أكثر من 400 شهيد وأكثر من 2000 جريح خلال 6 أيام من العدوان الإسرائيلي
غزة/14أكتوبر/رويترز: قصفت طائرات حربية اسرائيلية مباني حكومية في قطاع غزة في الساعات الأولى من أول أيام العام الميلادي الجديد كما أطلقت حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) المزيد من الصواريخ على مدن إسرائيلية بعد ان رفض الجانبان نداءات بوقف اطلاق النار.وأوقعت الهجمات الإسرائيلية على القطاع التي بدأت يوم السبت الماضي نحو 400 شهيد فلسطيني.وتحتشد قوات اسرائيلية تعززها الدبابات قرب حدود غزة وقالت صحيفة هاارتس الاسرائيلية يوم أمس الخميس إن الجيش الاسرائيلي أوصى بعملية برية واسعة لكن قصيرة في القطاع المزدحم بالسكان.وعن الغارات الجديدة في اليوم السادس على التوالي قال الجيش الاسرائيلي ان طائراته والقوات البحرية هاجمت نحو 20 هدفا لحماس.وصرح مسؤولون طبيون فلسطينيون بأن ثلاثة مدنيين استشهدوا وجرح 100 آخرون.وقال مسؤولو أمن في حماس ان مباني تضم مكاتب وزارتي التعليم والنقل دمرت بشكل شبه كامل. وأضافوا ان مبنى البرلمان الفلسطيني تعرض ايضا للقصف. وسار من غامر من سكان غزة بالخروج من منازلهم لتفقد الدمار الذي لحق بقطاعهم وسط الأنقاض التي امتلأت بها الشوارع.وأطلق نشطاء حماس صواريخ من غزة على بئر السبع وعسقلان واشدود. ولم ترد على الفور تقارير عن وقوع خسائر في الأرواح.ونادرا ما توقع هذه الهجمات الصاروخية خسائر بشرية لكنها أحدثت ذعرا بين السكان جعل اسرائيل أكثر تصميما على القضاء على مصدر تهديد أودى بحياة ثلاثة مدنيين اسرائيليين وجندي منذ تجددت الاعمال القتالية في السابع والعشرين من ديسمبر.
ويقول دبلوماسيون إن الصراع الدائر في غزة وهو الاشرس منذ أربعة عقود قد يزداد دموية بعد ايام من القصف الجوي الاسرائيلي الذي قتل 399 فلسطينيا على الاقل ربعهم مدنيون حسب إحصاءات الأمم المتحدة كما جرح أكثر من 1700 فلسطيني.وتصاعدت الضغوط الاجنبية على الجانبين لانهاء القتال. لكن إسرائيل رفضت اقتراحا فرنسيا بهدنة مدتها 48 ساعة للسماح بوصول امدادات إنسانية لسكان قطاع غزة وعددهم 1.5 مليون نسمة ووصفت الاقتراح بأنه “غير واقعي.»وفي نيويورك عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة مساء يوم الأربعاء لمناقشة العنف في قطاع غزة ومشروع قرار عربي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار بين اسرائيل والنشطاء الفلسطينيين.وانفضت الجلسة دون اجراء اقتراع علي المشروع الذي وصفه مندوبون غربيون بأنه غير متوازن ويركز بشكل شبه كامل على أعمال اسرائيل وقال دبلوماسيون ان مفاوضات ستجرى في الأيام القادمة للتوصل الى نص يحظى بالموافقة.ويدعو المشروع الذي قدمته ليبيا العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن الى “وقف فوري لإطلاق النار واحترامه بشكل كامل من كلا الجانبين.” ويطالب ايضا بحماية للمدنيين الفلسطينيين وفتح المعابر الحدودية الي غزة واستعادة التهدئة بالكامل.وقالت فرنسا انها ستستضيف وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لإجراء محادثات يوم أمس الخميس وقال مسؤول اسرائيلي ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يعتزم زيارة القدس يوم الاثنين.وذكر راديو اسرائيل ان القوات الاسرائيلية المحتشدة على حدود غزة تستعد لهجوم بري محتمل.وقال ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع لراديو اسرائيل “هذه مجرد بداية.” وأضاف «نحن نعمل الآن.. وهذا ما قلناه من البداية ولم يتغير شيء.. لنوجه لحماس ضربة ثقيلة. لقد أصيبت بالفعل.” وذكر ان اسرائيل ستصر على انهاء كامل لاطلاق الصواريخ من غزة.ويمكن لعملية غزة التي بدأت يوم 27 ديسمبر بعد ان انتهى يوم 19 من الشهر الماضي اتفاق تهدئة بين حماس واسرائيل استمر ستة اشهر ان تؤثر على نتائج الانتخابات الاسرائيلية القادمة.
