدني وأوضح الأخ نجيب هارون رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس المحلي وممثل القطاع الخاص في لجنة الحفاظ على زبيد انه عندما كانت لجنة الحفاظ على تراث زبيد تقود عملية الحفاظ على زبيد من خلال تقسيم المدينة إلى أربعة أرباع كل مجموعة حدد لها ربع في مراقبة الأوضاع ومنع أي استحداث أو بناء اسمنتي أو أي بناء عشوائي يشوه ملامح وتراث الأبنية كانت كل الأمور تسير على حسب ما خطط لها ولم تحدث أية مخالفة بناء ولكن وجدت أكثر من 198 مخالفة حالياً.وهناك قضية أخرى تواجهنا وهي انه منذ سنتين تم وضع مخطط حضري من قبل الأخوة في مكتب الأشغال منذ تلك اللحظة إلى الآن والمخطط مازال موجوداً في مكتب الاشغال بصنعاء ولم يتم اسعاف المنطقة به وباحضاره وأوضح الأخ نجيب هارون بانه بدلاً من هروبنا وعدم تحمل المسؤولية لماذا لا تقوم بمتابعة هذا المخطط ونعمل بكل جهودنا ونسعى ونتكاتف في الحفاظ على مدينتنا ولن ينتظر المواطنون إلى أن تضيع منازلهم التراثية.. وأوضح كذلك بان قانون الحفاظ على مدينة زبيد إلى الان لم يصدر وانه لم يتم العمل بالتوصيات التي خرجت في المؤتمرات والندوات بهذا الشأن .عدم الاهتمام واللامبالاة سيوقع هذه المدينة وسيسقطها من قائمة التراث العالمي وأكد بما حصل بشأن إعادة السوق القديمة لزبيد الاسبوعي وان الملايين التي صرفت في إعادة السوق القديمة في بناء العشش فكرة فشلت واهدرت الملايين لعدم وجود الاستراتيجية والدراسات الصحيحة.. هناك أيادٍ تعمل على تغييب زبيد.[c1]القوة الشعبية:[/c]الاخ اسامة عبدالرحمن الحضرمي من أهالي زبيد ومن لهم بصمات حية في إحياء تراث زبيد من خلال الجمعية التي أسسها "جمعية الحصيب للتراث والفنون الشعبية" وتعمل هذه الجمعية من خلال احياء الشعر الشعبي والفلكلور الشعبي والرقصات الشعبية كما قامت الجمعية ببناء استراحتين تقومان باستقبال الأجانب والسواح وتعريفهم بتراث المدينة وموروثها.. الأخ أسامة أكد كأحد المهتمين بزبيد بأن لجنة الحفاظ على زبيد تم تشكيلها ولم يحصل أي تغيير او اهتمام وبالامكان الرجوع الى المقابلة التي بثت في قناة الجزيرة وانه عندما بدأت الهيئة بالحفاظ على زبيد والعمل على تطبيق القوانين السارية على زبيد مثل شبام وصنعاء لم يجد لهذه القوانين نصير ولم تكن ذات فاعلية في عملية الحفاظ على زبيد وذلك لوجود أناس يسعون وراء مصالحهم الشخصية في المنطقة، فمثلاً يتم إيقاف أي بناء مستحدث من قبل الهيئة فتدخل الوساطات والوجاهات مما يؤثر سلباً على جمال المدينة ورونقها ومعمارها بالبناء المسلح الاسمنتي الحديث.وشير الاخ اسامة الحضرمي إلى ان احد الرجال في المنطقة كانت له محاولة في إعادة السوق القديمة وأوضح بان إعادة السوق القديم إعادة للحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة وللحفاظ على تراث وتاريخ المدينة وهي قضية اجتماعية وليست مجزأة وهو يعتبر إعادة قلب المدينة النابض.وكان المجلس المحلي أول الجهات التي وافقت على إعادة بناء السوق وتم بعد موافقة المجلس المحلي تنفيذ الفكرة بطريقة تراثية متحضرة وهي بناء عشش من قبل الهيئة العامة للاثار وبتعاون من المجلس المحلي وهو يعتبر من الجهة المشرفة على المشروع.
