إثر خلاف كبير رئيس البرلمان العراقي يقدم استقالته
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز:أعلن مجلس الحوار الوطني وكتلة مستقلون وهما من مكونات جبهة التوافق البرلمانية السنية أمس الأربعاء انسحابهما من الجبهة على خلفية الخلاف الذي تسبب باستقالة رئيس البرلمان محمود المشهداني.وقال خلف العليان رئيس مجلس الحوار الوطني وهو احد الكتل المكونة للجبهة التي تعتبر الممثل الرئيسي للسنة العرب في العملية السياسية في مؤتمر صحفي في بغداد «نظرا لفشل جبهة التوافق في أداء رسالتها التي تشكلت من اجلها وتفرد الحزب الإسلامي باتخاذ القرارات الخطيرة دون الرجوع إلى شركائه ....إضافة إلى التحالفات التي عقدها دون موافقة الآخرين.«..لم يعد لجبهة التوافق وجود من الناحية العملية... ولهذا فإن إعلان حل هذه الجبهة أصبح ضرورة حتمية ليذهب كل مكون بالاتجاه الذي يستطيع أن يخدم الشعب من خلاله بعيدا عن التكتلات الطائفية والعرقية المقيتة.»ومضى يقول «ندعو الجميع للتعامل مع الحالة الجديدة وعدم التعامل مع ما كان يسمى بجبهة التوافق.»وكانت جبهة التوافق قد تشكلت قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية نهاية العام 2005 على خلفية التحالفات والتكتلات الطائفية والعرقية التي كانت سائدة في العراق آنذاك. واشتركت عدة مكونات في تشكيل الجبهة من أهمها الحزب الإسلامي الذي يرأسه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي ومؤتمر أهل العراق الذي يرأسه عدنان الدليمي وهو رئيس الجبهة ومجلس الحوار الوطني الذي يرأسه خلف العليان.واختلفت أطراف الجبهة حول استقالة المشهداني الذي ينتمي إلى مجلس الحوار الوطني والتي أعلنها أمس الأول الثلاثاء.وكان الحزب الإسلامي من الأطراف التي أيدت استقالة المشهداني على خلاف الأطراف الأخرى للجبهة التي وقفت ضد المحاولات التي كانت تدفع باتجاه استقالته.واستقال المشهداني اثر خلاف كبير بين جميع مكونات البرلمان العراقي بعد قيامه بالتلفظ بعبارات اعتبرت نابية ضد الأعضاء في نقاش حاد شهده البرلمان الأسبوع الماضي بسبب حادثة الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بفردتي حذائه.وكان المشهداني قد وصف الزيدي في مؤتمر صحفي عقده في بغداد يوم أمس الأربعاء بأنه «عراقي غيور». واتهم العليان الحزب الإسلامي باتخاذ «مواقف مشبوهه ابتداء من تمرير الدستور ومرورا بعدم تصويتهم على قانون العفو العام حتى كان هذا الموقف التآمري الأخير بإقالة رئيس مجلس النواب (محمود المشهداني).»وقال العليان «حاولنا جاهدين مع باقي الأعضاء إبعاده عن المشاركة في هذه المؤامرة التي لم تكن تقتصر على إقالة أو استقالة المشهداني لكنها تتعدى ذلك إلى نوايا ومقاصد أخرى.»واستنكر سليم الجبوري الناطق باسم جبهة التوافق تصريحات العليان وخاصة ما يتعلق بحل الجبهة وقال «نرحب بانسحاب مجلس الحوار وخلف العليان من جبهة التوافق.»وأضاف « ستبقى جبهة التوافق هي الكيان المعتبر والمعتمد لدى الجميع... ليس له الحق في إلغاء مكون له اعتبار وله وجود مثل جبهة التوافق.»وبانسحاب مجلس الحوار الوطني وكتلة مستقلون من الجبهة فان عدد المقاعد التي باتت الجبهة تشغلها الآن في مجلس النواب هي ثمانية وعشرون مقعدا من مجموع المقاعد البالغة 275 مقعدا.ويمتلك مجلس الحوار ستة مقاعد بينما تمتلك كتلة المستقلون أربعة مقاعد.وكان ستة من أعضاء الجبهة قد انسحبوا في أوقات سابقة.