دفاعـاً عــن صحيــفـة ( 14 أكتوبر )
تابعت المقابلة التلفزيونية التي أجرتها قناة السعيدة الفضائية مع الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في برنامجها المتميز ( في كل اتجاه ) الذي يقدمه الإعلامي المتألق / عارف الصرمي .. وذهلت كثيراً لما صرح به الدكتور باصرة في البرنامج والذي بدا متخبطاً الى درجة أنه قال إن تقريره الشهير الذي رفعه إلى رئيس الجمهورية العام الماضي والخاص بناهبي الأراضي في المحافظات الجنوبية والشرقية لم يتضمن أسماء النافذين والناهبين، وهو الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وتصريحات يطالب فيها بتقديم خمسة عشر نافذا الى القضاء بتهمة نهب أراضي الجنوب، علماً بأن هناك من نفى أنه يمتلك أراضي وعقارات نسبها اليه تقرير باصرة، كما أن مصلحة أراضي وعقارات الدولة نفت صحة ما ورد في ذلك التقرير ، وأكدت في المقابل استيلاء حيتان كبيرة في السلطة والمعارضة على مساحات واسعة من أراضي وعقارات الدولة ، ما جعل الكثير من المراقبين يتساءلون عن طبيعة المصادر التي اعتمد عليها باصرة في (صياغة) وإعداد تقريره الشهير .ويتكرر التساؤل مرة أخرى بعد مقابلته الأخيرة مع قناة (السعيدة) التي نفى فيها أن يكون قد حدد أسماء معينة في تقريره ، بعد ان ذكر في تصريحات سابقة 15 شخصاً واليوم يتحدث عن 16 شخصاً نافياً أنه حدد اسماءهم ولربما أنه اضاف هذه المرة اسمه ليصبح العدد 16 شخصاً مع علمنا اليقين بأن ما غنمه الدكتور باصرة من أراض وعقارات وأموال بعد حرب 94 م أقل بكثير مما غنمته الحيتان الكبيرة التي لم يذكر اسم احد منها بعد ان ملأ الدنيا ضجيجاً بأنه ذكرها اسماً اسماً في التقرير، ثم غير كلامه هذه المرة وكأنه يريد أن يقول بأنه ترك أسماءهم لغزاً وحزورة لرئيس الجمهورية ليكتشفهم بنفسه!! غير أنني ذهلت أكثر وأنا أستمع إلى حديث الدكتور باصرة عندما تطرق الى أوضاع مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر حيث قدم نفسه كخبير ومشتغل ومحترف في مجال الإعلام والتسويق وهو يفند الخطاب الاعلامي للمؤسسات الرسمية ، ووصل به الأمر حد إصداره مغالطات وأكاذيب لم يعتمد فيها سوى على أوهامه عندما زعم أن أوضاع مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر تدهورت ووصلت إلى حد أنها أصبحت توزع ألفي نسخة لا تشتريها سوى المؤسسات الحكومية فقط، بعد ان كانت مؤسسة عملاقة قبل الوحدة بحسب قوله ، وليس غريباً على الدكتور صالح باصرة أن تصدر منه مثل هذه المغالطات التي لا تستند الى الواقع ولا تستند الى الحقيقة والمصادر المعتمدة كما هو حاله في غالب أحكامه التي يصدرها. ولئن كان نفي الاستاذ حسن اللوزي وزير الاعلام صحة المغالطات التي أوردها الدكتور صالح باصرة كافياً وشافياً والذي أكد فيه بأن تقرير اللجنة التي ترأسها الدكتور باصرة وكان وزير الاعلام عضوا فيها لم يرد فيه ما يسيء إلى مؤسسة 14أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر أو الخطاب الإعلامي للمؤسسات الإعلامية الرسمية لا من قريب ولا من بعيد على الاطلاق ، وهو ما ينفي ما قاله باصرة الذي أكد أن التقرير تطرق الى الخطاب الإعلامي وركز على خطاب صحيفة 14أكتوبر ، الأمر الذي يثير أكثر من علامة استفهام حول هذا التقرير واستهداف الدكتور باصرة لمؤسسة صحفية عريقة بعد أن بدأت تستعيد عافيتها .