[c1] فاطمة محمد منصر (من فئة الصم والبكم)[/c]الحياة رائعة الجمال والمعاني في نظرة واحدة حين ترى الأمل في وجه فتاة بعمر الزهور تصراع الحياة ومصاعبها وهي تعبر دهاليز مختلفة من الواقع المرير، تحاول تكسير قيد العبودية والظلم في زمن يحاول فرض قوانينه البشرية للمصلحة الخاصة وليست العامة فالإنسان لا يعرف أن القدر والموت والإصابات المختلفة ليست بعيدة عنه ليعيش أو يشعر بواقع المعاق والذي لم يطلب أن يكون مصيره الإعاقة في يوم من الأيام فما بالك عندما يكون التحدث عن فتاة ذات عيون جميلة وجذابة ولكنها تشعر بالظلم بسبب عدم تفهم المجتمع لها وإعطائها الفرصة للاندماج والذي يتطلب صراعاً وجهود جبارة في الغوص في بحر الواقع والسباحة فيه من اجل الوصول إلى بحر الأمان في هذا العالم القاسي.وقالت / فاطمة محمد منصر: أنا طالبة في قسم الكمبيوتر لذوي الاحتياجات الخاصة و خريجة ثانوية عامة من لودر محافظة أبين واسكن حاليا في محافظة عدن. ولدت ولادة عادية خالية من أي صعوبات ثم ذهبت إلى الشارع العب مع أطفال الجيران كالعادة وجاء هذا اليوم والذي قرر مصيري فخرجت العب وأنا في عمر 8 سنوات وتغلبت علي الشقاوة أن أتسلق هذا اليوم سيارة الجيران وكنت العب على سقفها ومن غير قصد أسقطني اصدقائي وسقطت على الأرض وأصبت برأسي ودخلت في غيبوبة مدة عشر ساعات ثم رجعت إلى وعيي. وكنت اشعر باني بخير وعملت عدداً من الفحوصات والتي أثبت إنني بخير واطمأن الأهل علي ولكن للأسف ظهرت الإعراض وأنا ادرس في الإعدادية بدأت اسمع صوت طنين في إذني ولم استطع تحديد أي إذن فكنت اشتكي من هذا الضجيج والذي اثر على سمعي ولم يستطيعوا الأطباء معرفة السبب ومع الأيام تسبب هذا الخلل بضعف في السمع حين أتكلم مع أي احد ويكون بالقرب مني اسمعه وكل شي تمام رغم ضعف السمع ولكن عند الاتصالات التلفونية لا استطيع تمييز الكلام ولا افهم شيئاً. وهذا جعلني أخاف الاقتراب من التلفون وعندما حاولت استعمال الجهاز السمعي الخاص بالصم والبكم لم ينفع معي في شيء وحينها عرفت أن مثل هذه الحالات لا يمكن علاجها في اليمن وأنا ظروفي لا تسمح لي بالسفر إلى الخارج للعلاج ومعرفة السبب وهل توجد إمكانية في استرجاع السمع والرجوع إلى الحياة الطبيعية؟!وبالرغم من هذه الإعاقة الصحية والتي أعاني منها إلا إنني حاولت العمل وأنا أبحث عن وظيفة في عدة أماكن ولكن للأسف لم استطع فانا لا استطيع أن اعمل سكرتيرة لعدم قدرة الإجابة على التلفون أو العمل في أماكن أخرى تطلب مني أن اخلع البرقع وأنا عندي مبدأ وعادات لا استطيع اختراقها فلماذا يريد بعض الناس فرض آرائهم علينا؟ في الحقيقة أنا استحق فرصة للمعالجة إلى الخارج وفرص أخرى للعمل والذي يعطي للإنسان أهمية وجوده والاعتماد على النفس، وكوني املك إعاقة سمعية هذا لا يعني إنني لا استطيع العمل فانا خريجة ثانوية عامة واملك شهادة كمبيوتر وأجيد العمل على عدة برامج واستطيع أن انجح فانا واتقه من نفسي وعملية الاجتهاد بحاجة لتدريب و تأهيل فقط. علما بأني املك حلماً خاصاً لي كنت اعتقد انه مستحيل فانا أحب القراءة بشكل واطلع على جميع الصحف اليومية وأناقشها مع أسرتي وأتابع الأخبار اليومية واحلم أنا أكون صحفية ناجحة تعالج قضايا المواطنين وتنشر عملية التوعية بين صفوف المجتمع وبالذات عن المعاقين واختلاف الإعاقة عن بعضها وغير ذلك من المشاكل والتي تقابل المعاقين من كل الفئات وكيفية مساعدتهم ودعمهم في الحياة.
فتاة بعمر الزهور تعاني من إعاقة سمعية قابلة للعلاج فهل من سامع؟
أخبار متعلقة