اقترب رجل اسمه "الربيع" من أمير المؤمنين " عمر بن الخطاب، وقال له : يا أمير المؤمنين أنّك تأكل طعاماً غليظاً وتلبس ثياباَ خشنة، وأنت أحق الناس بطعام طيب لذيذ، وملبس ناعم جميل، ودابة مريحة تركبها!رفع "عمر بن الخطاب" قطعة من حديد كانت في يده وضرب بها "الربيع" قائلاً :- إنّك لم تقل ذلك لوجه الله، ولكنك اعتقدت أنّ ذلك سيقربك مني. ثمّ واصل عمر حديثه مع الربيع قائلاً : إنّ مثلي ومثل رعيتي كمثل قوم خرجوا في سفر طويل فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم وقالوا له : أنفق علينا. فهل يجوز له أن يخص نفسه بشيء من تلك النفقات؟ .. قال "الربيع : لا .. يا أمير المؤمنين! .. قال عمر أنا لم أعين عليكم الولاة كي يضربوا أجسادكم ولا يأخذوا أموالكم، ولكني عيّنتهم عليكم ليعلموكم كتاب الله وسُنة رسوله .. فمن يقع عليه ظلم من أحد الولاة فعليه أن يأتي إلي مسرعاً كي آخذ له حقه..فقال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين .. إذا أدب أمير رجلاً من رعيته .. هل تقتص منه؟قال عمر : ولماذا لا أقتص منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقتص من نفسه؟!ثمّ كتب عمر بن الخطاب إلى وُلاته في مختلف البلاد فأوصاهم بالمسلمين خيراً وكان ضمن ما أوصاهم به قوله:"لا تضربوا المسلمين فتذلوهم .. ولا تحرموهم فتكفروهم ولا تفتنوهم ولا تضعفوهم"!
