دور الأب في الأسرة عنصر أساسي لا يمكن الاستغناء عنه ، فهو دعامة أساسية لتأسيس أسرة سليمة و من الطبيعي أن يتعلق أفراد الأسرة بالأب، فكل من البنت والولد في حاجة إلى حنان الأب وحبه ، ولكن تظهر أحياناً صورة من صور تفضيل الأب على الأم من قبل الفتاة حيث تبدأ تتعلق بأبيها لتصبح ضرة لأمها ، وقد تتفاقم المشكلة لتتولد لدى الفتاة عقدة الكترا " وهي تعنى تعلق البنت بالأب بصورة مرضية مما يثير غصب وغيرة ألأم " وتتلخص قصة الكترا الأسطورية ، في الفتاة الكترا التي كانت تكره أمها كراهية شديدة وتحب أباها حبا عظيما بحيث دفعها إلى تحريض أخاها على قتل أمها والتخلص منها ، لقد استعمل فرويد هذه الأسطورة وفسر تعلق الفتاة بابيها إنما يؤدي إلى الغيرة من أمها وكراهيتها .وبالفعل قد نرى فى بعض الأسر هذه الصورة واضحة ، حيث تشكو بعض الزوجات من تدليل أزواجهن لبناتهن بصورة غير طبيعية ، مما يؤدي إلي تولد نوع من الغيرة من هذا الحب الزائد من الأب لهذه البنت مما يسبب مشاكل بينها وبين أمها وتتفاقم العلاقة فيما بينهما بشكل كبير وملحوظ .و مها 45 سنة أم لوليدين وبنت : تشير إلى أن زوجها يتحمل مسئولية ما وصلت إليه أبنتها من عدم التحمل لأي مسئولية نظراً لتدليله الزائد لها وتفضيلها على أخواتها ،وتقول " ولن أنكر قد أشعر بالغيرة فى بعض الأحيان ولكن غيرة ليست بالمعنى المفهوم ولكن غضب كبير بسبب هذا التدليل،فهو دائماً يشجعها على فعل أي شيئ تريده، وهو صديق لها أكثر منى "أما سوسن 35 فتؤكد أن تقرب طفلتها من زوجها بصورة كبيرة لا يثير غيرتها على الإطلاق بل تشعر بالسعادة لذلك ، فهي دائماً تتقبل كلامه ونصائحه لها أكثر منى وهذا شيئ لا يثير قلقي وأجده طبيعي جداً.وتقول الأخصائية النفسية بدور الخالد " أن الغيرة انفعال إنساني يظهر لدى الأفراد بفعل التنافس الذي قد يحدث بينهم، والغيرة كأي انفعال يحدث للفرد في حالة زيادته، او في حالة توجيهه بشكل خاطئ , حيث يبدو كاستجابة مرضية، وبالتالي فان هذا الانفعال لا ينبغي ان يتحول الى هذا الشكل، وإلا تأثر أداء وسلوك الفرد بشكل سلبي." أما في حالة ما قد يحدث من غيرة الأم من البنت ترى أنها أنماط لسلوكيات مرضية ترجع إلى ضعف الشخصية ونقص الثقة في الذات، ولا يمكن اعتبارها بأي شكل من الأشكال نمطاً سلوكياً سوياً، وقد يرجع هذا النمط السلوكي أيضا إلى ضعف التنشئة وبالأخص في مرحلة الطفولة والتي لم ينجح في تكوين خصائص شخصية ايجابية لدى الأبناء وبالتالي تنشأ الشخصية وهي تشعر بالعجز وعدم الكفاءة وعدم القدرة على التنافس المقبول، ومن ثم تصدر سلوكيات واستجابات انفعالية يغلب عليها الشكل المرضي.ويجب التشديد على الاهتمام بعمليات التنشئة وخاصة في مراحل الطفولة التي تعد مسئولة عن تكوين الشخصية بالصورة الصحيحة.وفي الوقت نفسه أثبتت الأبحاث الحديثة أن غياب الأب في حياة الطفلة يؤدي غالبا إلي الاكتئاب المبكر ، وكثيرا ما يؤدي ذلك لظهور أنماط سلوكية غير سوية في حياة الفتاة حيث تعبر عن فقدانها الوجود الذكوري من خلال الميل لمصاحبة الفتيان أو يؤدي لظهور عقدة الكترا في الكبر .ويقول جيمس ليفن , مدير مشروع الأبوة في مدرسة مانهاتن الطبية : أن الآباء يتمكنون من التعبير عن رغباتهم الدفينة من خلال تجربة الأبوة .، وبالتالي يكونون أقل تعرضا للأعباء النفسية . بفضل تخلصهم من آثارها التي قد تكون مؤلمة .
|
ومجتمع
وجود الأب في حياة ابنته يحميها من الاكتئاب المبكر
أخبار متعلقة