كوندوليزا رايس ونظيرها الليبي عبد الرحمن شلقم خلال مؤتمر صحفي في طرابلس يوم الجمعة
طرابلس /14اكتوبر/ سو بليمنج:التقت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مع الزعيم الليبي معمر القذافي أول أمس وذلك خلال زيارة تاريخية قالت إنها أثبتت أن واشنطن ليس لها أعداء دائمون.وتهدف زيارة رايس وهي أول زيارة لوزير خارجية أمريكي لليبيا منذ 55 عاما إلى إنهاء عقود من العداء بعد خمس سنوات من تخلي ليبيا عن برنامجها لأسلحة الدمار الشامل.وقالت رايس في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع القذافي في مجمع قصفته طائرات حربية أمريكية في عام 1986 «اعتقد اننا انطلقنا لبداية جيدة. إنها ليست سوى بداية ولكن بعد سنوات وسنوات كثيرة فأعتقد انه أمر طيب جدا أن تشق الولايات المتحدة وليبيا طريقا للسير قدما للأمام.»وأضافت أنها تأمل بتعيين سفير أمريكي جديد في ليبيا «قريبا.»وقال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم إن زيارة رايس دليل على أن ليبيا تغيرت وان أمريكا تغيرت وان العالم تغير.وأضاف إن هناك حوارا وتفاهما واتفاقا بين البلدين الآن.ولسنوات اعتبرت واشنطن القذافي مساندا رئيسيا للإرهاب واحد ابرز أعدائها.وأدت حوادث مثل تفجير الرحلة رقم 103 لشركة طيران بان أمريكان فوق اسكتلندا في عام 1988 والتي أدين فيها عميل ليبي والغارات الجوية الأمريكية على طرابلس وبنغازي في عام 1986 إلى زيادة التوتر.ولكن القذافي خفف في السنوات الأخيرة من لهجته المعادية للغرب وسعى إلى إعادة ليبيا إلى المسرح الدولي.واستقبل القذافي رايس أول أمس الجمعة في قاعة عبقتها رائحة البخور في مجمعه وتناولا فيما بعد الإفطار.ولم يصافح القذافي الذي كان يرتدي جلبابا أبيض ودبوسا على شكل أفريقيا رايس ولكنه وضع يده اليمنى على صدره.ويضم المجمع الضخم الذي التقيا فيه منزل القذافي السابق الذي أبقي مدمرا منذ أن قصفته طائرات أمريكية في عام 1986. ومثل هذا الهجوم الأمريكي الذي أدى إلى قتل نحو 40 شخصا منذ بينهم ابنة بالتبني للقذافي أدنى مرحلة في عقود من العداء بين البلدين.ولم ترد إشارة إلى أن معاوني رايس شاهدوا الدمار الذي يطلع المسئولون الليبيون عادة الشخصيات الرفيعة الزائرة عليه.وقالت رايس عن زيارتها «هذا يظهر أن الولايات المتحدة ليس لها أعداء دائمون.
القذافي يرحب برايس في مجمع حكومي وسط طرابلس يوم الجمعة
«يظهر أنه عندما تكون الدول مستعدة لإحداث تغييرات إستراتيجية في الاتجاه .. تكون الولايات المتحدة مستعدة للاستجابة. بصراحة لم أظن مطلقا أنني سأزور ليبيا .. لذلك فهذا شيء استثنائي.»وكان آخر وزير خارجية أمريكي يزور ليبيا هو جون فوستر دالاس في مايو عام 1953 قبل أن تولد رايس.وقالت وكالة الجماهيرية الليبية للأنباء إن رايس قبل لقائها مع القذافي ناقشت مع وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم التعاون في مجالات مختلفة ولاسيما في مجالي النفط والتعليم وكان من المتوقع أن تتناول وجبة الإفطار مع القذافي.وأعرب في الماضي القذافي الذي وصفه الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان يوما بأنه «كلب الشرق الاوسط المسعور» عن إعجابه برايس.وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة «أنا نؤيد حبيبتي السمرة الإفريقية ... ونفخر بها أن تضع لها رجل وتوجه الأوامر للحكام العرب وتؤشر بأصبعها لوزراء خارجية العرب يجيئوها زرافات ووحدانا وتنادي كذلك إلى أمناء.«أنا يعني بحبها وبأقدرها ونفخر بها لأنها امرأة افريقية في الأصل وسوداء.»وقالت وزارة الخارجية الأمريكية دون إعطاء تفصيلات إن واشنطن تتفاهم بشان « مذكرة تفاهم عسكرية» مع ليبيا التي تتعاون في مكافحة الإرهاب وساعدت في كبح تدفق المسلحين على العراق.وامتنعت رايس عن زيارة ليبيا قبل توقيع اتفاق تعويضات الشهر الماضي لتسوية مطالب بتعويضات تشمل ضحايا تفجيرات أمريكية وليبية.وانتهت ليبيا يوم الأربعاء الماضي من الترتيبات القانونية لتأسيس صندوق ستودع فيه هذه التعويضات لكن مسئولا أمريكيا كبيرا صرح بأن الأمر سيستغرق «أكثر من أيام» قبل إمكان دفع أموال للجانبين.ويشمل الضحايا الأمريكيون من قتلوا في تفجير طائرة بان أمريكان فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 والذي تسبب في مقتل 270 شخصا والهجوم الذي وقع عام 1986 على ملهى في برلين والذي أدى إلى مقتل ثلاثة وجرح 229 .كما يعوض الاتفاق الليبيين الذين قتلوا في الغارة الجوية الأمريكية عام 1986 .