أقامته الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ولجنة الأنشطة السكانية بمحافظة عدن
[c1]* الكحلاني : علينا أن ننهج منهجا علميا ومدروسا للحد من الزيادة السكانية* د. أروى الربيع : الدعوة موجهة إلى كافة الرجال للعمل على كبح نسبة الزيادة السكانية[/c]تغطية / شوقي العباسي :احتفلت بلادنا الأسبوع الماضي مع سائر دول العالم باليوم العالمي للسكان والذي يصادف الحادي عشر من يوليو من كل عام ، ويتم التركيز فيه على إحدى أبعاد عوامل القضية السكانية ، حيث تم الاحتفال هذا العام تحت شعار " الرجال شركاء في الصحة الإنجابية " وأهمية مشاركة الرجل في هذا المجال وتحقيق الأمومة المأمونة .وفى الاحتفال الذي نظمته الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ولجنة الأنشطة السكانية في محافظة عدن ، ألقى الأستاذ / احمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدن – رئيس لجنة التنسيق للأنشطة السكانية كلمة أكد فيها على ما يشكله النمو السكاني من أثار مختلفة في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها من جوانب الحياة في العالم وهناك إذا كان العالم المتقدم قد تجاوز الزيادة السكانية حيث استطاع في المرحلة الأولى من تطوره الديمقراطي وما تزال معدل الوفيات والمواليد مرتفعة في كثير من البلدان ومنها بلادنا التي تعاني من زيادة متسارعة في معدل النمو السكاني الذي يسبب الكثير من المشكلات في مختلف المجالات والاستهلاك المتزايد للموارد ونتاجها باستمرار حيث أوشكت البعض منها على النضوب مؤكدا على ضرورة أن تنهج منهجا علميا ومدروساً للحد من الزيادة السكانية وتوفير كل الوسائل المشروعة للاستخدام من قبل الجهات المعنية ، بالإضافة إلى وضع برامج توعية فعالة ذات أبعاد وأهداف محدودة ويشارك فيه المجتمع بمختلف شرائحه ، وقال إذا لم نتمكن من المواجهة والنجاح فان ذلك سوف يؤدى إلى مواقف حرجة نتيجة للظروف الاجتماعية الصعبة ، وبالتالي إذا لم يحدث تغيير في الأوضاع والمؤشرات السكانية فان نتائج خطيرة سوف تترتب على ذلك من حيث مستويات العمالة والبطالة والجوع والابتزاز ، وغيرها من الأمور المتعلقة بذلك مما يؤدى إلى توقف أو تقدم الكثير من آفاق التقدم والتطور وبالتالي فإنه على الجميع ساسة ومفكرين وعلماء أن يقفوا أمام هذا الوضع وان تتحمل المؤسسات التشريعية المسؤولية في معالجة القضية السكانية والعمل بخطوات جادة في هذا الجانب من قبل جميع الجهات المعنية من اجل الوصول إلى الأهداف المنشودة وخلق التوازن بين النمو السكاني والموارد المتاحة في بلادنا .[c1]مراجعة الأعمال وتقييم ما تم انجازه :[/c]من جهتها أشارت الدكتورة أروى الربيع وكيل وزارة الصحة لقطاع السكان في كلمتها إلى أن بلادنا منذ عدة أعوام تحرص على مشاركة كثير من دول العالم احتفالها بهذا اليوم حيث نتخذ من هذا اليوم مناسبة لمراجعة الأعمال التي نقوم بها خلال عام مضى وتقييم ما تم انجازه منها واستعراض خطط العمل للعام القادم بما يمكننا من التعامل الناجح مع القضايا السكانية العديدة على الساحة اليمنية والمتجددة عاما بعد عام ، وأشارت إلى أن شعار الاحتفال هذا العام تحت عنوان " الرجال شركاء في الصحة الإنجابية " غاية في الأهمية حتى يستشعروا الدور الحيوي في هذه القضية كونهم عنصرا هاما من عناصر التغيير في دعم الصحة الإنجابية وتحقيق الأمومة المأمونة التي نطمح إلى توفيرها لسائر النساء في اليمن ، وخفض نسبة الوفيات التي تعد واحدة من أعلى المعدلات في العالم ، وقالت نحن في مجتمعنا اليمنى ندرك جيداًٍ سلطة الرجال الواسعة فهم مسؤولون عن اتخاذ القرار في الكثير من شؤون الحاية العامة والخاصة ومن ثم فان الدعوة موجهه إلى كافة الرجال للعمل على كبح نسبة الزيادة السكانية من خلال دعم حصول المرأة على حقها في مجال الصحة الإنجابية والدعوة إلى توفير الخدمات اللازمة لها ومناصرة احتياجاتهن مؤكدا على ضرورة إشراك النساء في اتخاذ القرارات الخاصة بتنظيم الأسرة بما يحقق الشراكة بمفهومها الايجابي في تحمل المسئولية بما يوفر صحة الأسرة ورفاهيتها وبنا ء مجتمع معافى وسليم يقوم على مكونيه الأساسيين الرجل والمرأة وليس على طرف دون الآخر ، فنجاح العمل في مجال السكان مرهون بتمكين المرة وتوفير خدمات الصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة ، مشيرة إلى أن الوزارة تسعى إلى القيام بالكثير من التدابير والإجراءات الكفيلة بالوصول إلى تحقيق الرفاهية وتحسين الحياة في المجتمع حيث أن تخفيض الأمراض والوفيات بين الأمهات تندرج ضمن كافة الأولويات في السياسات والاستراتيجيات الوطنية وتضم هذه التدابير تعزيز شبكة واسعة من عيادات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة لتحسين خدمات ما قبل الولادة واثنائها ، وتدريب مقدمي الخدمات الصحية وتأمين خدمات متنقلة لصحة الأم والإعلام والتثقيف والاتصال .