- قلت أمس إن الشائعات التي ينسجها سياسيون ونواب وخطباء وكتاب وصحفيون ينتمون لحزب الإصلاح ويروجون لها بين العامة بقصد الإساءة لحكومة الدكتور/ مجور والتحريض المكشوف ضد المؤتمر الشعبي العام ظهر كذبها وأثبتت الوقائع “سقوطها”.. فحكومة مجور لم تحرم الشعب من 500 ألف طن من القمح الذي قررت حكومة الإمارات العربية المتحدة تقديمه لليمن ولم تصرف هذه الحكومة حبة قمح لأي مسؤول.. لسبب بسيط هو أن المساعدة الإماراتية لم تصل إلى اليمن بعد، بل إن حكومة الإمارات لم تشتر بعد كمية القمح من الدول المنتجة.. كما قلت إن شائعات الإصلاحيين حول “جرعة جديدة” أو رفع الدعم لم تصح، رغم أني سأكون شاهداً على شجاعة حكومة مجور لو هي قررت رفع الدعم عن الديزل مثلاً.- لم ترفع حكومة مجور أي جزء من الدعم المخصص للسلع والخدمات التي لا تزال تدعم من الخزانة العامة للدولة، ولا يبدو أن هذه الحكومة على استعداد لرفع دعم مهدور مثل الدعم المخصص لمادة الديزل، وهي لا تريد الإقدام على خطوة كهذه رغم إدراكها لضرورتها وفوائدها.. هي لا تريد رفع الدعم عن الديزل لأنها ليست شجاعة بما يكفي لاتخاذ مثل هذا القرار.. إن الحكومة لا تخشى أي رد فعل على مثل هذا القرار من قبل الفقراء، لأن الفقراء ليسوا المتضررين الأساسيين من رفع الدعم بل سيكونون المستفيدين الأساسيين من رفع الدعم واستخدام الدعم في مجالات مثل صندوق الرعاية الاجتماعية وخدمات الصحة والتعليم..تدرك حكومة الدكتور/ مجور أن رفع الدعم عن الديزل سيجلب لها متاعب من قبل المستفيدين الحقيقيين من هذا الدعم، كون هؤلاء هم ذوو نفوذ ولديهم قدرة على استخدام شتى الوسائل لإثارة المواطنين ودفعهم للاحتجاج ضد الحكومة، في سياق خبرتهم لاستخدام الرأي العام لمصالحهم أو دفع المواطن قليل الوعي لاتخاذ موقف يدافع في الأصل عن مصالح النافذين!- المشتقات النفطية وخاصة مادة الديزل تدعم من المال العام بمبلغ 700 مليار ريال في السنة، وبسبب هذا الدعم يحصل المواطن العادي الذي يمتلك سيارة على لتر ديزل بقيمة 20 ريالاً، ويحصل تاجر ديزل على لتر بـ 20 ريالاً أيضاً، ولكن يبيعه لشركة كهرباء أو شركة أجنبية بـ 210 ريالات وهو السعر العالمي أو السعر الحقيقي للتر الواحد غير المدعوم.. فمن هو المستفيد الحقيقي من الدعم هل المواطن الذي يستهلك في الشهر طناً من مادة الديزل بقيمة 20 ريالاً للتر أم التاجر الذي يشتري مئة طن في اليوم بسعر 20 ريالاً للتر ويبيعه في نفس اليوم بسعر 210 ريالات؟.. إن المواطن العادي مستفيد من الدعم لأنه يملأ خزان سيارته بألف ريال في الأسبوع، وبالمقابل يربح المتاجر بالنفط المدعوم ثلاثين مليون ريال في الأسبوع لأنه يبيع المدعوم بالسعر العالمي.. فمن هو المستفيد الأساسي من الدعم إذن؟
حكومة مجور
أخبار متعلقة