احتفالية عرائسية في أربعينية رائد
كتب / عيدروس عبدالرحمن :حفل تأبين فقيد الرياضة اليمنية الاول الاستاذ / عبده علي أحمد لم يكن لقاءً جنائزياً ، حزيناً ، بل كان قبوة فل وياسمين غرستها رجالات ووجهاء مدينة في مسار الاوراق لرحلة ذلك الرجل العملاق الذي كان كما وصفه كتيب التأبين رجلاً في رجال كثيرين . واستضافت قاعة نادي التلال الرياضي صباح امس الاربعاء في احتفالية اربعينية .. اسضافت اشجار ورياحين مدينة عدن الباسقة .. وترجمت تلك الاحتفالية سيرة ذاتية حقيقية وصادقة عن ذلك الرجل الذي افتقدناه .. حضر الاحتفالية اربعة اجيال متعاقبة ، متلاحقة وكأنها شريط ذكريات بديع عن سيرته الرياضية لاعباً ولمختلف الالعاب وكادراً ادارياً لا يشق له غبار .وبعيداً عن الالقاب ، والتسميات الرسمية .. فان مدينة الشيخ عثمان قدمت التكريم والتقدير لفقيد الرياضة الاول من قبل الفنان العظيم / محمد مرشد ناجي ، وعبدالله مجاهد ، والاستاذ حسين النجاشي ، وطابور طويل من كوادر الرياضة العدنية والحياة الاجتماعية .ونثرت مدينة التواهي في ذلك الاحتفال الاستاذ / طه نعمان ، وعلي مرشد عقلان .وصدحت منطقة المعلا بالمعلم الاول الاستاذ / عبده حسين احمد ، احمدمحسن المشدلي ، معتوق خوباني ، رفيق عوض وغيرهم .ناهيك عن مدينة كريتر مسقط رأس الفقيد التي ساقت كل من له صلة بالرياضة اليمنية .عرفنا عن الفقيد انه أول من ادخل كثير من الالعاب الرياضية في اليمن واول من رأس لعبة رياضة خارجية عام 1948م .. واول من ادخل بلادنا اليمن في عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عام 1966م .. واول من شارك في الالعاب الاولمبية .اما عن حياته المهنية خارج عالمه الرياضي فقد انشأ وساهم في انشاء الكثير من المشاريع الانمائية والمصانع الصغيرة .الاحتفال الاربعيني بدأ بآي من الذكر الحكيم تلاها حكمنا الدولي / محمد المسرج ، وركزت كلمات الاحتفالية على ذلك النهر الخالد من العطاء المتدفق دون توقف .. ذلك النهر الذي سقى اراضي رياضية بور ، وغرس واينع اشجاراً عالية البنيان سامقة العلو ، كثيرة الثمار والمحاصيل .ولعل اجمل ما قيل في تلك الاحتفالية نداء الاستاذ / عوض بامدهف بمنح الفقيد جائزة اللجنة الاولمبية الدولية .. وما ناشد به نادي التلال الرياضي باطلاق اسم الفقيد / عبده علي احمد على ملعب 22 مايو في عدن .. وما قاله الاستاذ / عبدالكريم شائف بأن قيادة محافظة عدن سوف تتدارس اطلاق اسم الفقيد على أحد المعالم الرياضية .لكن الرياضة اليمنية عامة وفي عدن على وجه الخصوص لا تقبل ولا تريد الا ان يكون استاد 22 مايو استاد الفقيد / عبده علي احمد .. وتسمية الشارع (شارع الملك سليمان) الذي ولد فيه الشارع .. وخلال احاديثنا مع اعيان عدن الرياضيين ووجهاءها وافذاذها .. اتفقوا بأن تخليد هرم مثل الفقيد جدير ويستحق ان يكون بحجم وعطاء وسخاء ذلك الرجل الذي حمل رياضة الوطن في قلبه ورعاها كحدقات عيونه حتى اثمرت وطرحت حصادها .على ان مفاجأة حفل الاربعين التأبيني كان في ذلك الفيلم الوثائقي الرائع ، الممتع ، اللذيد ، عن حياته منذ ان كان لاعباً حتى لحظة وقوفه على بوابة الموت ليستأذن مشاهديه بانه حان وقت الرحيل ، طالب السماح لنا بأن يغلق الباب لتتوقف الصورة وينتهي الفيلم الوثائقي عند وقوفه على بوابة الدار الآخرة .ولعلها اول مرة تحدث في بلادنا ان يتم عرض فيلم وثائقي عن الفقيد .. وعلى» الرغم من جمالية ذلك الفيلم وريادته باعتباره الاول من نوعه .. لكن الفيلم يحتاج للكثير من الاضافات والزيادات .. واللمسات الجمالية ، مطرزة بسيناريو يلخص حركتنا الرياضية في شخص رجل واحد اسمة الاستاذ / عبده علي احمد .جمالية الاحتفالية .. انها لم تكن اربعينية تأبين .. على العكس تماماً .. كانت حفلة رياضية حوت في طياتها اربعة اجيال رياضية كاملة .. حملها للحضور .. وفاءً واعتراف لعطاء رجل رفض ان يكون الا .. الاول .. ولمسة جمال رائعة من ذلك الرعيل الوفي من الرياضيين الاقحام الذين يعملون قدر هذا الرجل .باختصار .. شكراً لادارة نادي التلال الرياضي التي استضافت واسهمت في احتفالية التأبين خاصة الحاضرين / رشاد هائل وحسين سعيد .شكراً لاسرة الفقيد التي نجحت في التعريف برجل اصلاً معروف .. لكنها اخرجتنا من دائرة الحزن لافاق الفرح .وشكراً لعدن المدينة التي لا تنسى ابناءها ابداً .إنا للَّه وإنا اليه راجعون .