حنان أحمدنصفي الآخر .. ذاك النصف المتألم الذي يمضي في سكنات الوجود على شرفات حدائق بستاني.. يسعدني ومن حولي عندما يتألم، يحلم، يعيش، يريد، يعطي ولا يأخذ إلا القليل.. إنّه نصفي الذي لا عيش لي ولا سكنى في الحياة من دونه.. (آدم) من خلقت من ضلعه.. الذي بحث عني منذ هبوطه من الجنة ووقع في بلاد الهند ووقعت أنا على مقربة من الحرم في مكة وضلل يبحث عني، كما ظللت أبحث عنه حتى التقينا على قدرٍ في جبل عرفات.. وقد كان حذَّره ربه قائلاً : (ولا يخرجنكما من الجنة فتشقى) فتشقى أنت يا آدم!!(آدم) يواجه في زمننا هذا .. غموض.. ضياع نسيان شبه كامل من كل من ينسى ويتناسى حقه.. فالحب لا يكتمل إلا بطرفيه في قلب آدم وحواء.. حواء رفقاً بمضناك!!تفهمي حقيقة حبه لك وسعيه المتواصل إلى قلبك.. فهانت أصبحت تسلكين وجه جديد كنمر تنادين وتكافحين من أجل حقوق المرأة وحرياتها، بينما تتجاهلين حق (آدم) عليك وحقه كرجل لا غنى لك عنه.. فآدم وحواء روح واحدة تسكن جسدين وتسكنها المحبة والشعور الجميل ونغمات موسيقية مللها مشاعر عاطفية كأنّها سيمفونية من رقائق (موزار) أو لحن من لحن البلابل التي تشدو في كل صباح معلنة.. ميلاد فجر جديد ويوم جديد فأنتما مثل البلابل تطير مشاعركما إلى عش السكينة والراحة الأبدية.(آدم) ربيع زهرة اكتمل النضوج، يبحث عن أرض خصبة لينثر فيها مشاعره المخملية الدافئة كدفء الشمس في قلب البحار.. بحر هاج في قلب حواء تبكي لفرقاه تحلم بلقياه .. تسعد لرؤياه .. ذاك النصف الآخر عندما يرجع إلى أحضانها تملك شعور الملك عندما تملك قلبه الزجاجي الذي ينكسر فقط لأجل عينيكِ.. ينظر إلى عينيكِ يرى مستقبلاً أمامه، حلماً يدفعه إلى هناك إلى عالم الملكوت إلى رياح الجنة وزمردها وزبرجدها المبهر.. فلا تبخلي على ذاك النصف في أن ينتصر بك ويصون لؤلؤته الثمينة جوهرته الغالية (حواء) يا أجمل خلق الرحمان يا من قلبك يملؤه الحنان والرحمة أنت حرة دون رفع شعار أو كلمة تقال، حرة بدينك وما وصفك فيه ونصف حقوقك.. فحواء آدم وآدم حواء وكلاهما يبحث عن شطره الآخر في زمن ضاع فيه معنى الحب وشاع فيه الغموض والأنانية والكبرياء الزائفة فهذا دمر التقاء الروحين بهدوءٍ وسكينة.. فلا تدعي اللامسؤولية تدمر لقاء الأحبة.
|
ومجتمع
سلاماً .. يا شطري الآخر
أخبار متعلقة