د. إبراهيم بن عبدالله المطلقيكرر البعض ممن خدع بشيخ الخوارج وإمامهم أسامة بن لادن بأنه إمام المجاهدين وشيخ المرابطين ولا شك أن هذا اللقب لا يستحقه ابن لادن وليس أهلا له وحقيقة ما يستحق أنه إمام الخوارج المعاصرين فقد شق العصا وفرق الكلمة وكفر المسلمين الموحدين من الولاة والعلماء وخصوصاً ولاة وعلماء هذا البلد الكريم والذين هم أقرب الناس إلى الاستقامة والصلاح الظاهر والباطن وأصدق الناس في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأشد الناس عملاً بالكتاب والسنة وتمسكا بأحكامهما. كيف يكون ابن لادن مجاهدا وقد خرج على إمام المسلمين وخلع بيعته وحكم بكفره وكيف يكون مجاهدا وقد تهجم على الإمام العلامة سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله متهما إياه بالمداهنة للحكام المرتدين وكيف يكون مجاهداً وقد خالف أحكام الجهاد التي بينها أئمة السلف وعلماء الخلف الربانيون وأكدها أن يكون الجهاد خلف الإمام الأعظم كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم طيلة حياته الجهادية عليه الصلاة والسلام وكما كان في عهد الخلفاء الراشدين طيلة الخلافة الراشدة وكما كان في عهد دولتي بني أمية وبني العباس وتلكم هي القرون المفضلة التي زكاها النبي صلى الله عليه وسلم وحث على التأسي بها وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في الجهاد في سبيل الله تعالى. من المؤسف أن هناك من بني جلدتنا وممن هو محسوب على طلبة العلم ما زال يقرر ويؤكد مكانة ابن لادن ويردد عبارات أنه إمام المجاهدين وشيخ المرابطين وغيرها من العبارات محاولا التغرير بأكبر عدد ممكن من صغار السن ليزج بهم في غياهب الضلال الفكري والانحراف العقدي ولينهي دقائق حياتهم في عمليات انتحارية ببلاد الرافدين أو مشاركات قتالية في فتح الإسلام أو يزج بهم في غياهب سجون بعض الدول المتربصة بنا وبدولتنا وشعوبنا. أي جهاد يحمل لواءه إمام الخوارج مخالفاً به كل أحكام ونصوص الجهاد التي جاء بها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. أي جهاد يحمل لواءه إمام الخوارج مؤكد فيه للناشئة وجوب عقوق الوالدين للمشاركة في الجهاد المعاصر مبينا - فقيه الخوارج - بأنه واجب عيني يجب معه عقوق الوالدين مخالفاً نصوص القرآن الكريم في وجوب بر الوالدين ومن ذلك قوله تعالى "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا". وهل هناك جهاد أعظم وأفضل وأعلى درجة ومنزلة من الجهاد مع إمام المجاهدين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وحينما جاءه رجل يستأذنه بالجهاد معه سأله عن والديه أحيين هما قال نعم فأجابه عليه السلام بقوله "ارجع إليهما ففيهما فجاهد". الكثير ممن زج بهم شيخ الضلال ابن لادن في قضية الجهاد اعترفوا بعقوقهم لوالديهم وقد أثمر هذا العقوق مرضا مزمنا لأحد الوالدين أو كلاهما بل أثمر عن وفاة بعض الوالدين متأثراً بمصيبة ابنه فما مصير هذا العاق بين يدي مولاه يوم أن تتطاير الصحف وقد قدم على ربه عاقا لوالديه بحجة الجهاد في سبيل الله تعالى على معتقد الخوارج. الكثير ممن خدع بجهاد شيخ الخوارج يرتكب مخالفات كبيرة في سبيل الانضمام إلى ركب المجاهدين فنجده لا يبالي في شأن الصلاة والتي هي الركن الثاني من أركان هذا الدين فربما أهملها فترة من الزمن وتجده يصر على حق لحيته مخالفا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ليوهم السلطات وتجده يزور جواز السفر مخالفاً للأنظمة ومرتكبا معصية صريحة لولي الأمر فأي جهاد حقيقي لا يمكن القيام به إلا بترك الواجبات وارتكاب المحرمات والمنهيات مما هي أهم من الجهاد كالصلاة وبر الوالدين وغيرهما. ألم يأن لناشئتنا أن يتفقهوا في دينهم وأن يسألوا أهل الذكر من كبار العلماء وأهل الفتيا فيما التبس عليهم من قضايا عقدية وشرعية هامة ربما قدموا فيها أراوحهم على أكفهم بحثاً عن الدرجات العلا في الجنة. ألم يأن لناشئتنا أن يكونوا على مستوى من الكياسة والفطنة والذكاء والدهاء ليحذروا دعاة الفتنة والضلال الذين يسعون جاهدين للزج بهم في فتن ومحن بعض الدول المنكوبة المجاورة وغيرها ولو سأل أحدهم لم لا تذهب أنت أو ترسل ابنك لحار بالجواب وتلعثم في الرد. ألم يأن لناشئتنا أن يحذروا المواقع المشبوهة في شبكة الانترنت والتي تحرض ليل نهار على الانضمام لكتائب جهاد أئمة الخروج والتكفير وتصف الانتحاريين بالشهداء إمعانا في تضليل الآخرين ودعوتهم للتسجيل المبكر في هذه العمليات القتالية دون شرط أو قيد أو نسبة معينة في شهادة الثانوية العامة. إن من المؤسف أن تأتي الإحصائيات بعدد لا بأس به من أبنائنا وفلذات أكبادنا قد جندوا لعمليات انتحارية في العراق وفي لبنان وفي أفغانستان وغيرها من بلدان العالم. ألا يدل ذلك على وجود خيانة عظمى وخلل واضح وتقصير كبير في المؤسسات المناط بها توجيه الأمة وتربيتها وتعليمها ونصحها وإصلاحها. أليس من الخيانة أن تبقى المؤسسات الأمنية وحيدة في الميدان لمعالجة هذا الخلل ومتابعة ومطاردة كل شخص يخشى تورطه في انحراف فكري ربما جره إلى الفرار إلى إحدى جبهات الفتنة والتفجير في إحدى دول الجوار. أؤكد أن ناشئتنا فقط هم المستهدفون وأبناؤنا فقط هم وقود الفتنة والتفجير في تلكم البلدان فلِم لا يحاسب الخونة والمضللون ومروجو فكر تنظيم القاعدة وعملياته الانتحارية أشد المحاسبة ويطبق في حقهم أشد أنواع العقوبة لنبقي على البقية الباقية من صغارنا وفلذات أكبادنا؟!. والله من وراء القصد.[c1]نقلاً عن / صحيفة "الرياض" السعودية[/c]
ابن لادن (إمام الخوارج) لا إمام المجاهدين !
أخبار متعلقة