والمتتبع لخطاب صحيفة 14أكتوبر طوال الفترة الماضية وتميزها في فضح الكثير من خفايا الفساد المستشري داخل عدد من مؤسسات الدولة ومنها فساد البعثات والمنح والنظم الأكاديمية داخل وزارة التعليم العالي سيدرك سر هجمات الدكتور باصرة على صحيفة 14أكتوبر ووصولها إلى حد التجني والزعم أن المؤسسة تطبع الفي نسخة فقط لا تشتريها الا مؤسسات الدولة بحسب افترائه الذي تلسن به في مقابلته المذكورة مع قناة ( السعيدة)، بينما الحقيقة هي أن المؤسسة تطبع حاليا ضعف الرقم الذي ذكره باصرة للمشتركين فقط وتوزع ضعفه مرتين في محافظة عدن وحدها بحسب مصدر مسؤول في مؤسسة 14 أكتوبر ، فيما يتم توزيع الصحيفة في كل محافظات الجمهورية بدون استثناء وكانت أول صحيفة يمنية تصل الى محافظة ريمة الجديدة فور انشائها قبل اربع سنوات ، بالاضافة الى افتتاح مكاتب عديدة في المدن اليمنية الرئيسية بعد ان كانت لاتوزع الا في بعض أكشاك مدينة عدن وليس كلها. واللافت للنظر أن المواقع الإليكترونية التابعة لأحزاب المعارضة في (اللقاء المشترك) وجماعات المعارضة في الخارج تداولت ما جاء على لسان الباصرة في هذه المقابلة بحماس كبير مع التركيز الشديد على صحيفة (14 أكتوبر) بهدف تصفية حساباتها مع هذه الصحيفة المتميزة وقيادتها.[c1]موقف متميز[/c]الحق يُقال موقع )) مأرب برس)) المحسوب على التجمع اليمني للإصلاح حرص لدى تغطيته هذه الواقعة على تسجيل موقف مهني نسبيًا يُحسب له، حيث تناول الموقع استهداف الدكتور باصرة المتعمد لصحيفة “14 أكتوبر” من دون غيرها من الصحف الرسمية واتخاذه من هذه الصحيفة نموذجًا لما يريد قوله من وراء هجومه اللاذع على عمل المؤسسات الإعلامية الرسمية وخطابها الإعلامي والسياسة الإعلامية للحكومة.وقد حاول موقع (مأرب برس) البحث عن أعذار ومبررات لتبرير هذا الاستهداف الذي لا يليق بوزير عضو في حكومة ترسم لوسائل الإعلام التابعة لها سياستها الإعلامية وتتابع مستوى تنفيذها تحت الإشراف المباشر لوزارة الإعلام ووزير الإعلام شخصيًا باعتباره المسؤول الأول أمام مجلس الوزراء عن عمل هذه المؤسسات ومستوى تنفيذ السياسة الإعلامية التي ترسمها وتقرها الحكومة.والملاحظ أن موقع (مأرب برس) أشار بكل وضوح إلى أن ثمة خلفية من العلاقات (العدائية) بين صحيفة “14 أكتوبر” و”وزير التعليم العالي والبحث العلمي” بحسب تعبير الموقع، ويعود ذلك إلى قيام الصحيفة وملحقها الأسبوعي (مشاعل) الخاص بالشباب والطلاب بنقد أداء وزارة التعليم العالي بواسطة عدد من الموضوعات والتقارير والأخبار خلال الأعوام الثلاثة الماضية.إنني بصفتي واحدًا من القراء الذين عادوا إلى قراءة صحيفة “14 أكتوبر” بعد تعيين الأستاذ أحمد الحبيشي رئيسًا لتحريرها قبل أربعة أعوام، ومن المتابعين لها جيدًا، أشهد بأن ما أعادني إلى قراءة هذه الصحيفة هو التطور الملموس في شكلها ومضمونها وتوزيعها رغم الإمكانيات الشحيحة والتركة الثقيلة التي ورثتها الإدارة الجديدة، ومعظم هذه التركة من مخلفات النظام الشمولي السابق قبل الوحدة ، والممارسات الخاطئة بعد الوحدة وبالذات بعد حرب 1994م.وبناء على ذلك أود القول بأنني تابعت جيدًا الكثير من الموضوعات الانتقادية التي تناولت صحيفة “14 أكتوبر” من خلالها بعض الممارسات والأوضاع والظواهر السلبية في عمل العديد من الوزارات ومنها - على سبيل المثال لا الحصر - وزارات التعليم العالي والخدمة المدنية والمالية والأوقاف والعدل والثقافة وغيرها من الهيئات والمؤسسات الحكومية، وهو موقف نقدي إيجابي يُحسب لصحيفة رسمية تتبع وزارة الإعلام التي يقودها الأستاذ حسن اللوزي . لكن انزعاج الدكتور باصرة من النقد الذي وجهته الصحيفة لأداء وزارته يتناقض مع أطروحاته التي تشيد بصحيفة (الأيام) وتطالب الخطاب الإعلامي الرسمي بأن يمارس سلاح النقد وفضح الظواهر السلبية والأخطاء بحسب ما يتردد دائمًا على لسان الدكتور باصرة في شطحاته وتنطعاته عبر الأحاديث الصحفية، وآخرها ما جاء على لسانه من نقد قاس للخطاب الإعلامي الرسمي ومغالطات بشأن أوضاع صحيفة 14 اكتوبر ، في المقابلة التي أجرتها معه قناة (السعيدة) قبل أسبوعين.