بغداد / رويترز :قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الاثنين انه يعتقد ان بامكان قوات عراقية تولي السيطرة الأمنية على معظم أرجاء البلاد بحلول نهاية العام.وأضاف في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان هناك اتفاقا وجدولا لتسليم المسؤولية الامنية. وأشار الى ان محافظتي العمارة والسماوة ستسلمان للعراقيين في يونيو وان العملية ستستكمل بنهاية العام باستثناء بغداد وربما محافظة الانبار. وتوقع ان العراق قد يواجه حربا أهلية اذا لم تفكك الميليشيات وان الاسلحة ينبغي ان تكون في يد الحكومة وانه ينبغي ألا تكون هناك ميليشيا خارج سيطرة الحكومة والا فسيقود ذلك الى حرب أهلية.ورأى ان "القوات المتعددة الجنسيات ادت دورا في تطوير وتأهيل قواتنا التي ما زالت بحاجة الى المزيد من الدعم والتدريب والتأهيل والتسليح".من جهته رحب رئيس الوزراء البريطاني بتشكيل الحكومة العراقية. وقال "شهدنا ثلاث سنوات اقسى بكثير مما كان اي منا يعتقد. لكنها بداية جديدة للعراق".واضاف ان "العراقيين على وشك تولي مصيرهم وكتابة الفصل المقبل من تاريخ بلدهم. لم يعد هناك عذر لاستمرار الارهاب الآن".وتابع بلير ان "العنف هو الذي يبقينا هنا والسلام هو الذي يجعلنا نرحل. نريد ان نرحل في اسرع وقت ممكن لكن ذلك يجب ان يتم بالطريقة التي تحمي امن الشعب العراقي".وكان قائد القيادة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جون ابي زيد اعلن في 28 مارس الماضي ان القوات الاميركية سحبت بعض قواتها من العراق وسلمت مناطق عسكرية خاصة في بغداد الى قوات الامن العراقية.ووصل بلير الى بغداد صباح أمس الاثنين في زيارة مفاجئة. ووعد بلير بالعمل مع المالكي "لتحويل آمال الشعب العراقي الى حقيقة".
رئيس الوزراء البريطاني لدى زيارته العراق
من ناحية اخرى اكد المالكي ان "عراق اليوم هو افضل بكثير من زمن الدكتاتورية لولا مشاهد العنف".واوضح ان "السجون كانت تعج بالاحرار كان العراق مقابر جماعية واسلحة كيمياوية وتفرد بالسلطة ووضع اقتصادي متدهور وانعدام للحريات اما عراق اليوم فأنه ينعم بكل الايجابيات والحريات".وتابع "لقد حققنا الكثير من الاشياء لكن هذه الاشياء يشوهها الارهاب والقتلة الذين يفجرون ويفتكون واذا انهينا هذا فان العراق سيكون بأجمل صورة". في سياق اخر اعلنت مصادر امنية عراقية أمس الاثنين مقتل 13 شخصا واصابة 21 اخرين بجروح في انفجار سيارتين مفخختين وهجمات متفرقة اخرى في بغداد وشمالها فيما عثر على جثة مجهولة الهوية في المدائن (جنوب).وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان "ثلاثة اشخاص قتلوا واصيب عشرة اخرون في انفجار سيارة مفخخة في سوق شعبي في منطقة الامين (جنوب شرق بغداد)". واوضح ان "الانفجار الذي وقع بالقرب مسجد شيعي ادى الى حصول اضرار مادية بالغة بالمسجد".ما اعلن مصدر في الشرطة "مقتل مدنيين اثنين واصابة خمسة اخرين بينهم اثنان من رجال الشرطة بجروح بانفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة في منطقة الزعفرانية (جنوب بغداد)".وفي حادث منفصل اعلن مصدر في وزارة الداخلية "مقتل حميد حسن المدير العام في وزارة الرياضة والشباب على يد مسلحين مجهولين في منطقة السيدية (جنوب) عندما كان في طريقه الى العمل صباح أمس الاثنين". واضاف "اغتال مسلحون مجهولون مسؤولا في وزارة التربية والتعليم على طريق رئيسي جنوب غرب بغداد".كما اصيب مدنيان اثنان بجروح بانفجار عبوة ناسفة صباحا في منطقة الكاظمية (شمال بغداد) حسبما اعلن المصدر نفسه.