سفينة الشحن الروسية المفقودة
موسكو / 14 أكتوبر / رويترز:ازداد الغموض الذي يلف سفينة تجارية مفقودة يوم أمس الخميس بعد أن أشارت الشركة التي تشغلها إلى احتمال تعرضها للخطف على يد قراصنة وشكك خبراء بحريون في وجود شيء مخالف للقوانين أو حتىفي وجود شحنة سرية. وأمر الكريملين السفن الحربية الروسية بالمشاركة في البحث عن السفينة اركتيك ستار التي تبلغ حمولتها 4000 طن وطولها 98 مترا وأثار مصيرها حيرة السلطات البحرية في مختلف أنحاء أوروبا وشمال أفريقيا. وكان من المفترض أن ترسو السفينة المسجلة في مالطا وعليها حمولة من الأخشاب تبلغ قيمتها 1.3 مليون دولار في ميناء بجاية الجزائري في الرابع من أغسطس آب. لكنها لم تصل إلى مقصدها ويعتقد أن آخر اتصال أجرته كان من المحيط الأطلسي قبالة سواحل فرنسا. وأشار ميخائيل بويتنكو رئيس تحرير دورية سوففراتشت الملاحية الروسية إلى أن السفينة ربما كانت تحمل شحنة سرية غير معروفة لمالكيها أو مشغليها. وأوضح لرويترز «أعتقد أن هناك على الأرجح شحنة سرية على هذه السفينة .. ليست جنائية ولكنها سرية .. وهناك طرف ثالث لا يريد أن تصل الشحنة إلى الطرف الآخر وعليه فإن هذه العملية المتطورة بدرجة كبيرة كانت معدة.» وأضاف «لا أعتقد أن قراصنة خطفوا السفينة لكن (الحادث) تشتم منه رائحة تدخل دولة...» وضربت موجة من أعمال القرصنة حركة الملاحة البحرية قبالة سواحل الصومال وتقوم قوة دولية بحرية بدوريات حراسة في محاولة لحماية السفن التجارية. لكن حدوث عملية خطف في المياه الأوروبية سيكون حدثا غير مسبوق تقريبا في العصور الحديثة. وقال جيم ديفيز رئيس منتدى الصناعات البحرية الدولية وهي مجموعة صناعية مقرها لندن «لم يقع حادث من هذا النوع في أنحاء أوروبا منذ زمن طويل.» مضيفا «أنه حادث فريد حتى الآن في المياه الأوروبية.» ونادرا ما تقع أعمال قرصنة في المياه الأوروبية ولم يعرف سوى عن حادثين يتعلقان بيخوت خاصة في البحر المتوسط. وزادت المخاوف بشأن سلامة الطاقم الروسي المؤلف من 15 فردا بعد أن قالت السلطات البحرية المالطية إنها تلقت تقارير بأن رجالا مسلحين ملثمين صعدوا على متن السفينة متنكرين في هيئة رجال شرطة مكافحة المخدرات في المياه السويدية في 24 يوليو تموز. وأكدت السلطات السويدية أن وكالاتها الخاصة بإنفاذ القانون لا صلة لها بهذا الأمر. وقالت مالطا إن أعضاء الطاقم تعرضوا للهجوم وقيدوا وكممت أفواههم وعصبت أعينهم وبعضهم أصيبوا بإصابات خطيرة. ونفى الأسطول الروسي تقريرا أورده التلفزيون الحكومي بأن الفرقاطة لادني تتعقب سفينة ذات أوصاف مشابهة في المحيط الأطلسي على مسافة ليست بعيدة عن جبل طارق. من جهته قال فيكتور ماتفييف مدير شركة سولشارت الفنلندية التي تقوم بتشغيل السفينة لرويترز «أرى أن السفينة خطفت على الأرجح.» وأضاف «نأمل بالطبع في أن يكون الطاقم على ما يرام.» من جانبها قالت الشرطة السويدية إن محققا تحدث لفترة وجيزة إلى الطاقم في 31 يوليو تموز عندما كانت في المحيط الأطلسي بعد أن أبحرت عبر مضيق دوفر بين بريطانيا وفرنسا. وأغلق جهاز إرسال الإشارات الكترونية الذي يبين موقعها. وأوضحت ماريا لونجارد من الشرطة الوطنية السويدية لمكافحة الجريمة لتلفزيون رويترز إن السفينة كانت تتصرف بشكل غريب في بحر البلطيق. وهونت من شأن المخاوف المتعلقة بتعرضها للقرصنة قائلة إن بيانا مكتوبا بشأن الأحداث على متن السفينة نقل من السفينة إلى شركة التشغيل الفنلندية ثم إلى الشرطة السويدية. وأشارت وسائل إعلام روسية إلى أن جهاز المخابرات المحلي يساعد في مساعي تحديد مصير السفينة وان مندوبيه في مكاتب شركة سولشارت ركانجيلسك التي يشار إليها باعتبارها مالك السفينة.