رؤية من تأليف/أ . د . علي هود باعباد من دون عناء حصلت على كتاب متوسط الحجم لون الغلاف أزرق موسوم "الشباب اليمني _ تربية وثقافة" من تأليف أ . د . علي هود باعباد، ويعمل حالياً مستشاراً لوزارة التعليم والبحث العلمي وتصدرت صورة فخامة الرئيس/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الصفحات الأولى للكتاب.وتقول مقدمة الكتاب "فالشباب أمل كل أمة وعدتها وثروتها وقوتها وبهم يكون وقود الحضارة صعوداً في سلم الرقي والتقدم الحقيقي للأمة وتكون نهضتها السامقة الرفيعة ويواصل أ . د . علي هود باعباد في مقدمته لكتابه إنّ التخطيط لمستقبل الأمة مرتبط بحسن إعداد شبابها وحل مشكلاتهم وتهيئتهم ليكونوا عدة الأمة وسلاحها في مسيرة البناء والتطوير والتنمية الشاملة، وقبل نهاية مقدمته يقول وما هذا الكتيب إلا مساهمة مخلصة لعملية تربية وتثقيف الشباب اليمني ودور المؤسسات التربوية والشبابية في ذلك في ضوء مبادئ وأهداف الشعب اليمني في الحياة مع طرح بعض المشكلات التي يواجهها الشباب وعلاجها.الكتاب يتكوّن من أربعة وحدات ولكل وحدة عناوين فرعية ومن عناوين الوحدات الأربع هي "منطلقات تكوين شخصية الإنسان وحضارته" و"واقع شخصية الشباب اليمني تربية وثقافة" و"بعض مشكلات الشباب اليمني وأخيراً" دور المؤسسات التربوية والشبابية في تربية الشباب اليمني وتثقيفه".فيما يلي أتناول القراءة للوحدة الثالث والتي عنوانها بعض مشكلات الشباب اليمني، والتي أعتقد أنّها تمس الشباب وبحاجةٍ إلى نشرها لأنّها تهم الشباب كثيراً.[c1]أولاً : من أين تنبع مشكلات الشباب؟[/c]إنّ شخصية الشباب الفكرية والنفسية نتاج للعملية التربوية التي تتم في المجتمع وعن طريق مؤسساته التربوية النظامية وغير النظامية لذا فوجود مشكلات أو خلل أو أزمات أو انحرافات في عقول ونفوس الشباب يدل على أنّ هناك خللاً ومشكلات وأزمات في العملية التربوية ذاتها والتي يقوم بها البيت والمدرسة وأجهزة الإعلام والمسجد وشلة الرفاق والنوادي والمؤسسات الجماهيرية والمنظمات السياسية العلنية والسرية بل قد تكون المشكلات أو الأزمات نابعة عن بعض أو كل هذه المؤسسات التربوية فماذا يعمل الشباب؟ إنّ الشباب يعيشون منذ نعومة أظفارهم بين مؤثرات تربوية مقصودة وغير مقصودة أثرت على عقولهم وسلوكهم فوضعتهم أمام هذه المشكلات والأزمات التي يعانون منها.ثانياً : بعض المشكلات التي يواجهها الشباب اليمني، طبيعتها، ظواهرها، أسبابها، علاجها :هناك بعض المشكلات التي يواجهها الشباب اليمني في حياته اليومية تساعد على وجودها وعدم حلها المؤسسات الاجتماعية جميعها من منزل ومدرسة ووظيفة ونادٍ وأجهزة إعلام.. الخ .. ومن أهم المشكلات.المشكلة الأولى : قلة تلبية الحاجة الروحية الفكرية والثقافية عند الشباب.[c1]1 _ طبيعة المشكلة :[/c]يعاني عدد لا بأس به من الشباب ضعفاً في التصور الإسلامي الشامل المتمثل في قصور تصوراتهم عن الإسلام ودوره في الحياة اليومية وبالتالي قل فهمهم للدين مصدر القوة الروحية والفكرية والثقافية.[c1]2 _ ظواهر هذه المشكلة :تتمثل ظواهر هذه المشكلة في الآتي :[/c]أ _ التقصير في الشعائر الدينية من صلاة وصيام وزكاة وحج إلخ بين صفوف الشباب فنجد بعض من الشباب جلوساً في المقاهي والنوادي وفي مقايل القات أثناء الصلاة، بل أحياناً يكون النادي أو المقهى أمام المسجد أو بجواره أو بالقرب منه مع أنّه من المفروض عند سماع الأذان أن يتوجه الشباب إلى المسجد مع قلة الندوات والمحاضرات عن الفكر والثقافة الإسلامية. ب _ قلة تحاكمهم إلى الشريعة الإسلامية في السلوك العام والخاص بل أحياناً يغلب على التحاكم هوى النفس والتعصب للقبيلة مع أنّ الدين هو العلاج النفسي وهو البلسم الناجح لحل جميع المشكلات فالدين ليس طقوساً وشعائر فقط بل هو منهاج حياة نظري وعملي فالجانب النظري إذا لم يؤثر في السلوك فلا قبول له عند الله قال تعالى : "إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، هذه هي المشكلة الأولى وظواهرها التي يعاني منها بعض من الشباب اليمني فما هي أسبابها؟.يمكن أن يرجع أسبابها إلى قلة تلبية الحاجة الروحية والفكرية والثقافية عند الشباب إلى انخفاض الوازع الديني والتربية الروحية والثقافة الإسلامية في المنزل الذي يعتبر المؤسسة التربوية الأولى وتتكون فيه المعالم الإسلامية الأولى لشخصية الطفل وقد نبهنا إلى ذلك الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام في قوله : "مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً واضربوهم عليها، إذا بلغوا عشراً، وفرقوا بينهم في المضاجع".فالطفل أو الشاب الذي يرى تقصير أبويه في إقامة الشعائر الدينية غالباً ما ينشأ هاجراً لهذه الشعائر.إلى جانب أنّ مادة التربية الإسلامية في المدارس مكثفة وجيدة ولكن تقصير على ما يبدو في قلة وجود المعلم المؤهل، والمدير المؤهل والقدوة في الناحية العلمية والسلوكية.لاشك أنّ التقصير في رسالة المسجد التي تتضمن جانباً روحياً وفكرياً وثقافياً كبيراً مع تقصير العلماء في عملية الوعظ والإرشاد.[c1]3- علاج المشكلة :[/c]إنّ علاج هذه المشكلة يكمن في إيجاد الجو الروحاني والفكري والثقافي في المنزل والمدرسة وفي المسجد وفي جميع المؤسسات التربوية والشبابية أنّ الكلمة المسموعة والحرف المطبوع والسلوك المشاهد والجو الاجتماعي العام المؤثر يكون جواً تربوياً جيداً للشباب.فبمقدار ما تكون هذه الأجواء متمشية مع عقيدة الأمة وتراثها ومبادئ دستورها يكون ضيق الفجوة بين نفسيات الشباب وأذهانهم وبين النظرية والواقع وبالتالي تتعاون هذه المؤسسات جميعاً في سبيل حل هذه المشكلة المتمثلة في قلة تلبية الحاجات الروحية الفكرية عند الشباب.
دراسة لبعض مشكلات الشباب اليمني
أخبار متعلقة