ولذلك لم يخطئ موقع (مأرب برس) حين برر الهجوم الذي شنه الدكتور باصرة وزير التعليم العالي على صحيفة (14 أكتوبر) بأنه جاء على خلفية (عدائية) بين الصحيفة والوزير بحسب تعبير موقع (مأرب برس).. وبهذا يكون الوزير باصرة من الذين ينطبق عليهم المثل الشعبي القائل :(أسمع كلامك يعجبني .. أشوف أفعالك أتعجب).[c1]هل أخطأت الصحيفة حين تفاعلت مع شكاوى الطلاب والطالبات؟[/c]لقد كانت صحيفة 14 أكتوبر منذ البداية سباقة في كشف كثير مما يدور خلف الكواليس في أروقة وزارة التعليم العالي وكانت متجاوبة مع الكثير من شكاوى وتظلمات الطلاب التي كانت الصحيفة تنشرها تباعاً وتفضح سماسرة البعثات في الوقت الذي كان فيه وزير التعليم العالي يملأ الدنيا تصريحات تؤكد أنه سيمضي قدماً في تصحيح الاختلالات وإيصال المنح الدراسية إلى مستحقيها من المتفوقين ، إلا أن الواقع والحقائق التي نشرتها الصحيفة كانت تثبت ان كل انجازات قيادة الوزارة هي في تصريحات سوّد مدادها الصحف من دون أن تجد لها تطبيقاً على أرض الواقع. وكان الأحرى بالدكتور صالح باصرة كمسؤول رسمي يحترم منصبه ويعرف مسؤولياته أن يتجاوب مع شكاوى الطلاب ويعقب على ما تنشره الصحيفة إلا أنه آثر تجاهل كل ما ينشر ، فكان الواجب المهني لصحيفة 14 أكتوبر يحتم عليها أن تأخذ على عاتقها تبيين حقيقة ما يجري للرأي العام بعد أن صارت السمة المشتركة بين الكثير من الطلاب المتفوقين الراغبين في الحصول على منح دراسية هو الاستياء الشديد من مماطلة الوزارة خصوصاً وأن الكثير منهم قد خسروا المال والوقت وهم يتابعون إجراءات المنحة ولمّا يذهبوا للدراسة بعد رغم درجاتهم المتفوقة ، فيما كان زملاؤهم من الطلاب غير الأوائل قد بدؤوا بالدراسة في الجامعات اليمنية .كانت صحيفة 14 أكتوبر سباقة في فضح أكذوبة برنامج ( المنح الداخلية ) الذي أبتدعه الدكتور باصرة فور تعيينه وزيرا للتعليم العالي . وزعم حينها الوزير باصرة إن هذا النظام المبتكر يأتي لتعويض الطلاب المتفوقين الذين لا يرغبون بالدراسة في الخارج خصوصاً الفتيات حيث يقضي نظام ( المنح الداخلية ) الذي أعلن عنه في العام 2006م بإعفاء الطلاب المتفوقين الذي لا يرغبون بالدراسة في الخارج من امتحانات القبول مع تخصيص مبلغ عشرين ألف ريال شهرياً كمرتب شهري لطلاب المنح الداخلية ، غير أن هذا النظام تحول الى بوابة مفتوحة للعبث والفساد ، فعدد كبير من الطلاب المتفوقين الذين تنازلوا عن ابتعاثهم للخارج على أمل الحصول على منح داخلية في العام 2007م فوجئوا بأن وزارة التعليم العالي أبلغتهم بأن الوقت قد مضى ولا بد من تأجيل دراستهم إلى العام الجامعي الذي يليه ، وبهذه الطريقة يتم تضييع سنوات دراسة الطلاب وهو ما يتعارض مع برنامج الرئيس الانتخابي الذي يدعو إلى الاهتمام بالمتفوقين ورعايتهم . كما تجاوبت الصحيفة مع شكاوى الطلاب الملتحقين بنظام ( المنح الداخلية ) من عدم حصولهم على مرتب ( العشرين ألف ريال ) الذي وعد بصرفه شهرياً وزير التعليم العالي في تصريحاته الصحفية التي اعتاد على اطلاقها بمناسبة وبغير مناسبة ، وبعد أن تعالت الشكاوى قامت الوزارة بالصرف لكنه لم يكن كاملاً ، حيث تقوم الوزارة حالياً بتسليم العديد من طلاب المنح الداخلية في شهر يونيو من كل عام مبلغ ( ستين ألف ريال ) وهي في الواقع مخصص ثلاثة أشهر فقط .. بينما المفترض أن يتم تسليمهم مبلغ عشرين ألف ريال عن كل شهر من أشهر السنة الجامعية .. ولا يعلم أحد - غيره - أين تذهب بقية مخصصات المنح الداخلية التي يتم خصم مرتب تسعة أشهر منها عن كل طالب وطالبة من الطلاب الملتحقين بهذا النظام الذي استحدثه الدكتور باصرة .وقد تساءلت صحيفة 14أكتوبر في حينها : لماذا لا يتم تسليم طلاب المنح الداخلية كامل مستحقاتهم ؟؟ وأين تذهب بقية مخصصات المنح الداخلية إذا كان الطلاب لا يتسلمون سوى مرتب ثلاثة أشهر فقط من أشهر العام الجامعي ؟؟ وكما هي العادة فقد تجاهلت قيادة وزارة التعليم العالي هذا الأمر ولم تتجاوب مع شكاوى الطلاب حتى الآن واكتفى وزيرها بالتعامل مع الانتقادات التي تعرضت لها وزارة التعليم العالي متبعا سنة الذين يكظمون الغيظ !!؟؟؟ كما تطرقت الصحيفة في العديد من أعدادها المنشورة الى التوزيع غير العادل للمنح الدراسية بين المحافظات وأشارت إلى أن محافظة عدن تخرج منها أكثر من عشرة آلاف طالب في الثانوية العامة بينهم أكثر من ألف وخمسمائة طالب بدرجة امتياز فيما كان نصيبها من المنح الدراسية عشر منح دراسية فقط (لاحظوا ضعف النسبة) وقد حدث هذا في عهد الوزير باصرة الذي يحاول الظهور في صورة الفارس المدافع عن قضايا وحقوق المحافظات الجنوبية وأبنائها !!؟؟ وذكرت الصحيفة أن الإعلان عن هذه المنح يتم سنوياً في الصحف الرسمية بناء على تقارير لجان يتم إنزالها الى المحافظات في شهر مارس من كل عام ويتم أخذ مبلغ ألف ريال عن كل طالب منهم وهم يبلغون مئات الآلاف من الطلاب المتفوقين الراغبين بالدراسة في الخارج أو في منح التبادل الثقافي في الخارج أو في المنح الداخلية وفي نهاية المطاف لا تعتمد وزارة التعليم العالي التي يقودها الوزير باصرة سوى أسماء الطلاب الذين تمكنوا من الذهاب مرة أخرى للتسجيل في ديوان الوزارة في صنعاء بعد ان خسروا كل مالهم في العاصمة ، من دون أن يعرف أحد ما سر إنزال اللجان الى المحافظات وتسجيل مئات الآلاف من الطلاب وأخذ ألف ريال عن كل طالب رغم أن عدد المنح محدد لكل محافظة ولا يحتاج لتسجيل ذلك الكم الهائل من الطلاب الذين يعلقهم التسجيل بأمل كاذب .[c1]تناول معاناة طلابنا في الخارج يثير غضب باصرة ؟[/c] كشفت الصحيفة استناداً إلى تقارير وشكاوى كانت تصل اليها عن الحال المتردي الذي يعاني منه الطلاب اليمنيون المبتعثون للدراسة في عدد من الدول وقد وصل ببعضهم الحال بعد أن أهملتهم وزارة التعليم العالي إلى أن أقدموا على بيع أجهزة الحاسوب الخاصة بهم لتأمين لقمة العيش ، ونشرت الصحيفة مناشدات إلى وزير التعليم العالي تفيد أن الكثير من الطلاب المبتعثين يلجؤون الى أكل الأرز الأبيض لكونه أرخص الأكلات نتيجة للظروف المعيشية السيئة التي يمرون بها وكيف تحول بعضهم الى متسولين نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي وصلوا إليها بسبب اهمال الوزارة لهم بعد ابتعاثهم ، الأمر الذي يجعل غالبية الطلاب المبتعثين منشغلين عن دراستهم بتسديد الديون وتوفير لقمة العيش خصوصاً أن البعض منهم يأخذ معه أسرته وأولاده. ولعل الشاهد على الحال المتردي الذي وصل اليه الطلاب اليمنيون المبتعثون للدراسة في الخارج هو المناشدات التي أطلقها عدد من الطلاب اليمنيين الدارسين في ماليزيا والذين طالبوا وزارة التعليم العالي بمساواتهم بالطلاب الصوماليين ( والصومال - حاليًا- بلاد تعيش حالة حرب أهلية ومجاعة وتفتقد لدولة)! حيث تصل إعانة الطالب الصومالي في مساق ( البكلاريوس ) إلى ألف دولار ، فيما يحصل الطالب اليمني في مساق ( الماجستير) على خمسمائة دولار فقط وهو مبلغ لا يكفي لمواجهة أعباء الحياة في ماليزيا التي تشهد تراجعاً كبيراً في قيمة الدولار أمام عملتها المحلية ، الأمر الذي جعل بعض الطلاب اليمنيين يتوسلون إلى قيادة وزارة التعليم العالي أن تعاملهم مثل الطلاب الصوماليين كحد أدنى !! . وكم كنا نتمنى لو أن الوزير باصرة تجاوب بشكل مسؤول مع ما تنشره الصحيفة من انتقادات لأداء وزارته ، لكنه بتجاهله لمناشدات طلابه وللملاحظات التي كانت تنتقد سلبيات وزارته أثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أن تصريحاته الصحفية المتكررة بالقضاء على الفساد وإيصال المنح الى مستحقيها وإجراء الإصلاحات كان