جبهة التوافق السنية ولائحة علاوي الشيعية تعترضان على نتائج الانتخابات
واشنطن / اف ب: حث الرئيس الاميركي جورج بوش السلطات العراقية على عدم التأخر في تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات التشريعية رغم اقراره امام الرأي العام الاميركي الذي ينتقده اكثر فاكثر ان ذلك لن يحصل بين ليلة وضحاها.وقال بوش في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن "يجب ان نساعد الحكومة العراقية على تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن. نطلب منهم الا يضيعوا الوقت والتقدم باسرع وقت ممكن".لكنه اقر متوجها الى الرأي العام الاميركية بان "تشكيل الحكومة الجديدة سيستغرق وقتا اذ يسعى العراقيون للتوصل الى توافق". واشار الى ان فرز الاصوات واحتسابها في الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس الماضي لن ينته قبل مطلع يناير.وشدد الرئيس الاميركي على حجم المهمة امام قادة العراق المقبلين الذين سيواجهون "عددا من القرارات المهمة تتعلق بالامن واعادة الاعمار والاصلاحات الاقتصادية والوحدة الوطنية". ورأى ان "هذا العمل سيتطلب من الشعب العراقي الصبر ومن اميركا وشركائها في الائتلاف الصبر والدعم" في اشارة الى تشكيل حكومة والى تعديدل الدستور المقرر في غضون اربعة اشهر.وبهذا الشأن شدد الرئيس الاميركي على حرصه على عدم التدخل في شوؤن حكومة اجنبية موضحا "اننا مصرون على الاشراف على هذه العملية والمشاركة فيها. ان مشاركتنا لا تعني اننا نملي على حكومة سيدة ما ينبغي عليها القيام به بل اننا نعطي رأينا في الوسيلة لدفع الامور الى الامام لتتوحد البلاد".وردا على السؤال الحساس المتعلق بسحب نحو 155 الف جندي اميركي منتشرين في العراق الذي يطالب به الرأي العام اعطى بوش جوابه الاعتيادي.فقد رفض اي "جدول زمني مصطنع" للانسحاب مشددا على ان عودة القوات الاميركية "رهن" بتطور الوضع السياسي والامني على الارض.ويعجز الرأي العام الاميركي عن فهم الاستراتيجية الاميركية بعد حوالى ثلاث سنوات على اجتياح العراق وسقوط نظام صدام حسين.من جانب اخر اعلنت القائمة العراقية الوطنية التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي أمس الثلاثاء تحفظها على النتائج الاولية للانتخابات التشريعية التي اعلنت الاثنين واشارت الى فوز الائتلاف العراقي الموحد (شيعي).وقال حميد مجيد موسى الامين العام للحزب الشيوعي العراقي واحد الاعضاء المتحالفين مع القائمة في مؤتمر صحافي "نعلن تحفظنا على نتائج المفوضية ونطالب بالتحقيق فيمن كانوا وراء هذا التسرع في اعلان النتائج وعدم الدقة والذين اذوا بذلك العملية السياسية بينما كنا نسعى فيه لبناء دولة القانون ودولة المؤسسات"واوضح ان "هذه الخطوة يجب ان تكون موضع ادانة للشعب العراقي والمؤسسات والقادة السياسيين لانها تخرق الاصول والقانون" متهما الذين كانوا رو.إلى ذلك اعترضت جبهة التوافق العراقية (السنية) أمس الثلاثاء على النتائج التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في بغداد والتي اشارت الى فوز الائتلاف العراقي الموحد الشيعي ب 58 من اصوات الناخبين.وبحسب النتائج الاولية التي اعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق فقد حصل الائتلاف العراقي الموحد (الشيعي) على مليون و403901 صوت بنسبة 58 من مجموع الاصوات المفرزة تلاه جبهة التوافق العراقية بحصولها على 451782 صوتا ثم القائمة العراقية الوطنية (لاياد علاوي) بحصولها على 327174 صوتا.وقال عدنان الدليمي رئيس القائمة السنية في مؤتمر صحافي "نحن نرفض هذه النتائج التي اعلنتهاالمفوضية واذا لم تتخذ اجراءات تنصف الاخرين وتنصفنا وتنصف بقية القوائم الاخرى فأننا سنطالب باعادة الانتخابات في بغداد".واضاف ان "اعلان هذه النتائج لا يصب في مصلحة العراق والامن والاستقرار في هذا البلد وستكون له نتائج مخلة بالتوازنات". وتابع ان "هذا لعب بالنار ولن نسكت هذه المرة ولن نقف مكتوفي الايدي وهذه رسالة لمن تعنيهم".ودعا الدليمي الامم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوروبي والمؤتمر الاسلامي و"كل من له تأثير في الساحة العراقية الضغط على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات".من جانبه اكد طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي العراقي (سني) ان "جبهة التوافق تعلن طعنها بهذه النتائج وتعتبرها مزيفة".واضاف ان "الفرصة لا زالت سانحة امام المفوضية لتصحيح هذا الخلل واعادة الامور الى نصابها وبعكسه ستتحمل المفوضية كامل المسؤولية عن هذا التزييف الذي سيكون له انعكاسات خطيرة على الوضع الامني والاقتصادي". وحذر جميع من يهمهم الامر ان "لا يلعبوا بالنار". واكد الهاشمي ان "النتائج التي تم اعلانها امس الاول عن محافظة بغداد فيها نسبة زيادة في عدد الاصوات تبلغ نحو نصف مليون صوت". وقال ان "الحقائق على الارض تكذب هذه النتائج المعلنة".واكد خلف العليان رئيس جبهة الحوار الوطني العراقي (سني) "اننا لن نقف مكتوفي الايدي ولن نخذل الاصوات التي صوتت لنا وسنقف بقوة وبحزم ضد هذا المشروع التأمري". واضاف "لن نسمح بتشكيل مجلس النواب والحكومة حتى اذا تطلب الامر باعادة الانتخابات تحت اشراف دولي مباشر".من جانبه اكد عادل اللامي مدير عام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق ان "هذه الانتقادات هي حق طبيعي". واوضح ان "هذه النتائج هي نتائج اولية وليست نهائية وقابلة للتغيير وهي تمثل 89 من صناديق الاقتراع في بغداد وليس كلها".واعرب اللامي عن الامل في ان تعلن "نتائج بغداد خلال اليومين المقبلين" مشيرا الى "وجود العديد من الطعون والشكاوى".وشهدت الانتخابات مشاركة سنية واسعة بعد ان ادى رفض العرب السنة المشاركة في الانتخابات التشريعية في 30 يناير الماضي الى قيام برلمان كان تمثيلهم فيه ضعيفا جدا.وقائمة جبهة التوافق العراقية هي اكبر لائحة تمثل العرب السنة في الانتخابات التي جرت الخميس في العراق. وهي تضم الحزب الاسلامي العراقي برئاسة طارق الهاشمي ومجلس الحوار الوطني الذي يرأسه الشيخ خلف العليان ومؤتمر اهل العراق الذي يتزعمه الدليمي.