بقلم / حسن اللوزي إجماع واضح في الرأي والتقييم بأن الزيارة الرسمية الثالثة للأخ القائد الرمز علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لجمهورية الصين الشعبية على تميزها اللافت عمقاً ورسوخاً وآمالاً وثقةً تعتبر زيارةً ناجحةً ونتائجها-جملة وتفصيلاً- مثلت غاية في الأهمية ولها ما بعدها-كزيارة تاريخية تبشر بنصف قرن جديد من علاقات التعاون الصاعدة نحو جوهر الآمال والطموحات الثنائية- لأنها تضع لبناتٍ قويةً وجديدةً لتطور فريد وغني بإذن الله في العلاقات اليمنية-الصينية الراسخة الجذور والواضحة المسار وهي تنتقل اليوم من مرحلة الوقوف مع الثورة اليمنية والتأييد للوحدة وتقديم المساعدات الخدمية والتعليمية إلى مرحلة الشراكة المتقدمة في الاستثمار والبناء الاقتصادي والتمويل الكبير لأهم مشاريع الخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ذلك أن هناك رؤية واضحة من قبل الطرفين اليمني والصيني لمستقبل الشراكة الاقتصادية والتجارية التي عبّرت عنها بوتقة الاتفاقيات والبروتوكلات التي تم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة المباركة وهي شراكة تقوم على أرضية راسخة من علاقات التعاون المتسمة بالوضوح.. والمصداقية والدأب والمثابرة.. والنتائج الملموسة على أكثر من صعيد، وتبدو في هذه اللحظات التاريخية مؤهلةً للوثوب لمرحلة جديدة تمتلك كلَّ مقومات وعناصر بلوغها لأغلى الغايات المشتركة وضمانة نجاحها خاصة إذا ما تيقنا من الإمكانات التي تحتضنها العلاقات بين الشعوب والأمم بفعل الرغبات المشتركة والدوافع التاريخية والمقومات المتاحة في البلدين. نعم في العلاقات بين الدول محطات مفصلية متميزة تأتي نتيجة عوامل دفع مباشرة في تفاعل السياسات وتوجه السياسات القيادية الناضجة والمحصنة بالحكمة والتفاؤل وتتحقق بذلك نقلة نوعية في مسيرة حركة التعاون.. كما قد تعتري تلك العلاقات بسبب رغبات أخرى أو مصالح متعارضة إلى الدخول في منعطفات كالعُقَد التي تشوّه الأغصان المستقيمة والحفر التي تعترض الطريق.. وبالنظر إلى العلاقات اليمنية-الصينية نجد تميزها وتحصنها من الوقوع في حلقات العُقَد أو المطبات وقد كانت وبقيت علاقاتٍ طبيعيةً واضحة ازدادت قوةً مع انتصار الثورة اليمنية المباركة.. ولم تؤثر عليها العلاقات الأخرى سواءً مع الغرب أو حتى مع الاتحاد السوفييتي -سابقاً-. ولاشك أن لتلاقي الحكمتين اليمنية والصينية أثراًً كبيراًً في ذلك فلم تعترض شوكة العلاقات أية اضطرابات، وإن تبدلت المقاييس اليوم حيث يعتبر الاقتصاد قوة الحركة الدافعة في الاتجاه المتقدم لتاريخ جديد في العلاقات الثنائية اليمنية - الصينية والتي تتسع لكل النشاط ومجالات التعاون والتفاعل الجوهري بين معطيات وتأثيرات حضاراتٍ تليدة مازالت تلهم، وتفعل فعلها، في حضورٍ جديد على خارطة العصر، والتي لا تقف عند حدود المنافع الآنية وتلبية الاحتياجات المشتركة، أو رعاية المصالح العليا بالمفهوم الإنساني والحضاري الأشمل حيث تتلاقى لصونها وتنميتها الشعوب والأمم قبل الدول.
|
مقالات
العلاقات اليمنية - الصينية .. تاريخٌ جديد
أخبار متعلقة