واختتمت كلمتها قائلة أن الوزارة توسع مساحة الاختيار الواعي بين مجموعة وسائل تنظيم الأسرة وزيادة عدد نقاط تقديم الخدمة وتنظيم حملات الترويج الاجتماعي وتوفير لوازم تنظيم الأسرة في عموم المحافظات وتدريب مقدمي الخدمة .[c1]تشجيع وتمكين الرجال تجاه سلوكهم الإنجابي :[/c]الأستاذ / مطهر احمد تقي : الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان القى كلمة في المناسبة قال فيها : بان اليوم العالمي للسكان ليس مجرد مناسبة سنوية نحتفل بها وإنما هي مناسبة ترتفع فيها الأصوات الصاخبة للتذكير بمخاطر المشكلة السكانية وآثارها التي تهدد حاضر ومستقبل الأجيال وبالذات في البلدان النامية التي تعاني من زيادة كبيرة في النمو السكاني والخصوبة المرتفعة ومنها بلادنا ، وأضاف قائلا أن التزايد السكاني المتسارع في بلادنا هي القضية الرئيسية أمام مختلف الجهود التنموية ويجب علينا أن نستوعب جيدا أن موارد الأراضي وخيراتها قابلة للنضوب وتتعرض لاستنزاف بسبب الضغوط السكانية المتزايدة والتدافع البشرى لها واستطرد قائلا لقد جرت العادة أن يتم التركيز في الاحتفال بهذه المناسبة على إحدى العوامل المتعلقة بالقضية السكانية حيث تم طرح هذا العام موضوع هام أمام المهتمين والباحثين ووسائل الإعلام والمتمثل بمشاركة الرجل في الصحة الإنجابية بهدف تشجيع وتمكين الرجال على تحمل مسؤولية سلوكهم الإنجابي وتدعيم دورهم الأسري والاجتماعي لتحقيق المساوات وتضييق الفجوة في النوع الاجتماعي ، كون الرجل في مجتمعنا يتمتع بمكانة كبيرة داخل الأسرة وباليد العليا في اتخاذ القرارات الهامة المتعلقة بالتعليم والصحة الإنجابية وقرار الزواج وعدد الأطفال المرغوب في إنجابهم وتعليم الفتاة والحصول على خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة .مؤكدا في كلمته على أهمية إشراك الرجل في برامج الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة كفئة مستهدفة لعملية التوعية ، فقد بينت الدراسات والمسوحات الميدانية التي نفذت في بلادنا أن الرجال الأكثر وعيا بالصحة الإنجابية هم الأكثر دعما لنسائهم في قرار ممارسة تنظيم الأسرة والاستفادة من الخدمات المقدمة في هذا المجال .وتطرق خلال كلمته إلى أن نتائج تعداد السكان لعام 2004م ومسح صحة الأسرة 2003م بينت انخفاضا في معدل الخصوبة للمرأة اليمنية ومعدل الوفيات والنمو السكاني ، إلا أن هذا التحسن لا يزال دون المستوى المطلوب الذي تطمح إليه من خلال السياسة الوطنية للسكان وبرامج عملها التي أصبحت جزءا من السياسة التنموية الشاملة في بلادنا . وأضاف الأخ / زبارة أن اهتمام الحكومة بهذه القضية تمثل في قرار عقد المؤتمر الرابع للسياسة السكانية أواخر أكتوبر القادم وذلك لمراجعة وتقييم برامج السياسة السكانية والخروج ببرنامج تنفيذي للحد من النمو السكاني المتسارع .[c1]حان الوقت لاتخاذ القرارات السليمة :[/c]السيد / هانز اويدجن : ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في بلادنا – أشار في كلمته إلى أن تقرير حالة سكان العالم للعام 2007م قد أوضح بان عدد سكان اليمن يبلغ اليوم 22.3 مليون نسمة ،وإذا ما استمرت هذه الزيادة السكانية على ما هي عليه في الوقت الراهن فان هذا العدد سوف يبلغ في غصون أربعة عقود فقط 60 مليون نسمة ، وهذا ما يجعلنا نقف أمام هذه التحديات ، فالرجال والنساء يمكنهم إحداث التقيد داعمين لحقوق الإنسان بما في ذلك الأمومة المأمونة بكل الطرق الممكنة ، وان نبذل جميعا ما في وسعنا للنهوض بحق كل امرأة يمنية لأن تتمتع بحياة مليئة بالصحة والكرامة والفرص المتكافئة مشيرا في ختام كلمته إلى أن الرجال شركاء للنساء في الحياة والتنمية والنجاح وقرارات الرجال في بعض المواقف يمكن أن تكون لحظات فاصلة مابين الموت والحياة .كما ألقيت العديد من الكلمات بالمناسبة من قبل الأخوة الدكتور الخضر ناصر مدير مكتب الصحة بالمحافظة منسق لجنة الأنشطة السكانية والدكتور / سعيد جبلي نائب رئيس جامعة عدن استعرضت الوضع السكاني في بلادنا ومؤشرات النمو السكاني والتفاعل الايجابي مع القضية والسعي نحو تحسين مخرجات الخدمات الاجتماعية والصحية والاقتصادية ، وضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية في تغيير الوضع السكاني في بلادنا .حضر فعاليات الاحتفال عدد من المعنيين والمختصين من الجهات ذات العلاقة .