عهد جديد ونقطة تحول تاريخية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في زمن الثورة والجمهورية والوحدة
إعداد/ دنيا هانيقيام الثورة اليمنية كان بداية نحو النجاح والتنمية والتطور والنهضة والانفتاح في شتى المجالات فمسيرة التنمية والنهضة لم تبدأ إلا في عهد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي من خلال حكمته وحنكته جعل اليمن تشهد نهضة شاملة وتحولات اقتصادية وتنموية واجتماعية وسياسية وديمقراطية كبيرة.فقد كان لخدمات الاتصالات الهاتفية والبريد التي حظيت كغيرها من القطاعات الأخرى باهتمام الدولة والحكومة أن شهدت تطورات بارزة وحققت قفزة نوعية في مختلف جوانبها وأصبحت اليمن اليوم تعيش ثورة حقيقية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.و قبل قيام الثورة كان هناك انعدام نسبي بالنسبة لخدمات الاتصالات الهاتفية والبريدية التي كانت حتى ذلك التاريخ عالماً مجهولاً بالنسبة للمواطنين في المحافظات الشمالية والغربية.. وهو الواقع الذي كان ينطبق كذلك على المحافظات الجنوبية والشرقية التي لم يكن وضع خدمات الاتصالات والبريد فيها يختلف كثيراً عما هو عليه في المحافظات الشمالية والغربية.وشهد قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والخدمات البريدية تطوراً كبيراً في عهد الثورة، ففي المحافظات الشمالية والغربية خضعت الاتصالات بعد قيام ثورة «26سبتمبر» لإدارة وإشراف وزارة الأشغال والمواصلات آنذاك وتم العمل في البداية على تنفيذ توسعة متواضعة للسنترالات في كل من (صنعاء- تعز- الحديدة) إضافة إلى توسعة خدمات التلغراف اللاسلكية لتشمل عدة مناطق ومدن رئيسية أخرى بما في ذلك خدمات التلغراف الدولية التي كانت تتم عبر شركة البرق واللاسلكي بعدن مع بيروت وبعدها مع القاهرة كما تم إنشاء وتجهيز مدرسة الهاتف بتعز.ثم في عام 1966م تم توقيع اتفاقية مع المانيا الديمقراطية لتنفيذ توسعة إضافية لسنترالات صنعاء وتعز والحديدة بسعة ألف خط لكل منها وإنشاء ستة سنترالات صغيرة في (ذمار- يريم- بيت الفقيه- زبيد- مناخة) بسعة (80) خطاً لكل منها وإدخال خدمة التلغراف «الكاتب» بين المدن الرئيسية . وبفضل الاهتمام الكبير الذي أولته القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس لهذا القطاع المهم فقد تم خلال الفترة من عام 1978م حتى عام 1988م إنجاز العديد من المشاريع المهمة على صعيد المحافظات الشمالية والغربية بما في ذلك الاتصالات الهاتفية الريفية.. وتم في هذا الإطار تركيب سنترالات (الكترونية) في (16) مدينة بسعة إجمالية 84 ألف خط هاتفي إلى جانب تركيب وتوسيع (سنترالين) في كل من البيضاء وصعدة بسعة إجمالية 2000 خط لكل منهما مع تغذية بعض القرى المجاورة من هذين (السنترالين) وكذا تركيب (سنترالات الكترونية) بسعة متوسطة 200 إلى 400 خط في (23) مدينة من المدن الصغر.. وبذلت الكثير من الجهود في هذا القطاع باهتمام الحكومات المتعاقبة منذ فجر الثورة اليمنية المباركة( 26 سبتمبر و14 أكتوبر ) باعتباره أحد ركائز التنمية وعامل أساس لتحقيق النهوض الفعلي وإحداث قفزة نوعية في مجال الاتصالات وعصر المعرفة والتقنية والتكنولوجيا، وذلك من خلال حرصها على مواكبة التطورات المتسارعة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات التي شهدها العالم خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي التي باتت تعرف بالثورة الرقمية بهدف الانفتاح على العالم والانخراط في المنظومة المعلوماتية العالمية والاندماج ضمن القرية الكونية الواحدة .ولم يتوقف النجاح على ذلك بل عملت الحكومة على إنشاء البوابة اليمنية للانترنت (يمن نت) لتمثل بوابة عبور لليمن إلى شبكة الإنترنت العالمية، بهدف توفير بنية تحتية مناسبة، وتحقيق الاستفادة الشاملة من معطيات تقنية المعلومات والاتصالات، وتوفير الخدمة بجودة عالية وبكلفة مخفضة، فضلا عن تنفيذ مشروع شبكة تراسل المعطيات والمعلومات لتوفير البنية الأساسية لشبكة تراسل وتبادل المعطيات وفق سرعات عالية وسعات كبيرة لربط كافة الوزارات والمؤسسات والبنوك والشركات والهيئات والمصالح والجامعات بقنوات مباشرة مع فروعها عبر شبكة تراسل واحدة.