كلنا يعرف ان اللغة الفرنسية هي لغة الجمال والثقافة ، وهي ايضاً لغة العلم ، وبعضهم يقول انها لغة الطيور أو انها لغة الاغنية المغردة ، ونحن نؤكد انها كذلك واكثر ، فهي لغة لافونتين ، وراسين ، وفولتير ، وهيجو ، وباستور ، وغيرهم كثير ، وهي لغة ثورة 1789م ، ثورة الحرية والاخاء ، والمساواة ، الثورة التي مازلنا في كل العالم نتطلع حتى اليوم الى تحقيق مبادئها .ليس ذلك فحسب ، فهي لغة يتكلم بها أكثر من (47) بلداً في العالم ، ونستطيع ان نصرخ بملء الفم ، انها اللغة الاولى عالمياً من حيث جمالياتها والثانية عالمياً من حيث الاهمية الاقتصادية ، والعلمية والثقافية في وقتنا الراهن .وانطلاقاً من تلك الاهمية البالغة للغة الفرنسية ، العلاقات التاريخية والاقتصادية التي تربط البلدين اليمن وفرنسا ، مصلحة اليمن وتعلم ابنائها مختلف العلوم ولغات العصر قامت تجربة رائدة على مستوى اليمن عموماً ، وفي محافظة عدن على وجه الخصوص تتمثل في تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الثانوية ، وحالياً هناك سبع مدارس حكومية في محافظة عدن تقوم بتدريس هذه المادة ، عدا بعض المدارس الخاصة مثل مدرسة غاندي العالمية .وقد تحقق ذلك بدعم من الجهات المسؤولة في وزارة التربية والتعليم ، ومكتبها في عدن بقيادة الاستاذ / د . عبدالله النهاري وايضاً بدعم السفارة الفرنسية في صنعاء ، حيث قام الشعلة المتحركة المسؤول اللغوي في السفارة (مسيو كولير) والذي نسميه بين اوساطنا نحن المدرسين بـ (الشيبة) وطبعاً خلفه كل مسؤولي السفارة بتوفير التلفزيونات ، والمسجلات ، وفيديوهات ، وكاسيتات ، وكتب مدرسية مقررة ومراشد للمعلمين ، والعمل على اقامة دورات سنوية بحضور خبراء في اللغة الفرنسية من فرنسا كما عمل على اقامة دورات عدة تربوية للمدرسين في محافظة عدن ، وقد اصدر اوامره الكريمة بانتساب مدرسي اللغة الفرنسية بالمحافظة بالمركز الثقافي الفرنسي في محافظة عدن ، وفي دورات مجانية ومنتظمة .وكان من نتائج ذلك ان نجحت التجربة بمستوى عالٍ جداً واصبحت اللغة الفرنسية رغم حداثة تدريسها في المدارس وعدم اعتمادها كمادة اساسية تنافس اللغة الانجليزية في المدارس الثانوية .واصبح العديد من الطلاب يتغنون ويكتبون الشعر والقصص باللغة الفرنسية بل أكثر من ذلك فقد قدمت بعض العروض المسرحية باللغة الفرنسية .. مثل العرض المسرحي الذي اقامته ثانوية باكثير في يوم الفرانكفونية ، والعرض المسرحي الذي اقامته طالبات ثانوية المنصورة في الاحتفال باليوم المدرسي .بل ان هناك العديد من الطلبة قرر ربط مستقبله الدراسي باللغة الفرنسية ، وقرر منذ الآن دخول قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب جامعة عدن ، وكما عودتنا قيادتنا التربوية في محافظة عدن ان تتخذ القرارات الشجاعة والمبادرة للانتقال بالتعليم في المحافظة من الكم الى الكيف ، وذلك ما حصل بالضبط عندما بدأت بانشاء مدارس المتفوقين دوناً عن بقية المحافظات ، وقد كانت نتائج الثانوية العامة شاهداً على ذلك النجاح .فهل نأمل من مكتب التربية والتعليم في المحافظة ان يتخذ قراراً مبادراً وشجاعاً في ان تصبح مادة اللغة الفرنسية مادة اساسية في المدارس الثانوية التي يتم تدريس المادة فيها كتجربة على الاقل للصفين الاول والثاني ثانوي طالما المدارس والكتاب المدرسي والوسيلة متوفرة فيها والحمد للَّه .ولنا لقاء آخر باذن اللَّه تعالى في مرات قادمة مع نشاطات قسم اللغة الفرنسية وابداعات الطلاب باللغة نفسها .* محمد أحمد فرحانمدرس مادة اللغة الفرنسيةثانوية المنصورة
تجربة تدريس اللغة الفرنسية في محافظة عدن
أخبار متعلقة