تزايد الاستياء من علم العراق الجديد
بغداد/14 أكتوبر/دين ييتس: أثارت موافقة البرلمان العراقي على علم جديد مؤقت للبلاد ضجة في العراق إذ رفضت محافظة عراقية رئيسية رفعه فيما رفع العراقيون العاديون العلم القديم على سياراتهم في احتجاج صامت. وفي غرف الدردشة على شبكة الانترنت انهالت انتقادات العراقيين ردا على القرار الذي وافق عليه البرلمان الأسبوع الماضي والذي كانت الأقلية الكردية تطالب به منذ زمن طويل وتقول ان العلم العراقي القديم ابان حكم الرئيس السابق صدام حسين يذكرهم بوحشية نظامه. إلا ان كثيرين من العراقيين من غير الأكراد لا يوافقون على انتقاد العلم القديم ويقولون انه لا يمت بصلة لصدام السني ويرون ان أعدادا لاتحصى من الجنود العراقيين ماتت دون هذا اللواء خلال عدة حروب. وقال عراقي في تعليق تضمنته إحدى غرف الدردشة العربية على الانترنت إن آلاف العراقيين ضحوا بحياتهم حتى يرفرف هذا العلم وان تغيير العلم يتجاهل هذه «التضحيات.» وفي حقيقة الأمر فان العلم الجديد شديد الشبه بالعلم القديم. فلايزال العلم الجديد يحمل الألوان الأحمر والأبيض والأسود إلا انه تم حذف النجوم الخضراء الثلاثة في الوسط التي ترمز إلى الوحدة والحرية والاشتراكية شعار حزب البعث المحظور حاليا. إما عبارة (الله أكبر) التي تتوسط العلم باللون الأخضر وذلك بناء على أوامر من صدام خلال حرب الخليج عام 1991 فتقرر الإبقاء عليها في مكانها لكنها لم تعد بخط صدام نفسه. وقالت قناة الحرة التلفزيونية المدعومة من الولايات المتحدة إن مجلسا إقليميا في محافظة الانبار الغربية وزعماء مجلس للعشائر كانوا قد تحالفوا مع القوات الأمريكية في الانبار قرروا عدم رفع العلم الجديد. ولم يتسن الاتصال بمسئولين من مجلس محافظة الانبار للتعقيب إلا ان مسئولين في الفلوجة وهي إحدى المدن الرئيسية بالمحافظة التي كانت يوما ما معقلا لتمرد العرب السنة أعربوا عن معارضتهم للعلم الجديد. وقال قائمقام الفلوجة سعد رشيد «أنها كارثة» مشيرا إلى انه يستخدم العلم القديم في مكتبه وفي منزله وأضاف انه لن يرفع العلم الجديد إلا إذا قرر مجلس الانبار ذلك. وتصاعد الجدل بشأن تغيير علم ما بعد فترة صدام مع التخطيط لعقد اجتماع لساسة من اتحاد البرلمانيين العرب ومقره سوريا في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في العاشر من مارس. ورفض مسئولون أكراد رفع العلم الحالي المحظور في كردستان. وسيظل العلم الجديد هو العلم الرسمي لفترة عام واحد فقط يتواصل خلالها النقاش حول الشكل النهائي للعلم. وقال بعض البرلمانيين ان اقتراع البرلمان العراقي يوم الثلاثاء الماضي مهم من الناحية الرمزية. ورفرف اللعلم القديم لأول مرة عام 1963 وتولي صدام حكم العراق رسميا عام 1979 . وقال الشيخ عفان العيسوي احد مشايخ قبائل الفلوجة ان الجنود الأمريكيين طلبوا منه ان كان بالإمكان رفع العلم الجديد. وقال في إشارة إلى صدام انه قال للأمريكيين انه سيتم استخدام العلم القديم لأنه يمثل وحدة العراق ولا يمثل حاكما بعينه. ويرتبط العلم العراقي في أذهان الأكراد بحملة الأنفال في أواخر الثمانينات التي قتل فيها عشرات الآلاف. وكتب رئيس كردستان العراق مسعود البرزاني إلى البرلمان العراقي العام الماضي مطالبا بتغيير العلم. لكن الكثير من العراقيين رفضوا أي تغيير في العلم وجادلوا بان الحكومة يجب ان تلتفت إلى مشكلات أكثر أهمية بما في ذلك توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والوقود. في بغداد ثبت بعض أصحاب السيارات العلم القديم على مركباتهم وقال أمير سعدون وهو احد المقيمين في بغداد «يقول الأكراد ان صدام هو المسئول عن هذا العلم إلا ان الأمر ليس كذلك نحن نرفض تغيير العلم لأنه يمثلنا جميعا.»