أحمد منصور الصلويكل شعب يستدل على حضارته وسلوكه الحضاري بما تتمتع به مدنه من نظافة وبيئة صالحة غير ملوثة، ولقد فضل الله سبحانه وتعالى الإنسان عن المخلوقات الأخرى، بالعقل ولولا العقل لتصرف الإنسان كتصرف الحيوانات في هذا الكوكب.لهذا فلا غرابة إن رأينا أناساً يتركون براميل النظافة ويرمون بقمامتهم في مكان آخر والغريب والعجيب ان بعضهم يوصل هذه القمامة إلى البراميل وبدلاً من أن يضعها داخل البرميل يتركها بجانبه والبعض منهم يضع قمامته امام منزل جاره والبعض يضعها وسط الشارع بدون أدنى خجل والبعض منهم يتبول في الشارع، وكأن هذا الشارع تحول إلى حمام عام، والمقولة الشعبية التي تقول «قل بالحياء وافعل ما تريد» تنطبق على مثل هؤلاء الأشخاص والبعض من هؤلاء المستهترين بالنظافة وصحة البيئة يرمون أكياس النايلون وبقايا القات واعقاب السجائر والشمة على قارعة الطريق فلا غرابة أن نجد شوارع مدننا اليمنية قذرة مليئة بكل مخلفات الإنسان والحيوان وكأن هذه الشوارع مستودع للقمامة والأمر المحزن والمؤسف أن تجد بكل مدخل من مداخل المدن اليمنية محارق القمامة. لهذا تجد الادخنة تتصاعد منها إلى عنان السماء والروائح الكريهة تزكم أنوف الداخلين والخارجين منها والغربان الناعقة تحلق في السماء بشكل كثيف إلى جانب النسور الجارحة وحضور الكلاب وأصواتها النابحة بشكل مكثف في هذه المقالب التي توجد في مداخل هذه المدن. وهذه المناظر المقرفة والمقززة لا تسر أحداً وهي تسيء إلى هذه المدن والمحافظات لذا وعبر هذه الأسطر نناشد محافظي المحافظات التي تتواجد فيها هذه المقالب القمامية بنقلها إلى أماكن بعيدة عن مداخل المدن أو عمل حل ملائم لتصريفها كما تعمل البلدان الأخرى كما أن على مكاتب النظافة وصحة البيئة أن يكثفوا من توفير براميل القمامة في الشوارع وتوفير السلال في حيطان الشوارع مع تثبيتها جيداً للمحافظة عليها من سطو اللصوص ومحبي جمع المعادن وان يجند المواطنون أنفسهم كي يصبح الجميع حراساً للبيئة وللنظافة ويكونوا عوناً لعمال النظافة وقلنا سابقاً لابد أن توجد هناك عقوبات لمن لا يحافظ على النظافة وعلى صحة البيئة ولايمكن إصلاح مجتمع سلبي إلا بعقوبات فاعلة ورادعة للمخالفين فالمجتمع السلبي لايمكن تغيير سلوكياته الضارة دون تدخل القانون ومادام هذا للصالح العام فلماذا لايعمل القانون للمصلحة العامة؟فانتشار الأوساخ والقمامة يؤدي إلى كوارث بيئية تحل بالجميع لاتحمد عقباها ولولا هذه المضار لما قال عليه الصلاة والسلام «النظافة من الإيمان» لقد قرن الايمان بالنظافة وكلاهما متلازمان لاغنى لأحدهما عن الآخر فحديثه صلوات الله وسلامه عليه صادق صادر من صدوق وكأن البيئة الصالحة الخالية من كل مايعكر صفو الحياة ينتج منها صفاء الذهن وانشراح الصدر وسرور النفس .. فمتى ستكون شوارعنا نظيفة ومرافقنا نظيفة ومدارسنا نظيفة وجامعاتنا نظيفة ومساجدنا نظيفة وكل مرافق حياتنا نظيفة؟وقبل هذا وذاك ستكون تعاملاتنا نظيفة مع بعضنا وقلوبنا وعقولنا وضمائرنا نظيفة.
النظافة إنعكاس لأي شعب حضاري
أخبار متعلقة