المناضل علوي عبدالله طاهر يؤكد في ذكرياته عن الاستقلال:
البدايات الأولى للعمل الطلابي والشبابي لم تكن في داخل اليمن بل في خارجه عبر الطلبة اليمنيين الدارسين في الخارج حيث كانت بعض الجمعيات والنوادي الأهلية في عدن قد ضغطت على حكومة عدن وعلى سلطات الاداراة البريطانية فيها بإرسال بعض الطلاب إلى الخارج لمواصلة دراساتهم حيث كانت مدارس عدن تكتفي بتأهيل خريجيها للعمل كموظفين في الدوائر الحكومية أو كتبه لدى بعض الشركات الأجنبية وكان أعلى مستوى يتخرج فيه الطالب هو الـ G.C.E ويعادل الثانوية العامة الا أن ذلك لم يكن متاحاً لجميع الطلاب بل كان محصوراً في فئات محدودة من أبناء بعض العائلات المتنفذة كما عملت بعض الجمعيات والنوادي الأهلية في عدن على إقناع بعض التجار على إرسال أبنائهم للدراسة في الخارج بعد أن استكملوا المراحل الدراسية الموجودة في عدن وفي الوقت نفسه عملت بعض الهيئات الشعبية اليمنية على الضغط على الحكومة اليمنية في صنعاء لإرسال أعداد من الطلبة إلى الخارج لمواصلة دراستهم في بعض البلدان العربية والدول الصديقة وكان من جراء ذلك كله ان حصل نوع من التجمعات الطلابية في بعض البلدان التي ابتعثوا إليها وبالذات في لبنان ومصر والسودان وبريطانيا وغيرها . وكانت مصر تضم اكبر تجمع طلابي وفيها التقى الطلبة وتعارفوا وتبادلوا الآراء فيما بينهم حول القضايا التي تهمهم وقضايا الوطن وكانوا يبحثون في تطور الأحداث الجارية في الوطن العربي وفي اليمن وفيها التقوا ببعض قادة المعارضة وتعرفوا على بعض رجال الفكر والثقافة والأدب في مصر والوطن العربي ومثلهم فعل الطلبة الدارسون في لبنان وكان من حظ الطلبة في لبنان إنهم التقوا ببعض رواد الفكر القومي والفكر اليبرالي وبعض قادة حركات التحرير العربية والعالمية وتفاعلوا مع ما كانوا يطرحونه من أفكار وكان من بين أولئك الطلبة من تأثروا بما كانت تطرحه بعض الأحزاب العربية الناشئة حينذاك والداعية للتحرير من الاستعمار واستعادة قوة العرب ومجدهم وكرامتهم والعمل على بعث الأمة ذات الرسالة الخالدة والشيء ذاته حصل في السودان وبريطانيا وهو ما شجع على قيام لجان طلابية لرعاية مصالح الطلبة في مهاجرهم المختلفة وتطورت بعضها لتصبح اتحادات طلابية ذات نفوذ وتأثير في صفوف الطلبة ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر.-1اتحاد بعثات جنوب الجزيرة العربية في السودان والذي تأسس عام 1946م ومن أعضائه المؤسسين : عبدالله علي الجفري وقحطان محمد الشعبي وعلي غانم كليب ولطفي جعفر امان ومحمد عبدالقادر بافقيه واحمد علي مسعد الصقلدي وغيرهم . -2اتحاد طلبة ومبعوثي جنوب الجزيرة العربية في الجزر البريطانية والذي تأسس عام 1950م ومن أعضائه المؤسسين : علي جعفر محمد ناصر وسامي خالد لقمان وأنور شمشير وجعفر عبده صالح وفؤاد بارحيم وشكيب خليفة . -3رابطة طلبة اليمن الطبيعية في القاهرة والذي تأسس عام 1961م ومن أعضائه المؤسسين : عبدالحافظ قائد فارع وسيف احمد حيدر وردفان علي حسن الشيباني وعبدالملك محمد عبدالله الدغيش وأنيس حسن يحيى وعلي سالم إبراهيم وعبد الدائم علي يحيى الحداد وحزمي مليط علي الحميري وحسين احمد القربي واحمد عبدالرحمن القاضي ومحمد علي مقبل العبسي وسعيد عبدالجبار راشد وزين محمد قادري السقاف ومحمد ناشر عبدالرحمن ومحمد احمد الرعدي وعبدالرب علوان احمد وعوض عبدالله