يرنو عطر «السلام» الذي أطلقته لوريس رحمة من مدينة نيويورك للاحتفاء به في جيرة الأمم المتحدة، إلى أهداف سياسية واجتماعية. ولوريس رحمة، مؤسسة مركز «بوند رقم 9»، جعلت من شوارع وجيرة مدينة نيويورك عناوين عطور قننتها في زجاجات فخمة بألوان مختلفة طبعت عليها ختم المدينة في قطارات تحت الأرض. ومن عطر «وول ستريت» العابق برائحة «المال» إلى عطر «هارلم» المثير، مرّت رحمة بعطورها على جيرة مدينة الصين وإيطاليا الصغيرة وشارع بليكر في القرية الغربية وشارع ماديسون الفخم. فعلت ذلك بنجاح كبير، وها هي اليوم تملك مركزين في شارع ماديسون والقرية الغربية، بعد أن بدأت تجربتها في «9 بوند ستريت».الفارق بين عطور الجيرة والشوارع وبين عطر «السلام» هو ما دفعها إلى فكرة تسويق عطر «السلام»، عبر حملة بدأت تستقطب كبريات وسائل الإعلام في العالم.اكتسبت لوريس رحمة (لبنانية _ فرنسية)، الجنسية الأميركية أخيراً. وهي تعيش في نيويورك منذ أن غادرت باريس، مسقط رأسها. امتهنت منذ البداية صناعة التجميل والعطور، لكن السياسة شكلت جزءاً رئيساً من شخصيتها واهتماماتها. فالشابة التي ترعرعت في ظل الحركة الطالبية في الضفة الشمالية من باريس، وجدت نفسها محط حملة لا تمت إلى شخصيتها بأي صلة. إلا أنها وكونها فرنسية من جذور عربية، اضطرت أن تعيش تخت ضغط الحملة على العرب والفرنسيين بعد إسقاط برجي المركز التجاري العالمي وبعد تصويت فرنسا ضد تخويل الولايات المتحدة شن الحرب على العراق.أصرت رحمة على دخول الحلبة من باب «الوفاق» بحسب قولها، لأن في «وقف النار وحل النزاعات إغراء من نوع آخر... فهذه المدينة الصعبة دخلت بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) مرحلة لم تعرفها من قبل وأصبحت لفترة قصيرة غاضبة وخائفة تريد العقاب. لكن نيويورك تغلبت جزئياً على تلك المرحلة، فأعادت اكتشاف نفسها لتصبح «جمهورية التسامح والتفهم والسلام»، تقول رحمة، «فاستحقت أن ينطلق منها عطر «السلام». عطر يؤكد مرحلة ما بعد 11 أيلول و»أن السلام جميل، وجميل جداً. لذا قررنا وضعه في زجاجة».ولأن الهدف من الحملة هو نشر «السلام» بمفهوميه في دول العالم الأجمل، تعهدت رحمة بأن تنقل حلم السلام إلى جميع الشعوب. لذا قررت أن تخصص دولارين من كل زجاجة تُباع في سنة التسويق الأولى من «عطر السلام» للتبرعات، إما عبر إحدى وكالات الأمم المتحدة مثل «اليونيسيف» للأطفال أو من خلال جمعيات ومؤسسات تساعد في صنع السلام.عطور «بوند رقم 9» وُلِدت في مدينة نيويورك، وهي للنساء والرجال معاً. «فنحن عطر المساواة» تقول رحمة، التي تعمّدت أن تتخذ الزجاجة شكل الجسد، من دون أن يكون بالضرورة جسد امرأة. ولون زجاجة عطر السلام بنفسجي وأبيض وقاعدته من المسك وخشب الأرز.لوريس رحمة سيدة أعمال جريئة ومغامرة ذكية تعرف عنها براعتها في التسويق الذي أتى لها بجوائز عدة وبتقدير حتى من البيت الأبيض في عهد بيل كلينتون. لكن عطر «السلام» بالنسبة إليها ليس مشروعاً تجارياً عادياً، وإنما مهمة إنسانية كبيرة. فهذا العطر سيوزع في مختلف أنحاء العالم من هونغ كونغ إلى دبي.ما يجعل لوريس رحمة في منتهى الشغف والتطلع إلى هذا العطر بالذات هو تنشق فكرة السلام في الدول كافة. وهي في غاية الحرص على ضمان استفادة المجتمعات التي تعاني من نقص السلام من مردود العطر عبر تخصيص نسبة من الأرباح لهذه المجتمعات ولأحلامها.