الغرض منها إيهام القارئ بوجود إنجازات في وزارة التعليم العالي ، إلا أن ما جرى ويجري على أرض الواقع يضع أكثر من علامة استفهام أمام التصريحات المتكررة للدكتور باصرة ، ولعل هذا ما استفز السفير مصطفى نعمان سفير اليمن في الهند الذي صرح للزميلة صحيفة ( الوسط ) في عددها الصادر بتاريخ 30 / يناير / 2008م بقوله : (( ان معاناة الطلاب الدارسين في الهند - وحتماً في غيرها من الدول - لن يتم حلها من خلال التصريحات والوعود التي سئم الطلاب من تكرارها)) مشيراً الى أن الحل يكمن في قيام الوزارة بواجبها ( لاحظوا قوله واجبها ولم يقل بذل المزيد من الجهود) تجاه الطلاب الذين التزمت بتدريسهم وابتعاثهم. كان السفير النعمان يتحدث بألم عن معاناة الطلاب الدارسين في الهند قائلاً : ((من غير المعقول أن يتم ارسال طلبة للدراسة ثم يكتشفون أن منحهم غير معتمدة )) محذراً من تحول هؤلاء الطلبة الى مجموعة من المتسولين والناقمين على الدولة ، مضيفاً : (( حاولت جاهداً أن أجد مسؤولاً واحداً في وزارة التعليم العالي للتفاهم معه لكن الجواب الدائم كان انشغالهم في اجتماعات لا تنتهي)) . حديث السفير مصطفى النعمان كان يقتصر على شرح معاناة الطلاب الدارسين في الهند، إلا أن هذه المشكلة تتكرر في أكثر من بلد ، حتى جفت أحبار الأقلام وبحت الأصوات من كثر ترديد شكاوى الطلاب اليمنيين في مختلف أنحاء العالم من دون أن يجدوا آذاناً صاغية لدى قيادة وزارة التعليم العالي.ولعل ما أثار استياء الوزير باصرة من صحيفة (14 أكتوبر) وسياستها التحريرية هو ما تناولته الصحيفة فيما يتعلق بإعادة هيكلة اللجنة العليا للبعثات، فاللجنة العليا للبعثات يرأسها وزير التعليم العالي بحكم الهيكلة الحالية للوزارة إلا ان كثيراً من المهتمين بالشأن الاكاديمي يرون أن هذه اللجنة من الأهمية بمكان ليتم إعادة تنظيمها أن تكون برئاسة رئيس مجلس الوزراء شأنها شأن بقية اللجان العليا ، وهو ما أغضب الدكتور باصرة الذي ربما رأى أن ما يتم تناوله هو بهدف سحب البساط من يده وسحب سيطرته على اللجنة العليا للبعثات . ما من شك في أن الهدف الحقيقي لما نشرته الصحيفة من تناولات لهذا الموضوع هو تصحيح الاختلالات وتجاوز الكثير من السلبيات التي تجري حاليا نتيجة الهيكلة الخاطئة للجنة العليا للبعثات خصوصاً بعد أن تفرغت الوزارة للبعثات والمنح ( فقط ) وصار هذا الأمر يستحوذ على 90% من أنشطتها بدلاً من الاهتمام بالتعليم العالي والنظام الجامعي والبحث العلمي والدراسات العليا وغيرها من المهام المنوطة بالوزارة . مع العلم ان عمل البعثات والمنح الدراسية ينبغي ألا يتجاوز 10% من إجمالي عمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهو ما لا يتم العمل به في الوقت الراهن في ظل قيادة الدكتور باصرة الذي اعتاد مؤخرا على الادلاء بتصريحات صحفية مثيرة يحاول من خلالها الظهور في صورة الفارس الذي سينقذ البلاد والعباد وسيقبض على (الذيب من ذيله ) بحسب المثل الشعبي الشائع !!كانت صحيفة 14 أكتوبر تحذر باستمرار من خلال ما تتناوله من موضوعات من التدهور والتراجع الذي يشهده الوضع الحقيقي للتعليم الجامعي إلا ان قيادات التعليم العالي لا تزال مصرة على أنها تحقق انجازات وان الاصلاحات تسير على قدم وساق ، فبدءاً من ضعف المادة التدريسية الأكاديمية والمنهج التعليمي القديم جداً جداً الى نقص التجهيزات الأساسية وعدم توفر المحاليل وأدوات التطبيقات العملية والحالة السيئة لصالات التعليم التي لا تليق بآدمية الطلاب في معظم الجامعات ، وصولاً الى سياسة القبول في الجامعات اليمنية والتي جاءت بشهادة مسؤول أكاديمي كبير بأن الجامعات اليمنية لا توجد لديها سياسة قبول واضحة ، وكذا نظام التعليم الموازي الذي يعتبر البوابة الكبرى للفساد الجامعي والذي تتعامل معه الجامعات اليمنية بكل وحشية إذ تشترط له الاشتراطات الصعبة وأحدها دفع المبلغ كاملاً من دون تقسيط ومن ثم رفع سقفه النقدي من عام لآخر وكأنه من المواد الاستهلاكية الخاضعة للمزايدة السعرية، كما سبق أن اعترف وزير التعليم العالي بأنه لا توجد لائحة تنظم التعليم الموازي الأمر الذي يجعل الأموال المحصلة لهذا النظام التعليمي عرضة للصرف العشوائي ولا يعلم احد أين تذهب؟؟ هذه القضايا وغيرها تطرقت اليها الصحيفة وكانت تأمل أن تجد آذاناً صاغية لدى قيادة وزارة التعليم العالي وعلى رأسها الدكتور باصرة لاستيعاب الملاحظات وتصحيح الاختلالات ، إلا أن الوزير باصرة وبعد أن عجز عن الرد ومواجهة الانتقادات التي توجه لأسلوب إدارته للوزارة آثر الصمت والرد بطريقة أخرى غير منطقية من خلال مغالطاته التي أوردها عن الصحيفة في مقابلته التلفزيونية الأخيرة والتي حادت عن الحقيقة ولم تعرف طريق الصواب بل استغل المقابلة للانتقام الشخصي من الصحيفة والتنفيس عن غيظه المكظوم !! ولئن كانت أكاذيب الوزير باصرة التي ذكرها بشأن الصحيفة مرتبطة بعتب منه على ما ينشر في الصحيفة ، وبالذات المقال الذي نشرته الصحيفة والذي طالب فيه الكاتب باستقالة الوزير بعد غرق ثمانية من طلاب قسم التربية البدنية بجامعة الحديدة نتيجة التسيب والاهمال ، حيث هدد وزير التعليم العالي حينها ـــ في تصريحات صحفية مثيرة كعادته دائما ـــ بتقديم استقالته اذا لم يستقل رئيس جامعة الحديدة ، واستشهدت المقالة بالموقف الصادق والشجاع للوزيرة الكويتية السابقة معصومة المبارك التي بادرت بتقديم استقالتها بعد حريق أصاب أحد المستشفيات الكويتية قبل ان يقدم مدير المستشفى استقالته.وحتى هذه اللحظة وبعد مرور ثلاثة أشهر على تهديد باصرة بالاستقالة إذا لم يستقل رئيس جامعة الحديدة ، لم ينفذ وزير التعليم العالي تهديده بالاستقالة طالما ان رئيس جامعة الحديدة لايزال في منصبه. لقد طالب المقال الذي نشرته الصحيفة في ملحقها الشبابي (مشاعل) وزير التعليم العالي أن يبادر الى تقديم استقالته حتى وإن استقال رئيس جامعة الحديدة كونه غير معفي من المسؤولية تجاه كارثة جرت في احدى المؤسسات التي تتبع وزارته . وكان نشر الصحيفة لهذا المقال تجسيدا لسياسة اعلامية منفتحة انتهجتها الصحيفة التي لم تعجب الوزير باصرة وآخرين .. لكن راح ينتقدها في برنامج تلفزيوني وهو الذي تجاهل الرد والتعقيب على كل ما سبق أن نشر في شأن أداء وزارته ، ثم بعد هذا يهاجم السياسة التحريرية للصحيفة كونه أول المتضررين. لن نتطرق هنا الى التقرير الذي كتبه الدكتور صالح باصرة والذي صرح في البداية أنه سلمه لرئيس الجمهورية وانه يحتوي على أسماء 16 نافذاً قال إنهم نهبوا أراضي المحافظات الجنوبية ثم عاد وتراجع في مقابلته التلفزيونية الأخيرة مشيرا الى أنه حدد العدد بستة عشر نافذاً ولم يذكر أسماءهم ، وهو ما يدعو إلى الضحك والبكاء في آن واحد خصوصا عندما نقارنها بالضجيج الذي أحاط به باصرة تقريره الشهير.. ولن نتساءل في الوقت نفسه عن الأراضي والعقارات التي يمتلكها الدكتور صالح باصرة في المحافظات الجنوبية والمسجلة لدى مصلحة أراضي وعقارات الدولة ونشرت كشوفاتها احدى الصحف مؤخراً وهو الذي كان يركب باصات الأجرة إلى بداية التسعينات ، بينما لم تدخل هذه الأراضي ضمن تقريره الشهير الذي يبدو أن مقايل القات (المعارضة) هي مصنعه الرئيسي ، هذا عدا عن كون رئيس تحرير احدى الصحف المستقلة المقربة من أحد أحزاب اللقاء المشترك وتصدر من مدينة عدن قال بأنه هو وزملاء له كانوا من يزودون باصرة بالمعلومات التي احتواها تقريره الشهير وأنه كان يصرف لهم مبلغ عشرين ألف ريال يومياً بالإضافة الى تكاليف اقامتهم في فندق الشيراتون بمديرية التواهي مقابل