إن تكرار الصداع وأسبابه الظاهرية هما عاملان يجب الاعتماد عليهما في تحديد ما إذا كان الصداع الذي يعاني منه طفلك أمرا يستدعي القلق . في أغلب الأوقات تستطيعين معرفة سبب صداع طفلك ، مثل طول السهر ، أو اللعب في الشمس مدة طويلة ، أو ارتطام رأسه بشيء ما . ولكن يجب مراجعة الطبيب إذا حدث لطفلك صداع لاتستطعين معرفة سببه ، أو تكرر الصداع خلال فترة قصيرة . فإن كان طفلك البالغ من العمر ستة سنوات يشكو من صداع ليس له سبب معروف مرة في الشهر طيلة عدة شهور ، يكون من الواجب عرضه على الطبيب لفحصه . و إن تكرار الصداع بهذا القدر لا يدعو إلى القلق ،إذا كان الطفل في سن المراهقة ويواجه الضغوطات المدرسية . وهناك عامل آخر يجب أخذه في الحسبان ، وهو ما إذا كان الصداع مصحوبا بأعراض أخرى ،ثم إن الأعراض المصاحبة للصداع نفسها قد تكون مؤشرا يحمل على القلق ، وهنا يجب أن يتحرى الوالدان وجود الأعراض التالية :- الغثيان البسيط المألوف .- انخفاض مستوى اليقظة .- تغييرات في قوة البصر.- الشعور بتنميل .- الضعف .- الحمى أو ما يدل على وجود التهاب . [c1]* الصداع عند الأطفال والمراهقون:-[/c]يصيب الأطفال نفس أنواع الصداع الذي يصيب المراهقين . قد يكون سبب الصداع التهاب أعصاب الجسم ، أو أدوية يتناولها الطفل فأغلب الأدوية لها آثار جانبية تسبب الصداع . وتوجد أسباب أخرى محتملة عديدة للصداع . تسوس الأسنان ، والتهاب الأذن ، والتهاب الجيوب ، كلها تسبب آلاما توصف بأنها صداع . يصاب الأطفال أيضا بصداع نصفي ، أو صداع إعيائي يسمى عادة الصداع ألإعيائي أو صداع انشداد العضلات .ويحتمل أن يصيب الصداع النصفي المصحوب بضربات أو نبضات في الرأس الأطفال في وقت مبكر من عمرهم . ولا يمكنك أن تعرفي إذا كان طفلك رضيعا أو في بداية مرحلة المشي ، أنة فعلا مصابا بالصداع لأنه لاستطيع إخبارك بذلك . إلا أنك قد تلاحظين ما يسمى الصداع المتنوع ، ومنه مايسمى الدوار المفاجئ يصيب الأطفال في عمر بدء مرحلة المشي . هذا النوع هو عبارة عن إحساس بدوار ودوخة تحدث فجأة وتختفي خلال دقائق . الأطفال الأكبر سنا والمراهقون يصابون بصداع نصفي واضح الأعراض ، يصاحبه أو لا يصاحبه حساسية للبرودة أو للضوء . وهذه الحساسية هي أحد الأعراض التي تحدث عادة قبل بدء الألم نفسه ، وغالبا ما يرى المصاب أضوءا ساطعة تتبعها نقاط سوداء في الرؤيا . [c1]* الــتـشــخـيـص والــعــلاج :-[/c]أغلب أنواع الصداع تختفي بتناول شيء من الأدوية المألوفة والمتواجدة معنا في المنزل. ومن العلاجات المتيسرة في المنزل استلقاء الطفل في غرفة باردة مظلمة وإعطائه بعض منتجات اسيتامينوفين (نوع من ملطفات الألم) .وعليك مراجعة الطبيب إذا تكرر لطفلك الصداع خلال فترة قصيرة ,لاتستطعين معرفة سببه.حيث سيقوم الطبيب بأخذ نبذة عن تاريخ الطفل ويفحصه سعيا إلى معرفة الأسباب الحقيقية للصداع .