- ما كنا نظن، وبعض الظن إثم، أن تتحول حياتنا، في العشر الأواخر التي هي عتق من النار، إلى معاناة تحرق القلوب والعقول والمعدة والأمعاء.. وتحدث غليان نفسياً وعصبياً يؤدي إلى مشكلات لا حصر لها.. أقول ومعي الآلاف في عدن، إن المياه التي كنا نشيد بها ونمدح رجالاتها ـ وهم يستحقونه فعلاً ـ إنها تحولت إلى نقمة تؤذي الناس في حياتهم من وقت الفطور إلى السحور وكأن في ذلك تلذذاً بعذابات الناس دون قيد أو شرط..- لم نكن نتوقع هكذا أزمة أبداً، لكن على ما يبدو، العدوى منتشرة، فمن إنعدام الغاز والديزل إلى المياه إلى إنقطاعات الكهرباء.. ثم يقولون .. أعطال ترميمات، سرقات.. أين هي الحكومة؟ أين وجه العدالة؟.. أين الأجهزة الأمنية؟ التي نماري بها ونباهي، وهي لا تستطيع ضبط سارق المياه والكهرباء ولا تقدم المغالين بالأسعار للقضاء.. أين وأين.. وأين.. ولكنك لا تجد إلا صدى لصوتك.. ولوحدك تسمعه يتردد مع حسرة وألم وهم وغم!ڈ المياه يا سادة هي الحياة.. فكيف لنا العيش بدونها، ولا نريد منكم تبريرات، فقد شبعنا ومللنا، نريد مياهاً بقدر ما ندفع من آلاف الريالات.. إن شاء الله من المريخ.. إن وجدت فيه مياه.. ولا تذكرونا بأيام الجفاف، الله لا عادها أيام.. نريد استقراراً في ضخ المياه، فلا تجعلوا عدن كالحالمة ـ تعز، (48) سنة وهي تحلم بالمياه.. ولكن هي أحلام صيف ! - لقد مل سكان عدن المساكين، وانهد حيلهم، حتى أولئك الذين تجشموا الصعاب وركبوا توانك في سطوح منازلهم، لم تعد تمتلئ أبداً، لأن الضخ ضعيف، ومازال الضعف في تنازل لحد العدم.. فكيف يا ترى تكون بقية أيام الشهر الفضيل بدون ماء؟!- أنا أدعو أهل المياه لزيارات مفاجئة إلى بعض البيوت، بعد الفطور مباشرة، ليروا بأم أعينهم كيف هي الأواني ومواقع الفطور و(السامان) والحمامات التي تنتظر قطرة الماء.. ولكنها لا تأتي.. وسيرون أن الناس تغلي في صدورها نيران الحنق والغضب على هكذا حال.. الله يجازي اللي كان السبب!
المياه.. من الفطور إلى السحور؟!
أخبار متعلقة