ذلك ، فضلاً عن كون العديد من نقاط هذا التقرير قد كذبتها مصلحة أراضي وعقارات الدولة . ومما له دلالة مهمة أن أول من أشار إلى تقرير الدكتور باصرة بعد يومين من تقديمه الى رئيس الوزراء هو الاخ نجيب يابلي قبل عامين في صحيفة (الايام) حيث كتب عن ما ماوصفه ( تقرير باصرة ــ هلال ) وقال فيه من المدائح والاوصاف الجميلة أكثر مما قاله مالك في الخمر ، ثم توالت الاشادة بما يسمى ( تقرير باصرة ) في صحف ومواقع المعارضة التي ما برحت تطالب الحكومة بتنفيذه وكأن هذا التقرير يتفوق على البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وبرنامج مرشح احزاب اللقاء المشترك في قدراته الخارقة على انقاذ البلاد من مشاكلها.اعتقد جازما ان الحكومة لو نشرت تقرير الباصرة ستفضحه تماما لأن المعلومات المؤكدة تدل على أنه يتميز بالاسلوب الانشائي وضحالة العرض وافتقاره الى التحليل الموضوعي للظواهر التي سمع عنها ولم يلامسها بصورة واقعية ، كما ان الحلول التي اقترحها تقرير باصرة لا تختلف عن ما نقرؤه في صحف المعارضة من كلام عام يصلح للاستهلاك الاعلامي ولا يصمد في اختبارات التنفيذ ، وسوف يصل القراء معي الى هذا الاستنتاج لو قررت الحكومة وضع حد لتنطع الدكتور باصرة بنشر تقريره الذي كتبه أكثر من قلم في مطابخ ومقايل ذات خبرة لاتُنكَر في مجال المكايدات والمزايدات !![c1]لا تراجع[/c]إنني اناشد صحيفة 14 أكتوبر بالا تخاف وألا تتراجع بسبب مثل هذه التلفيقات التي يلجأ اليها باصرة لتصفية حساباته مع كل من ينتقد أداءه ، لأنه لم يتحرر بعد من رواسب الثقافة السياسية الشمولية التي تربى عليها وتسيطر على تفكيره وعمله بينما يحاول الظهور بمظهر براق ولباس مختلف.. وارجو من صحيفة 14 اكتوبرأن تستمر في نهجها الوطني والتنويري ، وأن تتوقع زيادة الهجمات المسعورة عليها وهي تتأهب لاستقبال مطبعتها الجديدة التي ستتيح للمؤسسة امكانية اصدار الصحيفة بالالوان وزيادة عدد صفحاتها ، وهو ما سيشكل نقلة نوعية للصحيفة والمؤسسة . كما أننا ينبغي أن نعذر الدكتور صالح باصرة وهو المعروف بشطحاته ، وما زلنا نذكره بهجومه القاسي على احزاب المشترك إبان فترة ترؤسه لجامعة عدن والتي يتودد اليها اليوم ويسعى بكل الوسائل والطرق لأن تكون له رجل في السلطة ورجل في المعارضة ،حيث يحرص على تسويق نفسه كصاحب برنامج أفضل من برنامج حكومة الدكتور علي مجور مع ان برنامج الحكومة الحالية هو البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية الذي نال به ثقة الغالبية من ملايين الناخبين في الانتخابات الرئاسية عام 2006م ، ولا يجوز للباصرة ان يوحي في تنطعاته وشطحاته السياسية بان لديه برنامجا سينقذ البلاد والعباد من المشاكل والازمات بمجرد تنفيذ تقريره الذي لا يعدو ــ في تقديري الشخصي ــ ان يكون أكثر من فرقعة دعائية فجرها الاخ نجيب يابلي في صحيفة (الايام ) فورعلمه بتسليم الدكتور باصرة ذلك التقرير لرئيس الوزراء ، الى درجة ان احد الخبثاء وصف هذا التقرير بانه تقرير ( اليابلي ــ باصرة ) وليس ( تقرير باصرة ــ هلال ) بحسب قول اليابلي !! والاكثر من ذلك لا يكتفي باصرة بتقديم نفسه كصاحب برنامج سياسي متميز بل ويطالب بتمكينه من شغل منصب رئيس الوزراء لضمان تنفيذ برنامجه ،وهو ما يمكن الاستدلال عليه مما جاء على لسانه في مقابلته مع قناة ( السعيدة ) حيث قال إن تقريره لم ينفذ وانه لا يستطيع السؤال عن سبب عدم التنفيذ لأنه ليس رئيساً للوزراء وليس بامكانه مساءلة أي وزير !! !! . إنني اجزم من واقع معرفتنا بالدكتور باصرة ومتابعتنا لحملة الدعاية والترويج التي تبنتها صحف المعارضة وبعض الصحف المستقلة لهذا التقرير . واستنادا الى ما نما الى علمنا من قبل بعض الذين اطلعوا عليه بان المستفيد الاول من