عرشان وابوبكر سالم البريكي وعبدالرحمن عبدالله قائد الفخري ... وغيرهم . اللجنة الطلابية المنتخبة في القاهرة والتي ظهرت عام 1962م قبيل الثورة اليمنية بشهر حيث تأسست في 22 / 8 / 64 ومن أعضائها المؤسسين : عبدالرحمن حسن شجاع الدين وسيف احمد حيدر ووهيب عبدالرحيم باهذيلة وعبدالكريم حمود وصالح الزايلي . وكانت التجمعات الطلابية المختلفة تناضل في سبيل نهضة اليمن والرقي بشعبة والخلاص من مآسيه والعمل على وحدة الأرض والإنسان وكانت جميعها تتفاعل مع مجريات الأحداث الجارية في داخل الوطن وكانوا يتظاهرون احتجاجاً على بعض ما يجري في الوطن أو تأييداً لبعض الانتفاضات والتحركات الشعبية الهادفة تحرير الجنوب وإصلاح أوضاع الشمال وكانوا يوزعون المنشورات ويكتبون في الصحف ويقارعون الاستعمار والإمامة بكل الوسائل وبمختلف السبل . ومع مرور الأيام عاد بعض اولئكم الطلاب ارض الوطن وعمل بعضهم في سلك التدريب أو في الصحافة أو نحوها وساهموا من مواقعهم في عملية التوعية والتنوير وساهم بعضهم في تأسيس الأحزاب أو الانضمام إلى بعض الأحزاب القائمة وشاركوا من خلال أحزابهم في مقارعة الاستعمار والدعوة للتحرير والاستقلال والوحدة اليمنية . وكان بعض الطلبة العائدين إلى الوطن بعد انتهاء دراستهم أو انقطاعهم عنها قد عملوا في سلك التدريس في كثير من مدارس المدن اليمنية وبالذات مدارس عدن إذ لم تكن المدن اليمنية الأخرى فيها مدارس كمدارس عدن بل كانت معظمها كتاتيب أو حلقات في بعض المساجد ولما كانت المدارس الحكومية في عدن تحظر على المدرسين فيها الاشتغال في السياسة للحيلولة دون تمكين المدرسين من التأثير في الطلبة أو تنويرهم في القضايا الوطنية لذلك عملت سلطات الإدارة البريطانية في عدن على تسريح عشرات المدرسين الوطنيين وإيقافهم عن التدريس في المدارس الحكومية خاصة بعد أن شعرت بمدى تأثيرهم في طلبتهم ونشاطهم في حث الطلاب على مقارعة الاستعمار والتصدي لمشاريعه وتشجيعهم على التظاهر وكان من بين المدرسين الذين ابعدوا من المدارس الحكومية لمواقفهم الوطنية من التحق ببعض المدارس الأهلية كمدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية والمعهد العلمي الإسلامي والمدرسة الأهلية بالتواهي ومدرسة النهضة وكلية بلقيس في الشيخ عثمان ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر : الأستاذ علي محمد سالم الشعبي والأستاذ جعفر علي عوض والأستاذ علي احمد ناصر السلامي والأستاذ محمد مرشد عباد والأستاذ سالم زين محمد والأستاذ سليمان حسن وغيرهم . وكانت بعض المدارس الأهلية في عدن قد ضمت بين صفوف هيئة تدريسها بعض المدرسين الذين لم يقبلوا اساساً في المدارس الحكومية لمواقفهم الوطنية المعروفة وبعض الذين شاركوا في حركة المعارضة لنظام الحكم في صنعاء وقد عرف هؤلاء بمواقفهم المعادية للاستعمار والرجعية أمثال : الأستاذ محسن العيني والأستاذ احمد حسين المروني والأستاذ علي محمد عبده والأستاذ قاسم غالب احمد والأستاذ عبدالله باذيب والأستاذ عبدالله عبدالوهاب الصبري والأستاذ حسين الحبيشي والأستاذ محمد انعم غالب والأستاذ عبدالعزيز عبدالغني وغيرهم . لقد كانت المدارس الأهلية في عدن مزرعة خصبة لإنتاج المناضلين ومكاناً ملائماً لتنمية الشعور بالانتماء للوطن وتغذية الطلاب بالمشاعر المعادية للاستعمار والمناهضة للتخلف وقد شاءت الظروف أن يلتقي فيها