مساجد قديمة
[c1]سرقة عيني عينك[/c]احد المحامين والمدافعين عن زبيد وتراثها المحامي احمد عبدالرحمن البطاح قال اننا نسمع بين الحين والآخر ان زبيد مهددة بخروجها من قائمة التراث العالمي في الوقت نفسه يجد الناس صعوبة في البناء بالياجور وعلى النمط القديم نظراً لغلاء اسعار مواد البناء القديم وقد تحول الكثير من القائمين على زبيد مكتسبين باسم الحفاظ على زبيد وتراثها واستغلوا هذا الباب.وأصبحت الأموال تذهب الى الجيوب باسم زبيد ولقد تحمل ابناء زبيد الاعباء الكبيرة من المسؤولية في الوقت الذي تخلت فيه المؤسسات والجهات المشرفة عن التزاماتها المتعلقة بالحفاظ على زبيد ومما لا شك فيه ان الحاجة إلى البناء يزداد يوماً بعد يوم وظروف الناس المعيشية تجعلهم يتجهون إلى البناء الرخيص والمناسب مع اوضاعهم خاصة ذوي الدخل المحدود، وان هناك غالبية من الناس لا يستطيعون حتى ترميم جدرانهم التي أوشكت على السقوط.وأكد الأخ المحامي باسم أبناء زبيد انه لا يوجد أي فائدة او جدوى من وجود المحارق أو صندوق الطوارئ لانه لا يتم الاستفادة منه إلا القائمين عليه وهي ابواب رزقهم ولا يستفيد احد منها سواهم ويذهب ما فيه إلى جيوب القائمين عليه فمحروق واحد لا يكفي نظراً للاعداد الكثيرة التي تنتظر دورها في البناء وصندوق الطوارئ لا يفي بالغرض ولا تذهب عائداته إلا لهم وحدهم والمواطن محروم.ووجه في الأخير دعوة الى كل الخيرين يمني او عربي او أجنبي وكل من تعز عليهم المحافظة على زبيد التاريخ الا يقدموا أية مساعدات إلا باشراف مباشر ورسمي حتى يتأكد ان ما تم انفاقه لا يذهب للاغراض الشخصية".الاخ عرفات الحضرمي مدير هيئة الحفاظ على المدن التاريخية في زبيد صرح لنا كذلك بان الاخ مدير الاشغال يقوم ببيع الأراضي والمساحات لحسابه الخاصة ويؤجر المباني الأثرية وزبيد التاريخ محرومة من هذه الإيرادات وكذا يقوم بمنح تصاريح البناء الاسمنتي رغم صدور قرار رئيس الوزراء بعدم اعطاء تصاريح ويرمي بالتوجيهات عرض الحائط.. المواطنون هم أيضاً يتساءلون أين تذهب المنح والهبات التي تسلم للحفاظ علىمدينة زبيد؟ مئات الملايين صرفت ولم تستفد منها المدينة بشيء والكل يأكل من ظهرك يا زبيد و" مصائب قوم عند قوم فوائد".[c1]سواح يتضامنون مع زبيد[/c]منى فريد، اوريكه، ايرمي، يعقوب، جابريلي، يو دس كل هؤلاء وهم من المانيا قدموا في وفد سياحي من ضمن المئات من الوفود التي تزور زبيد يومياً التقينا بهم في استراحة زبيد التراثية التي تمتلكها جمعية الحصيب التي يديرها الاستاذ اسامة الحضرمي وجهنا إليهم مجموعة من الأسئلة عن برنامج زيارتهم وقد عبروا عن اعجابهم باليمن وما تحتويه من كنوز تاريخية واثرية واعتبروا ان زبيد أشد ما اعجبوا بها خلال زياراتهم وأوضحوا لنا ان زبيد تتميز ببيوتها الجميلة وانه حرام على القائمين عليها ان يتركوها بهذا الشكل وناشدوا الجهات المختصة بالاهتمام بهذه المدينة وضرورة الحفاظ عليها ووجهوا نداءهم الى منظمة اليونسكو بعدم التسرع وعدم شطب زبيد من قائمة التراث العالمي والعمل على انقاذ زبيد والمفروض ان تحظى بالاهتمام كغيرها من المدن اليمنية التاريخية الأخرى.[c1]المجلس المحلي ودوره [/c]قيادة المحافظة لم تول زبيد الاهتمام وعدم المبالاة واضح وذلك من عدم تجاوب المحافظة للمناشدات التي يطلقها الأهالي فمن المفترض ان تنصب الاهتمامات كلها وتكثف الجهود من قيادة المحافظة في جذب المنظمات الدولية والمانحة وكذا المتابعة المستمرة من قيادة المحافظة للجهات المعنية في سرعة إيجاد الحلول لانقاذ هذه المدينة. وكل ما في الأمر هو انه تقام الندوات والمؤتمرات وجامعة الحديدة لم تقصر في استضافة هذه الفعاليات في الدعوة لانقاذ مدينة زبيد ويخرجون بتوصيات وتوجيهات وقرارات ولكن لا يعمل بها، حتى مخطط المدينة الذي قامت به الاشغال لم تستطع المحافظة على اخراجه للنور ولم يكلف المجلس المحلي نفسه في المتابعة. المجلس المحلي في مديرية زبيد يقف عاجزاً تماماً ويضع يداً على يد وهو يشاهد تلك المباني الاسمنتية التي تشوه معالم المدينة وما قامت به هو تأسيس صندوق الطوارئ او ما يسمى بالقروض البيضاء التي لا يزيد رصيده على 3 ملايين ريال تعطى للمواطنين على شكل قروض وترد خلال ست سنوات والمواطن لضآلة المبلغ لا يستفيد منه ويهرب منه قبل ان يصل إليه ومشروع المحراق هو الآخر لا يفي بالغرض.المجلس المحلي وأعضاء المجلس كما أفاد لنا المواطنون هم المستفيدون وحدهم من القروض ومن الهبات لمشاريع وهمية تنجز على الأوراق قمامات تتكدس في كل الأماكن تجدها منتشرة تشوه تلك المعالم التاريخية وتعطي صور غير لائقة لهذه المدينة ويأخذ الزوار والسواح انطباعاً سيئاً عن السلطة المحلية ودورها في الحفاظ على هذه المدينة.