مدينة الفاتيكان / 14 أكتوبر / رويترز :تعهد زعماء كاثوليك ومسلمون في اجتماعات غير مسبوقة في الفاتيكان اليوم الخميس بالعمل معا لمكافحة العنف والارهاب وخاصة عندما ترتكب هذه الاعمال باسم الله. وفي نهاية اجتماعات استمرت ثلاثة ايام أصدر 58 من زعماء وعلماء الدين - 29 من كل جانب - اعلانا مشتركا من 15 نقطة تشمل نداء للدفاع عن الاقليات الدينية. جاءت الاجتماعات بعد عامين من القاء البابا بنديكت كلمة لمح فيها الى ان الاسلام يتسم بالعنف وغير عقلاني ما أثار احتجاجات غاضبة في الشرق الاوسط. وشكل المسلمون مجموعة لدحض تلك الكلمة والسعي الى تفاهم مشترك أفضل. وجاء في الاعلان المشترك “نعلن ان الكاثوليك والمسلمين مدعوون لان يكونوا ادوات حب وانسجام بين المؤمنين وللبشرية جمعاء وان ينبذوا أي قمع وعنف عدواني وارهاب وخاصة ما يرتكب باسم الدين وتعزيز مبدأ العدل للجميع.” كما دعا الاعلان الى احترام الاقليات الدينية مضيفا انه يجب ان “يسمح لها بأماكن عبادة خاصة بها وعدم تعريض الشخصيات المؤسسة والرموز التي تراها مقدسة لاي تهكم أو سخرية”. ويدعو الفاتيكان منذ فترة طويلة الى الحرية الدينية للاقليات المسيحية في اماكن مثل السعودية ووضع نهاية للعنف ضد المسيحيين في العراق. والكلمات التي وردت في الاعلان بشأن تجنب التهكم والسخرية هي اشارة فيما يبدو الى احداث عام 2006 عندما نشرت صحيفة دنمركية رسوم كاريكاتورية للنبي محمد وهو ما أثار احتجاجات عنيفة في العالم الاسلامي. وفي وقت سابق اليوم قال البابا بنديكت ان المسلمين والمسيحيين يشتركون في قيم اخلاقية ويجب ان يدافعوا عنها معا. وقال البابا بنديكت الالماني المولد “يوجد مجال رحب وكبير يمكننا ان نتحرك فيه معا للدفاع والترويج للقيم الاخلاقية التي هي جزء من تراثنا المشترك.” وقال “وهكذا يجب ان نعمل معا لتشجيع الاحترام الحقيقي لكرامة الانسان وحقوق الانسان الاساسية...” وشارك الفاتيكان ايضا في محادثات بين الاديان اطلقها هذا العام عاهل السعودية الملك عبد الله الذي سيجتمع في نيويورك الاسبوع القادم مع رؤساء دول للترويج لمبادرته. وتعكس هذه الحوارات وحوارات اخرى مدى الحاجة الملحة الجديدة التي شعر بها الزعماء المسلمون بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول ونظرية “صدام الحضارات” وكلمة البابا عام 2006 في ريجنزبورج التي أظهرت الفجوة المتزايدة بين اكبر ديانتين في العالم.
أخبار متعلقة