وشنت حكومة الوسط التي يرأسها ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي الهجوم على غزة قبل ستة أسابيع من انتخابات العاشر من فبراير شباط بهدف وقف اطلاق الصواريخ من غزة. وتتوقع استطلاعات الرأي فوز حزب ليكود اليميني في الانتخابات القادمة.وأظهر استطلاع في صحيفة هاارتس ان غالبية الاسرائيليين بنسبة 52 في المئة يفضلون استمرار الهجوم على غزة بينما يدعو 20 في المئة فقط لوقف اطلاق النار كما يفضل 19 في المئة شن هجوم بري على غزة.وقال اسماعيل هنية القيادي بحماس في قطاع غزة انه يتعين ان تتوقف الهجمات الاسرائيلية قبل ان يمكن دراسة اي مقترحات لهدنة. وأضاف انه يتعين على اسرائيل ايضا ان ترفع حصارها الاقتصادي عن غزة وان تفتح المعابر الحدودية. وقال هنية انه بعد ذلك سيكون من الممكن التحدث عن جميع القضايا دون استثناء.وأعلن البيت الابيض ان الرئيس الامريكي جورج بوش اتصل هاتفيا برئيس الوزراء الاسرائيلي. وحمل بوش حماس مسؤولية وقف اطلاق الصواريخ أولا كخطوة أولى لاتفاق الهدنة.وأبلغ اولمرت مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بشؤون الامن انه اذا امكن التوصل الى حل دبلوماسي يضمن تحسين الامن لجنوب اسرائيل فان حكومته ستبحثه.ونقل مساعد عن اولمرت قوله “لكن في الوقت الراهن لا يوجد هذا. لم نبدأ هذه العملية لتنتهي مع استمرار اطلاق الصواريخ مثل قبل بدئها.»ووافق الوزراء الاسرائيليون على تعبئة 2500 جندي من قوات الاحتياط موسعة استدعاء سابقا لما وصل إلى 6500 جندي لتعزيز القوات على حدود غزة.وانقشعت يوم الخميس الغيوم بدرجة كبيرة وتوقفت الإمطار التي قد تعيق الغزو البري وتوقع خبراء الأرصاد سماء صافية للأيام القليلة القادمة.وأطلقت حماس يوم الأربعاء ثمانية صواريخ على الأقل على مدينة بئر السبع التي تبعد 40 كيلومترا عن حدود غزة. وسقط صاروخ على مدرسة خالية. وكانت السلطات المحلية قد الغت الدراسة عقب وصول صواريخ النشطاء الفلسطينيين لبئر السبع لاول مرة مساء يوم الثلاثاء.وعلى طول الحدود المحصنة بين اسرائيل وغزة واصلت اطقم الدبابات الاسرائيلية استعداداتها للمعركة بينما أخذ الناشطون الإسلاميون المختبئون على بعد مئات الامتار فقط يزرعون الالغام الارضية والشراك تحسبا لاندلاع حرب برية.وفي غزة غامر عدد كبير من السكان ولاول مرة بالخروج من منازلهم يوم الأربعاء لتخزين الإمدادات مستغلين تراجعا نسبيا في عدد الغارات الإسرائيلية.وقال ابو هاني الذي كان يحاول شراء طعام لأسرته المكونة من خمسة أفراد “أكثر ما نحتاجه هو السكر والأرز والطحين (الدقيق) ولا يوجد شيء من هذا في المتاجر.»وتعاني غزة من نقص حاد في إمدادات الغذاء وانقطاع التيار الكهربائي الذي يؤثر على معظم القطاع. وتحاول المستشفيات جاهدة التعامل مع العدد المتنامي في الخسائر في الأرواح والإصابات.وقالت اسرائيل انها ستواصل السماح للإمدادات الإنسانية بدخول غزة وان نحو 90 شاحنة محملة بالطعام والدواء سيسمح لها بدخول القطاع أمس الخميس. ودخل عدد مماثل القطاع يوم الأربعاء.ومع تنامي الغضب الفلسطيني بشأن الهجمات على غزة طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتخذ من رام الله بالضفة الغربية المحتلة مقرا له بوقف القتال “فورا ودون شروط” وحمل اسرائيل المسؤولية كاملة.كما اجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الاربعاء لبحث موقف مشترك من الهجمات الاسرائيلية لكن العالم العربي منقسم الى حد بعيد فيما يتعلق بموقفه من حماس التي سيطرت على قطاع غزة عام 2007 بعد اقتتال قصير مع حركة فتح التابعة لعباس.