المدرسون من مختلف الأحزاب والاتجاهات فتسابقوا في استقطاب الطلاب واجتذابهم للعمل السياسي وعملوا على إشراكهم في النشاطات الطلابية المختلفة ودفعهم للتظاهر والاحتجاج ضد كل المشاريع والمخططات الاستعمارية الرامية إلى تمزيق الصف الوطني ورفض كل ما من شأنه تجزئة الوطن اليمني إلى شمال وجنوب وشرق وغرب وقد شارك بعض هؤلاء المدرسين الأفاضل في تأسيس مجالس طلابية في المدارس التي يعملون فيها أو يتولون إدارتها ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما قام به الأساتذة حسين الحبشي ومحمد انعم غالب وعبدالعزيز عبدالغني وسعيد قائد احمد وغيرهم في كلية بلقيس في الشيخ عثمان حيث عملوا على تأسيس أول برلمان للأطفال في اليمن والذي انبثقت عنه أول حكومة طلابية تتولى تسيير النشاط الطلابي داخل المدرسة من قبل الطلاب أنفسهم حيث أن كلية بلقيس كانت تضم عدداً من المراحل الدراسية المختلفة ووضع لها نظام لا مركزي في تسيير شؤونها وكانت كل مرحلة قائمة بذاتها يديرها مشرف خاص بها ويخضع ادارياً ومالياً وفنياً للإدارة المركزية التي يرأسها العميد حسين الحبيشي ويساعده في ذلك النائب محمد انعم غالب وقد ساعد هذا النظام اللامركزي على ضبط النظام وأعطى القدرة على الإشراف والمراقبة كما ساعد على إيجاد نوع من التنافس بين المراحل المختلفة في مجالات التحصيل العلمي والنشاط المدرسي والتقيد باللوائح والأنظمة المدرسية من قبل الطلاب والمدرسين . ولخلق روح التنافس الايجابي بين الطلبة والطالبات في الفصول المختلفة عمدت إدارة المدرسة على تشكيل لجان من بعض المدرسين والطلاب ومندوب من الإدارة وتقوم هذه اللجنة بجولة تفتيشية مفاجئة إلى جميع الفصول الدراسية وتجرى مسحاً عاماً وشاملاً لجميع النشاطات الطلابية وتضع علامة لكل حالة من الحالات فمثلاً: درجة تمنح للصف الذي يتقيد بالزي المدرسي ودرجة للصف النظيف وثالثة للنظام ورابعة لمستوى الحضور والغياب وخامسة لمعدلات النجاح وهكذا تعطى لكل حالة من الحالات درجة تم تجمع الدرجات والصف الذي يحصل على أعلى الدرجات يحصل على ترس الكلية يقدم له في الحفل السنوي العام ويظل محتفظاً به إلى إن ينتزعه منه صف آخر في العام الذي يليه وهكذا . كان هذا على مستوى الفصول أما على مستوى المدرسة بشكل عام فقد كانت المدرسة في بداية كل عام تقوم بتوزيع جميع طلابها وطالباتها على أربع فرق رياضية يتولى الإشراف على كل منها مدرس كفء ويتولى الطلاب انتخاب رئيس لها من بينهم وتقوم هذه الفرق بإدارة النشاطات الرياضية المختلفة في جميع المراحل والفصول الدراسية وقد تركت هذه الفرق أثرها الفعال في إيجاد تنافس شريف بين الطلاب في مختلف المجالات . وتميزت المدرسة كذلك بنشاطاتها الطلابية اللاصفية حيث تشكلت فيها عدة جمعيات تتولى كل جمعية ممارسة نشاط معين ولكل جمعية مشرف من المدرسين يتم تعيينه من قبل الإدارة في حين يقوم الطلاب بانتخاب قيادتها والمكونة من سكرتير وعدد من الأعضاء التنفيذيين . وكانت كل جمعية تحاول أن تثبت وجودها من خلال إبراز نشاطاتها أكثر من غيرها لتحظى بكاس الكلية . ومن بين تلك الجمعيات جمعية اللغة العربية وجمعية اللغة الانجليزية والجمعية الفنية وجمعية العلوم والزراعة وجمعية الطلبة المراقبين وجمعية الإسعاف وجمعية المرور وغيرها . وكانت الجمعيات جميعها لها من يمثلها في المجلس الطلابي الذي هو بمثابة برلمان لطلبة