من جهة اخرى اصيب اثنان من المدنيين بجروح في اطلاق نار استهدف احد افران الخبز في منطقة الخضراء (غرب) حسبما اعلن مصدر في الشرطة.من جانب اخر اصيب ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة بجروح بينهم امرأة وابنتها عندما سقطت قذيفة هاون على منزلهم في قرية الرسول (25 كلم جنوب بعقوبة) فجر أمس الاثنين وفقا لمصدر في الشرطة.وفي قضاء المدائن (25 كلم جنوب بغداد) اعلن مصدر في الشرطة "العثور على جثة مدني مجهول الهوية ملقاة في منطقة اللج التابعة لقضاء المدائن". على صعيد اخرطرد حراس عراقيون في محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين محامية لبنانية من المحكمة أمس الاثنين أمام الشهود ومن بينهم أحد اخوة الرئيس السابق غير الاشقاء الذي ادلى بشهادة لصالح بعض المتهمين الآخرين مع صدام.وصرخت محامية الدفاع بشرى خليل التي برزت بقوة في بعض مشاهد الدفاع من قبل أثناء بثها في التلفزيون معبرة عن احتجاجها وألقت برداء المحاماة فيما كان الحرس يخرجونها من القاعة.ووسط هذه الجلبة وقف صدام معترضا وقال "أنا رئيس العراق" ولكن القاضي رؤوف عبد الرحمن رد عليه بكل صرامة قائلا "أنت الآن متهم".ومثل سبعاوي ابراهيم التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام كشاهد ليدلي بشهادته دفاعا عن شقيقه برزان التكريتي رئيس المخابرات السابق في عهد صدام.وقال سبعاوي انه سيدلي بعد ذلك بشهادته لصالح صدام. ووصف نفسه بانه "مستشار للرئيس حتى 9 ابريل 2003" وهو يوم سقوط بغداد بيد القوات الامريكية الغازية.واعترضت المحامية في مستهل الجلسة على طردها من المحكمة في جلسة سابقة. وبعد تصاعد الخلاف مع القاضي أمر باخراجها من المحكمة ووصف سلوكها بأنه إهانة للعدالة.بعد ذلك مضت الجلسة قدما في المحكمة الخاضعة لحراسة مشددة في المنطقة الخضراء والتي شهدت وقائع مشابهة من حين لاخر في الماضي وتحدث شاهدان لصالح القاضي البعثي عواد البندر.وبعد سماع أقوال الشهود لصالح أربعة من المسؤولين المحليين الذين يحاكمون مع صدام كان البندر أول مسؤول بين أربعة من كبار المسؤولين الذين يحاكمون يتقدم بشهود النفي.وأشاد رجل تحدث علانية دون الستار المستخدم لحجب الكثير من الشهود لحمايتهم بادارة البندر لمحكمة الثورة التي حكمت على 148 رجلا شيعيا بالاعدام بسبب محاولة اغتيال فاشلة لصدام في بلدة الدجيل عام 1982.وسأل البندر ساخرا من مشاهد الضجيج السابقة في المحكمة شاهده وهو موظف سابق بالمحكمة "هل اطرد اي محامي عندما يطيل الكلام او يتجاوز."وأجاب الشاهد مرشد محمد جاسم قائلا انه لم يفعل ذلك أبدا وقال موجها كلامه للقاضي "لا يصير عصبي أبدا ويعطي المحامي راحته."وقال أيضا ان اتهام البندر بأنه أمر باعدام 32 صبيا في الدجيل دون سن 18 عاما مخالفة للقانون العراقي غير صحيح.ورفض صدام الرد على هذه الاتهامات وقال القاضي بالنيابة عنه انه غير مذنب.وشكا برزان للقاضي من أن بعض شهوده لا يمكن أن يمثلوا أمام المحكمة لانهم في سجن عسكري أمريكي بجنوب العراق. ووصف الاتهام بان العديد من الاشخاص من الدجيل ماتوا من التعذيب على يد عملائه بانه "أكاذيب".وحظي باستحسان صامت من صدام عندما تحدى القاضي بشأن معاملة المتهمين على يد الحرس خارج المحكمة. وطالب القاضي بان يتحدث الى الامريكيين الذين وصفهم بانهم اصدقاء القاضي مما اثار الاخير الذي قال في غضب انهم ليسوا أصدقاءه.كذلك يحاكم النائب السابق للرئيس العراقي طه ياسين رمضان.