عدم نشره هو الباصرة نفسه . ولو قامت الجهات المختصة بنشره او على الاقل تسريبه الى بعض الصحف سيكتشف الناس ان تقرير الباصرة عبارة عن تلخيص سيئ جدا لمقالات واتهامات واحكام جاهزة سبق للقراء الاطلاع عليها عبر صحف ( اللقاء المشترك ) والاستاذ نجيب يابلي الذي يجب ان لا نبخسه حقه خصوصا وان الباصرة مدين للكثير مما ورد في مقالات عديدة للأستاذ اليابلي على صفحات جريدة ( الأيام ) الغراء فك الله كربتها ، مثلما هو مدين ايضا لليابلي الذي كان أول من بشر بتقرير الباصرة ، ودشن الحملة الدعائية لتسويق هذا التقرير في صحيفة ( الأيام ) قبل عامين ونيف.[c1]بين فهمان المصري وعبدالفهيم السوداني[/c]أستطيع القول من واقع مشاهدتي لمقابلة الدكتور صالح باصرة مع قناة “السعيدة”، وطريقة كلامه وحركات يديه وعينيه وحاجبيه وشفتيه ولسانه أن الرجل يحاول الظهور في صورة شخصية فولكلورية يتداولها اخواننا المصريون باسم ( الدكتور فهمان ) والسودانيون باسم (الدكتور عبدالفهيم) وهي شخصية خارقة تخوض في كل الشؤون السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية والاعلامية والصحية والتعليمية والادارية وغيرها من الشؤون التي تحتاج الى متخصصين ووزارات وهيئات متخصصة .ولم تخل بلادنا من تناول كوميدي لهذ الشخصية الفولكولورية التي تلحق الضرر بصاحبها وبالناس عموما حيث سبق للشاعر الشعبي الكبير مسرور مبروك رحمه الله تناول هذه الشخصية بالنقد الساخر في قصيدة مطلعها (( فهيم ما يفهم وتفهيمه صُعيب)!!وقد حاول الدكتور باصرة في مقابلاته الصحفية وآخرها مع قناة (السعيدة) الظهور في صورة (الدكتورفهمان المصري وعبدالفهيم السوداني) ، بهدف اقناعنا بأن التقرير الذي رفعه معاليه إلى مجلس الوزراء عن أوضاع المحافظات الجنوبية يتضمن وصفة سحرية وحلولا ناجعة ليس فقط لمشاكل هذه المحافظات بل ومشاكل البلاد بأسرها في مجالات عديدة لا تدخل ضمن تخصصه كوزير للتعليم العالي!! لكن باصرة فاجأ مشاهديه وهو يرفع يديه ويقطب حاجبيه مستغربا أن تقريره الاسطوري لم ينفذ حتى الآن، وعندما سأله المذيع لماذا ؟ أجاب باصرة ساخرًا : اسألوا رئيس الوزراء، مشيرا إلى أنه - أي باصرة - ليس رئيسا للوزراء ولا يستطيع أن يحاسب أي وزير يمتنع عن تنفيذ تقريره الذي لا يمكن أن يخطئ لأنه صدر عن عقل فهيم موسوعي يفهم في كل الشؤون والأمور.ولما كان الدكتور باصرة لايزال مصرا على ان تقريره ينطلق من (فهم) عميق للواقع ، ويتضمن معالجات جادة وغير مسبوقة لمشاكل البلاد والتحديات التي تتعرض لها وحدة الوطن في هذه الظروف الدقيقة ، فان الضمان الوحيد لإلزام الوزراء بتنفيذ ذلك التقرير الجهبوذ، ومحاسبة أي وزير يمتنع عن تنفيذ ه ، هو أن يكون معد التقرير رئيسًا للوزراء بحسب ما جاء على لسانه في مقابلته مع قناة (السعيدة) عندما قال إن التقرير لم يجد طريقه للتنفيذ لأنه ـــ أي باصرة ــــ ليس رئيسا للوزراء ولا يستطيع محاسبة أي وزير لا ينفذ ذلك التقرير . وهذا يذكرنا بما كان يردده إخواننا المصريون في السبعينيات من القرن العشرين المنصرم عن بعض رجال السياسة الذين كانوا يتنطعون باطلاق التنظيرات وتسويق الوصفات الجاهزة لحل مشاكل مصر ، طمعا في لفت انتباه الرئيس السادات لتعيين أحدهم في منصب رئيس الوزراء ، وهو ما علق عليه الشاعر الشعبي الكبير أحمد فؤاد نجم حينها قائلا :البيه دكتور فهمانح يجيب الديب من ديلهويُشبِّع كل جيعانيا سلام لمْ يا جدعان ع الناس الجنتلمانإحنا حنتبحبح قويوالدنيا ح تبقى جنانوالعربيات ح تموِّنبدل البنزين برڤانوده كله بفضل صديقيدكتورنا الرومانطيقيفهمان الجنتلمان[c1]--------------------------------------------------------------------------* شخصية تربوية معروفة ومحاضر سابق في كلية الآداب بجامعة عدن[/c]