القاهرة/14 أكتوبر/جوناثان رايت: ترددت أصداء الرغبة في «التغيير» في منطقة الشرق الأوسط أمس الأربعاء وهي نفس الرغبة التي أدت لانتصار باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية لكن الكثيرين توقعوا أنه سيبدد آمالهم في استهلال بداية جديدة في سياسة الشرق الأوسط. وقال حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية «لدى المنطقة الكثير من التوقعات. نتمنى أن يساعد (أوباما) في مساعي تحقيق سلام دائم وعادل.» وقال عبد الجليل مصطفى منسق حركة كفاية في مصر «أوباما اختيار جيد لأنه يسعى للتغيير في السياسة الأمريكية التي عانينا منها كثيرا على مدى العقد الماضي.» ويرى الصحفي السوري البارز ثابت سالم أن العالم العربي يحتفي بفوز أوباما ليس لأنه فاز وإنما لأن هذا يعني أن الرئيس جورج بوش الذي يعتبر مصاصا للدماء قد رحل هو وبطانته. وكان لإدارة بوش المنتهية ولايتها أثر مباشر اتسم بالعنف عادة على الشرق الأوسط خاصة في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية حيث تزيد مشاعر العداء تجاه واشنطن. وغزا بوش العراق عام 2003 في ظل معارضة عربية شديدة وكان اهتمامه بالصراع العربي الإسرائيلي أقل من أي رئيس أمريكي آخر منذ رونالد ريجان. واعتبر بوش إيران جزءا من «محور الشر» وشجع محاولة إسرائيل الفاشلة عام 2006 للقضاء على حزب الله في لبنان. واعتبر الكثير من المسلمين «الحرب على الإرهاب» التي أعلنها أنها حملة صليبية مستترة على الإسلام. ويواجه أوباما الآن تحديا يتمثل في إصلاح علاقاته مع العالمين العربي والإسلامي وفي الوقت ذاته إقناع الأمريكيين بأن بإمكانه أيضا منع تكرار هجوم مماثل لهجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الأراضي الأمريكية. وقال غلام علي حداد عادل وهو مستشار رفيع للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي «يظهر انتخاب أوباما إخفاق السياسات الأمريكية في أنحاء العالم. على الأمريكيين أن يغيروا من سياساتهم لإنقاذ أنفسهم من الورطة التي سببها بوش.» وقال علي أغا محمدي وهو مساعد آخر مقرب إلى خامنئي «لسنا متفائلين بشكل كامل ولكن مع وجود تغيير حقيقي في السياسة الأمريكية ستكون هناك قدرة على تحسين العلاقات بين البلدين. ما من شك أن مجموعات الضغط الصهيونية في أمريكا ستبذل قصارى جهدها لمنع تحسين العلاقات.» وقال عراقيون إنهم ينشدون تغيير السياسة الأمريكية إلا أن آراءهم تباينت بشأن ما إذا كان هذا يعني بقاء القوات الأمريكية في العراق أو انسحابها منه. وقال الصحفي العراقي باقي ناقد إنه بوصفه عراقيا فانه يطلب من أوباما تنفيذ وعوده بشأن سحب القوات الأمريكية «لا نحتاج إلى احتلال هنا.» إلا أن ربة المنزل العراقية أم سبع انتقدت خطة أوباما بشأن الانسحاب ووصفت ذلك بأنه لا أخلاقي. وقالت «لقد جاؤوا في مهمة. وعليهم انجازها. يجب أن يكون الأمن مئة في المائة عندما ينسحبون لا يمكن أن يتركونا على هذا النحو.» وفي الدول العربية وإيران كان مزيج من الأمل والتشكك هو السمة المميزة لرد الفعل الشعبي لانتخاب أوباما وهو أول رئيس من أصل إفريقي في تاريخ الولايات المتحدة. وقال حسام بهجت وهو ناشط مصري في مجال حقوق الإنسان «قامت الحملة ذاتها بمجهود كبير لإصلاح الضرر الذي لحق بصورة الولايات المتحدة خلال السنوات الثماني الماضية.» ومضى يقول «لذلك فإن هناك شعورا غريبا بتحقيق إنجاز ولكن أيضا بالتوتر بسبب توقع إحباطات كبيرة عندما يتعلق الأمر بمنطقتنا... أنا قلق من احتمال أن يكون في حاجة إلى إثبات أنه رئيس قوي أو... أنه يضع مصلحة أمريكا أولا.» وذكر الكثير من المعلقين نفوذ أنصار إسرائيل في واشنطن واحتمال أن يحدوا من حرية أوباما في التحرك في سياسة الشرق الأوسط. وخلال الحملة الانتخابية لأوباما والمرشح لمنصب نائب الرئيس جو بايدن تعهد كلاهما بدعم الدولة اليهودية. وقال محمد فياض (72 عاما) وهو فلسطيني يعيش في غزة إنه يريد من أوباما معاملة الشعب الفلسطيني بإنصاف، وأضاف «نحن لا نعرفه. الأمور ليست واضحة الآن. لا نعرف ما إذا كان سيتبع سياسة سلفه ويذعن لجماعات الضغط اليهودية.» وقال ربيع عبد الحليم أحمد وهو عامل بناء مصري كان يقرأ عن أوباما في الصحف «إنه تغيير طيب بالنسبة لأمريكا ولكن ماذا يمكن أن يحققه ذلك لنا؟ ما زال مع الصهاينة. لن يفيدنا هذا في شيء.» وكان هناك قدر كبير من التشكك على وجه الخصوص بين الكثير من الليبراليين العرب الذين كانوا يأملون يوما في أن يفي بوش بوعده بدفع الحكام العرب المحافظين نحو تبني الديمقراطية. وقال مصطفى من حركة كفاية «أطلب من السيد أوباما أن... تحجم السياسة الأمريكية على الأقل عن دعم النظم المستبدة التي تعوق سبيل التغيير.» وقال محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أكبر جماعة معارضة في مصر والتي كانت الضحية الرئيسية لقمع الشرطة خلال العامين الماضيين «نأمل أن يغير (أوباما) سياسة الولايات المتحدة نحو الشرق الأوسط ونحو الإجرام الذي يحدث في أفغانستان والصومال وأن يتخذ سياسة عادلة تعيد لأمريكا وضعها الطبيعي من احترام الإنسان والديمقراطية.» وكانت إسرائيل وحدها هي التي رأى فيها الساسة تواصلا بين سياسة إدارة بوش وسياسات أوباما. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في بيان «ليس لدينا شك في أن العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة ستستمر وستزيد قوة خلال إدارة أوباما.»