الكفاح الوطني المسلح..
يقال إن التاريخ هو الأمانة والضمير النقي والحي الذي من خلاله تتلمس الأجيال المتعاقبة والتي لم تعش.. الأحداث العظيمة التي سطر بها لشعب اليمني العظيم في عدن الباسلة والجنوب المكافح سطر الرجال الأوفياء وأبطال التاريخ المجد لكفاح الشعب وهو يقارع المستعمر الانجليزي الذي كان يحكم قبضته على عدن والمحافظات الجنوبية للسنوات الطويلة في حكمه الاستعماري من القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر!.. لقد كان لنهوض الشعب في مواجهة المستعمر بوقوفه الثابت والشجاع خلف رموزه وقياداته المكافحة والتي بدأت بانطلاقتها الأولى من أرضية المنظمات الجماهيرية المتمثلة بالمؤتمر العمالي والأندية الرياضية التي مهدت الأرضية الصلبة والغطاء الذي كان يستظل تحته رموز العمل السياسي والكفاحي الذين مهدوا لبروز التنظيمات والكيانات السياسية والكفاحية مثل حزب الشعب الاشتراكي ورابطة أبناء الجنوب والجبهة القومية وجبهة التحرير واتحاد الشعب والطليعة الشعبية والتنظيم الشعبي وغيره من المنظمات والكيانات التي تحملت مسؤولية الكفاح والكفاح المسلح!!.. ولأن التاريخ هو الأمانة والضمير الحي لتعريف الأجيال ادوار هذه الكيانات والتنظيمات السياسية التي أخذت كل واحدة منها الدور الذي انطلقت من خلاله في مسيرة الشعب المكافح.. وهناك صفحات في سجل التاريخ تحكي بقوة وثبات دور الأندية الرياضية وشبابها الذي تسلح بالوعي والفهم الراسخ كسلاح وزاد اسند عليه شباب الأندية الرياضية سجلات في طريق الكفاح المسلح أعظم البطولات في العمل العسكري والثقافي والتنظيمي والنقابي والطلابي فأسهموا بدورهم الريادي في إغناء سجل كفاح الشعب الذي مكن الجماهير من الخروج منطلقين من الأندية الرياضية ومقرات الكيانات السياسية لتعلن الجماهير رفضها القاطع للحكم الاستعماري الذي كان يعطل مسيرة الشعب نحو مستقبله الواعد!.. لقد كان استشهاد المناضل الجسور الشهيد الرياضي الأول الكابتن محمد الحبيشي الذي سقط في ساحة الشرف وهو ينفذ عملية عسكرية ضد قوات الاحتلال.. وكل الجماهير الرياضية وغير الرياضية كانت تعرف من هو الشهيد/ الحبيشي النجم الرياضي الكروي المعروف من صفوف نادي الأحرار الرياضي (سابقاً) التلال (حالياً).. وتواصلت العمليات العسكرية والتنظيمية والثقافية الشجاعة التي أسهم فيها شباب الأندية الرياضية في عدن والجنوب ليشكلوا بأرواحهم وأجسادهم الطاهرة التضحيات الجسيمة في ساحة الشرف ومذبح الحرية.. فقط العديد منهم (رحمهم الله) وبقي منهم على قيد الحياة (أطال الله في أعمارهم) فمنهم من استجاب لنداء ربه ومنهم من ينتظر.. وما بدلوا تبديلاً؟!.