نحو (14400) مرشح لشغل (440) مقعدا تمثل مجموع مقاعد مجالس المحافظات
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز:وسط أسلاك شائكة ونشر للعديد من رجال الشرطة أدلى العراقيون أمس بأصواتهم في انتخابات المحافظات التي تمثل اختبارا للمكاسب الأمنية الهشة التي حققها العراق الذي تعصف به الحرب والتي قد تخفف من الاستياء الطائفي المتبقي الذي ما زال يؤجج أعمال العنف في بعض المناطق.وستختار أول انتخابات تجرى في العراق منذ عام 2005 المجالس المحلية في 14 من محافظات العراق ومجموعها 18 محافظة وستظهر ما إذا كانت القوات العراقية قادرة على الحفاظ على السلام في الوقت الذي تبدأ فيه القوات الأمريكية في الانسحاب من البلاد بعد نحو ست سنوات من الغزو للإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.وسقطت ثلاث قذائف مورتر دون أن تلحق أي أضرار بالقرب من مراكز اقتراع في تكريت مسقط رأس صدام كما أصيب مدنيان بالرصاص في شجار مع جنود في حي مدينة الصدر ببغداد. ولكن غير ذلك لم تقع حوادث تذكر بحلول ظهر يوم أمس السبت ورفع حظر تجول السيارات الذي فرض للحيلولة دون وقوع أي هجمات بقنابل.وتسود أجواء أشبه بأجواء العطلات في العديد من أجزاء البلاد. وفي مدينة الصدر التي تعاني عادة من اختناقات مرورية استغل الأطفال حظر تجول السيارات المفروض وخرجوا للعب كرة القدم في الشوارع.وقال عبد الحسين نوري وهو أحد الناخبين في مدينة البصرة الجنوبية «كيف يمكننا ألا ندلي بأصواتنا.. كلنا هنا كنا نشكو دائما من القمع وعدم وجود زعيم يمثلنا. والآن حانت فرصتنا.»وفي مركز اقتراع في مدرسة ابتدائية للفتيات في كربلاء اكتظت الفصول الدراسية بالنساء وأزواجهن الذين يحملون أطفالهم في انتظار الإدلاء بأصواتهم.وأجريت آخر انتخابات وسط تمرد سني بقيادة تنظيم القاعدة كما فشلت الانتخابات في وقف أعمال العنف الطائفية التي ازدادت سوءا بين العرب السنة الذين كانوا يهيمنون أيام صدام على العراق والأغلبية الشيعية. وتراجع هذا العنف منذ عام 2007.وسيثبت إجراء انتخابات تتسم بالهدوء النسبي والمصداقية أن العراق كف عن حل الخلافات بالسلاح كما سيمهد الطريق أمام إجراء انتخابات برلمانية بنهاية العام الجاري والتي سيسعى فيها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لتجديد تفويضه.وفي انتخابات أمس السبت يواجه المالكي في الجنوب منافسين شيعة. وفي الغرب ينافس شيوخ عشائر قاتلوا تنظيم القاعدة أحزاباً سنية دينية. وفي الشمال يتطلع العرب السنة الذين قاطعوا الانتخابات السابقة للحصول على نصيب في السلطة.وعدد الناخبين المسجلين أقل من 15 مليوناً من إجمالي سكان العراق ومجموعهم 28 مليون نسمة. ومن المقرر أن تصوت ثلاث محافظات كردية بشكل منفصل كما تأجلت الانتخابات المحلية في كركوك الغنية بالنفط لعدم حسم الخلافات التي واجهت كتلها السياسية حتى الآن.ويتنافس في الانتخابات نحو 14400 مرشح لشغل 440 مقعدا تمثل مجموع مقاعد مجالس المحافظات التي تجري فيها الانتخابات. ومن غير المتوقع أن تصدر النتائج الأولية قبل أيام وقد يستغرق ظهور النتيجة النهائية أسابيع.ويحرس آلاف من رجال الشرطة والقوات مراكز الاقتراع.ونتيجة للأوضاع الأمنية الجيدة رفع حظر تجول السيارات الذي فرض في وقت سابق أمس السبت في البصرة ومدينة النجف الشيعية وفي أماكن أخرى إلا أن المطارات والحدود ما زالت مغلقة ويجرى تفتيش الناخبين خشية ارتدائهم سترات ناسفة.وقالت معلمة في حي مدينة الصدر حيث طردت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة أفراد الميليشيات من الحي في قتال شرس العام الماضي إنها ستدلي بصوتها لصالح قائمة المالكي.وأضافت عن حملة المالكي الأمنية العام الماضي «هو الذي ساعدنا على الخروج ليلا. الآن يمكنني العودة إلى منزلي بسيارة أجرة بعد التسوق في وسط المدينة. لقد وضع حدا لأعمال العنف الطائفية.»واغتيل خمسة مرشحين خلال الحملة الانتخابية بينهم ثلاثة قبل يومين فقط من بدء الانتخابات. إلا أن إجمالي معدل العنف ما زال منخفضا.وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية إن من غير الواقعي توقع أن يمر يوم الانتخابات دون أعمال عنف على الإطلاق.وتابع أن من الممكن أن يقع حادثان أو ثلاثة مشيرا إلا أن هذه ديمقراطية وليدة.وفي المحافظات الجنوبية ينافس ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.وفي محافظة الانبار بغرب البلاد والتي كانت من قبل معقلا للمسلحين السنة يأمل شيوخ عشائر ساعدوا في طرد تنظيم القاعدة من المحافظة الفوز على الحزب الإسلامي العراقي السني.وحتى الآن تركزت معظم أعمال العنف في الشمال حيث قاطع العرب السنة الانتخابات السابقة التي جرت عام 2005 والذين ابتعدوا منذ ذلك الوقت عن السلطة في المحافظات. ومن المتوقع أن يخسر الأكراد الذين أداروا محافظة نينوى الشمالية منذ ذلك الوقت.ولكن بالنسبة لكثير من العراقيين فان الانتخابات هذه المرة لا تتعلق بالعرق والطائفة وإنما بالفاعلية.وفي إحدى بلدات نينوى قرب الحدود السورية رفع طالب يبلغ من العمر 19 عاما وهو أحد أفراد الطائفة اليزيدية أصبعه المغطى بطلاء أرجواني في إشارة إلى أنه أدلى بصوته وقال «هذه هي المرة الأولى التي أدلي فيها بصوتي وأشعر بالسعادة.»وقال أندرو جيلمور نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق «لا تقاطع أي جماعة رئيسية هذه الانتخابات كما حدث في الماضي... وهذا يعني قبل أي شيء أن هذه المجالس يجب أن تكون قادرة على تقديم خدمات.»