دمشق/14 أكتوبر/مروان مقدسي: انفجرت سيارة ملغومة بالقرب من مجمع أمني في العاصمة السورية دمشق أمس السبت ما أسفر عن مقتل 17 مدنيا فيما وصفه وزير الداخلية بأنه هجوم إرهابي. والانفجار الذي وقع على الطريق الذي يؤدي إلى المطار الرئيسي بالمدينة هو ثالث هجوم كبير في البلاد هذا العام. وقال التلفزيون الحكومي إن السيارة كانت محملة بمتفجرات زنتها مئتا كيلوجرام وهو ما يجعله أكبر انفجار منذ سلسلة تفجيرات وقعت في العاصمة في مطلع الثمانينات على يد متشددين إسلاميين.ولا توجد مؤشرات عن الجهة التي قد تكون قد نفذت التفجير لكن لم يستبعد تورط انتحاري في الهجوم لكن تصريحات وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد بدا أنها تشير إلى اشتباه محققين سوريين بتورط متشددين إسلاميين في الأمر. وقال الوزير للتلفزيون السوري “هي عملية إرهابية بالطبع في منطقة مزدحمة...هذه عملية جبانة”، وأضاف أن 14 شخصا أصيبوا في الهجوم على الرغم من أن شهود عيان قالوا إن العدد أعلى بكثير. ووقع الانفجار بالقرب من مركز أمني على طريق المطار في تقاطع يؤدي إلى ضريح السيدة زينب الذي يرتاده الشيعة من إيران والعراق ولبنان. وقال شهود عيان إن قوات الأمن طوقت المنطقة ولكنهم تمكنوا من رصد أن المبنى الرئيسي للمركز الأمني لم يصب إلا بإصابات قليلة. وعرض التلفزيون السوري لقطات أظهرت عدة سيارات زجاجها مهشم في منطقة سكنية وحفرة كبيرة مملوءة بالماء في موقع الانفجار. وأظهرت لقطات أخرى تناثر زجاج نوافذ مدرسة قريبة كانت خالية بسبب العطلة المدرسية في الفصول. وكانت هناك بقايا سيارة مدمرة على الطريق السريع.
وقال أحد شهود العيان “غطى الدخان المباني القريبة ...هرعت إلى الشارع وجدت سيارة تشتعل وناراً “ وقال شاهد عيان آخر “كنت نائما ...وتخلعت الأبواب شعرت بنفسي في الشارع. انهار كل الزجاج وظهر حديد السقف من جراء قوة الضربة . لم نعد نعرف ماذا حصل...ظننا انه زلزال.” وتفخر السلطات السورية بحفاظها على الاستقرار في بلد يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة باتخاذ إجراءات مشددة ضد المنشقين والمعارضين لكن سيطرتها تحدتها سلسلة من الأحداث العنيفة. وهذا أول انفجار تشهده دمشق منذ اغتيال عماد مغنية القيادي بحزب الله في انفجار سيارة ملغومة في فبراير ويلقي حزب الله باللوم على إسرائيل في هذا الهجوم على الرغم من أن إسرائيل تنفيه. وكان قيادي أمني بارز يمثل حلقة الاتصال السورية الرئيسية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قتل في منتجع بأحد الشواطئ بالقرب من ميناء طرطوس في ظروف غامضة. وشهدت البلاد أعمال عنف من قبل المتطرفين الإسلاميين في السنوات الأخيرة حيث اشتبكت قوات الأمن مع مجموعة من المتشددين في عدة أحداث وفي سبتمبر 2006 حاول أربعة سوريون تفجير السفارة الأمريكية في دمشق في هجوم جريء قتل خلاله أربعة مهاجمين وحارس سوري. ووقع الانفجار الذي أدانه الرئيسان الروسي والفرنسي في الوقت الذي تسعى فيه سوريا للتفاوض من أجل السلام بالمنطقة.