المدرسة وفيه يتم تقديم نشاط كل جمعية والعمل على تطويره . وفي الحالات التي يختلف فيها الطلاب حول مسألة من المسائل أو يرتكب احدهم خطأ ما أو قام بمخالفة فإنهم يرجعون إلى اللائحة التي تنظم عملهم . وكانت كلية بلقيس رائدة في النشاط الطلابي ذي الجوانب المتعددة بما في ذلك النشاط السياسي الموجه لمقارعة الاستعمار حيث كان طلبة الكلية في مقدمة المتظاهرين الذين يجوبون شوارع الشيخ عثمان فمنهم تتشكل الفرقة الموسيقية التي تتقدم المظاهرة وهم الذين يحملون اليافطات وكان كاتب هذه السطور هو الذي يتولى خط تلك اليافطات وكان منهم المنشدون الذين يرددون الهتافات المعادية للاستعمار وعملائه ومنهم جماعة ينظم المرور لسلامة المسيرات ومنهم جماعة للإسعاف تتولى إسعاف الحالات الطارئة ومنهم توزع المنشورات ... وهكذا . ومن بين طلبة كلية بلقيس برزت قيادات الحركة الطلابية اليمنية في الداخل وهم الذين أسسوا أول تجمع طلابي ومن وسطهم ظهرت أولى قيادات الاتحاد الوطني لطلبة اليمن فقد كان كل من احمد علي مقبل وعلي إسماعيل سيف أول أمينين عامين للاتحاد وهما من طلبة بلقيس . ومن خلال النشاط الطلابي في كلية بلقيس حرص الطلبة على قيادة العمل الجماهيري وتحمل المسؤولية ومنهم من ساهم مساهمة فعالة في النضال الوطني ومنهم من كان قائداً لبعض الفرق الفدائية ومنهم من شارك في توزيع المنشورات والنشرات ومنهم واصل دراسته فيما بعد ونجح في مجال تخصصة لذلك لا غرابة إذا ما سردنا قائمة بأبرز الطلاب الذين نجحوا في حياتهم بعد أن خرجوا إلى الحياة مزودين بخبرة العمل مع الناس كانوا قد اكتسبوها من كلية بلقيس ويكفي أن نعرف إن عدداً من الأسماء الآتية هم الآن يحتلون مواقع قيادية مؤثرة أو اعلاماً بارزة يسهمون بدرجات متفاوته في بناء الوطن وكان كاتب هذه السطور واحداً من هؤلاء غير انه من الجدير بالإشارة الإشارة إلى ابرز قادة العمل الطلابي والذين كانت لهم أداور بارزة في مسار الحركة الطلابية اليمنية ومن هؤلاء أتذكر بعض الذين زاملتهم أو كان لي شرف تدريسهم أمثال : سالم صالح محمد ، محمد سعد علي ، عبدالواحد احمد فارع ، قاسم سيف محمد ، محمد قاسم الغزالي ، علي إسماعيل سيف ، عبدالحفيظ المعمري ، رشيد سالم بارباع ، احمد ناشر اسماعيل ، محمد عبدالملك ثابت ، عبدالمجيد صالح الدهبلي ، احمد مهدي علي ، عبدالرحيم سلام ، عبدالكريم علي محمد ، عبدالملك حيدر سلام ، ياسين عبدالقادر ، سعيد باوزير ، صالح عبده علي العاقل ، عبدالكريم محمد شمسان ، احمد عبدالعالم ، عبدالرزاق الشيباني ، عثمان قحطان محمد ، عبدالرحمن محمد فاضل ، محمد بن محمد عبادي ، ياسين احمد غالب ، محمد عبدالملك الحكيمي ، محمد شاهر حسن ، عبد سعد الفخري ، محمد شاهر محمد ، فيصل فارع الدبعي ، سعيد شرف ، عبدالقادر احمد صالح ، عبدالرحمن حمود بجاش الزبيري ، احمد علوان المذحجي ، ياسين محمد صالح ، عبدالله محمد صالح، مطهر سعيد القدسي ، عبدالواسع محمد عبدالله ، عبدالحق سلطان ، عبدالواسع عبدالله الدومي ، محمد عبدالمولى ، علي عبدالرب اليافعي ، عمر مانع العيسائي ، علوي المشهور ، عبدالحليم ياسين ، محمد سعيد ظافر ، احمد عبدالواسع صالح ، سيف علي مقبل ، محمد احمد جرهوم ، رشيد احمد جوهر ، طاهر محمد علي ، هائل عبدالله احمد ، امين احمد علي و عبدالجبار طاهر ، عبدالله شرف سعيد ، وغيرهم ممن لا استحضر أسماءهم الآن .❊❊