فالرجوع لتاريخ المرض أهمية كبيرة إذ أنه يساعد على التشخيص ، لذلك غالبا ما يطلب الطبيب من أهل الطفل الاحتفاظ بمفكرة تدون فيها جميع أحداث الصداع الذي يصيب الطفل مع تحديد كل مرة يحدث فيها الصداع وتدوين ملاحظات عن ما قد يكون سبب الصداع . كتابة تاريخ الصداع تتضمن أسئلة يوجهها الطبيب عن حدة الصداع وتكراره ونمطه والتغييرات التي تطرأ عليه مع الوقت . وقد يسأل الطبيب أيضا عن الأشياء التي تخفف الصداع أو تزيده سوءا . الأجوبة على هذه الأسئلة تساعد الطبيب على التشخيص ، لا سيما إذا كان الصداع نصفيّا ، إذ أن المعروف أن الصداع النصفي يبدأ بسبب التوتر وقلة النوم وبعض الأطعمة وبعض المشروبات .ومن المهم أيضا فحص أعضاء الطفل الأخرى . فقد تكون بعض الاضطرابات العصبية وغير العصبية هي سبب الصداع . فيفحص الطبيب مؤخرة عين الطفل (الفحص القعري)، فهو يتيح للطبيب معرفة ما إذا كان الضغط مرتفعا داخل دماغ الطفل مما قد يشير إلى وجود مشكلة أشـد خطورة .وأن أكثر أنواع الصداع التي يكشف عنها تشخيص الطبيب هي الصداع النصفي والصداع الناشئ عن التوتر . [c1]* الصداع النصفي:-[/c]فإذا دل التشخيص على إصابة الطفل بالصداع النصفي، يقوم الطبيب بتحديد الأشياء التي تثير الصداع ويشرح للطفل كيف يستطيع تفاديها . غالبا ما تكون بعض الأطعمة مسببة لهذا الصداع ، مثل الشوكولا ، والمكسرات ، والأجبان ، وقلوتومات الصوديوم الأحادي ، والكافيين . قد يصف لكم الطبيب في بعض الأحيان دواء يحتوي على مسكن ،ومهدئ خفيف ،ومقلص خفيف للأوعية . إذا كان الطفل يعاني من صداع نصفي مزمن ، قد يصف له الطبيب دواء يؤخذ يوميا كإجراء وقائيّ . عند ما يتخذ الطبيب قرارا بشأن ما إذا كان سيعطي الطفل دواء واقيا ، يأخذ بعين الاعتبار تكرار حدوث الصداع ، ويوازن بين الفائدة المحتملة من الدواء وبين تأثيراته الجانبية التي قد تحدث. هناك نوعان من الأدوية يصفها الأطباء عادة ، هما سايبروهبتادين (مضاد للهستمين) وبروبرانولول (دواء لتنظيم ضربات القلب) .[c1]* الصداع التوتري:-[/c]إن مرضى الصداع التوتري غالبا يصفون الألم الانقباضي بأنه ضغط متواصل حول الرأس . ويعتبر هذا النوع من الصداع هو الأصعب من علاج أي نوع آخر .فالأشخاص الذين يصابون بالصداع التوتري لمدة طويلة نوعا ما يعطون أدوية مثل أسيتامينوفين ، واسيتامينوفين مع كودين ، أو أيبوبروفين وربما يتناولون مزيجا من الأدوية . ويجب أن لا ننسى أن مسكنات الألم التي تؤخذ بجرعات كبيرة ، أو تؤخذ لمدة طويلة ، قد تسبب هي نفسها الصداع أو تزيد حدة مسبباته .ولهذه الأسباب يجب أن يبحث الوالدان مع الطبيب الأدوية التي يأخذها طفلهم ، فيقوم الطبيب بوضع خطة لإزالة الألم قد تتضمن طرقا غير دوائية مثل الاسترخاء وأساليب تخفيف التوتر ، وإتباعك هذه الإرشادات يضعك على بداية طريقة موفقة للتغلب على الصداع المؤلم الذي قد يصيب طفلك .
صداع الأطفال .. الأسباب والعلاج!!
أخبار متعلقة