نعيش هذه الأيام وكما هي العادة من كل عام اجواءً احتفاءً بأيام عظيمة أريد لها أن تشكل انعطافاً حقيقياً وتغييراً جذرياً في نمط حياة اليمنيين، .وأسلوب معيشتهم وطريقة تفكيرهم ورؤيتهم للحياة والناس وللأشياء هكذا كان المؤمل من انطلاقة الثورة اليمنية وإعلان الجمهورية والاستقلال ،وكذا إعلان الدولة اليمنية الواحدة وانتهاج الديمقراطية الوطنية كسبيل وحيد للتقدم والازدهار والارتقاء بحياة شعبنا وكرامته وتطوره السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وبناء دولة النظام والقانون دولة المؤسسات ونظام الحقوق والواجبات وعلى مدى أربعة عقود وأكثر من الزمن لم يتحقق التغيير الشامل والكامل بصورته النهائية والمستقرة كما كان يأمل الناس ويريدون.فما كل مايتمناه الناس يدركونه، تجري الرياح بما لاتشتهي السفن، هكذا قيل في الأشعار ومع هذا فالمحاولات تتكرر وتعيد نفسها من وقت لآخر بأساليب وأشكال مختلفة والهدف واحد وهو خلق حياة جديدة وأفضل مما كان بالنسبة لكل الناس وليس للبعض منهم فقط ويموج الشارع اليمني اليوم بحالة عدم الرضا بالأوضاع القائمة وتجتهد كل القوى الوطنية والديمقراطية في البحث عن معالجات للعديد من الاختلالات والانتكاسات والعثرات في مجرى التغيير للأفضل ولكن دون الإقدام على خطوات عملية وبإجراءات وتدابير ملموسة ومحسوسة عند كل الناس فلابد ان نجد معاني الثورة والجمهورية والاستقلال والديمقراطية والوحدة الوطنية بسماتها الإنسانية ان تجد تجسداتها على الأرض وفي ذهنيتهم وسلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية.ان برامج التغيير السياسي والوطني الشامل وكل المبادرات السابقة واللاحقة ،تفرض نفسها اليوم على الجميع، بدءاً بالمطالبات بتصحيح مسار الثورة والجمهورية واستعادة معنى الاستقلال والحرية والسيادة ،ومروراً بتوحيد مصالح الناس وحاجاتهم وأهداف ثورتهم للعيش الكريم في كنف الدولة اليمنية الواحدة ولن يتأتى ذلك إلا بتحرر الناس من الفقر والجوع والمرض والقضاء على أسباب التسول والجنون، وإيجاد مصدر رزقه لكل مواطن وكذا سكن لكل مواطن، وهذا وغيره يمكن تحقيقه بوقف الإهدار للموارد العامة وضبط الأنفاق الباذخ لقيادة الدولة بكل مستوياتها لتبقى الامتيازات في حدود ماهو معقول والانتقال باقتصادنا الوطني لكي يكون اقتصاداً منتجاً ونخرج من دوائر الاستهلاك ألعبثي المضر وإشراك كل القوى في عملية التحولات الاجتماعية.
|
آراء حرة
ليس بالتمنيات وحدها
أخبار متعلقة