صنعاء / بشير الحزمي: نظمت جمعية رعاية الأسرة اليمنية بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة نهاية الأسبوع الماضي بصنعاء اللقاء التشاوري مع الخبير والمستشار الإقليمي في مجال الصحة الإنجابية الشيخ علي هاشم السراج ، وقد تناول اللقاء الذي حضره نحو (30) مشارك ومشاركة من مختلف الجهات ذات العلاقة قضية ختان الإناث وفي بداية اللقاء ألقى الأخ / نبيل محمد العماري المدير التنفيذي لجمعية رعاية الأسرة اليمنية كلمة رحب في مستهلها بالشيخ علي السراج الخبير والمستشار الإقليمي في مجال الصحة الإنجابية والذي أحدث كثير من التغيرات في السودان في محاربة ظاهرة ختان الإناث .وأشار إلى أهمية هذا اللقاء الذي يتناول أحد القضايا الهامة في مجال الصحة الإنجابية وهي قضية ختان الإناث التي تعتبر مشكلة كبيرة تعاني منها العديد من الدول الأفريقية واليمن.وأكد حرص الجمعية على معالجة الكثير من القضايا المرتبطة بالصحة الإنجابية بما فيها ختان الإناث.وأوضح الدور الذي تقوم به الجمعية في تبني الكثير من السياسات السكانية والصحية وتغييرها للكثير من المفاهيم والسلوكيات الخاطئة في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة .من جانبه أكد الشيخ على هاشم السراج الخبير والمستشار الإقليمي في مجال الصحة الإنجابية أن ختان الإناث تعتبر عادة سيئة وعمل غير مشروع بإتفاق الفقهاء والعلماء والأطباء وانتهاك لحقوق المرأة وتشويه لفطرة الله التي فطر البنات عليها وأن الاستمرار في ممارستها هو ظلم كبير يرتكب بحق البنات ويتنافى مع حقوق الأطفال في الإسلام ومع اتفاقية حقوق الطفل العالمية .وأوضح مجموعة من الأسباب الداعية لختان الإناث في مفهومها الشعبي والتي منها الاعتقاد الخاطئ بالحفاظ على النظافة والطهارة ، الاعتقاد الخاطئ بأن الحفاظ على بكارة البنت وحمايتها من الإنحلال الأخلاقي وهو أهم سبب من هذه الأسباب الواهية وقال الشيخ السراج أن هذا الكلام سمج لأن العفة سلوك وتربية وخلق وأدب ولا تحارب جموح الرغبة الجنسية إن وجدت في المرأة مطلقاً بالتقطيع والتشويه للأعضاء التناسلية للمرأة وأن الهدى النبوي قد أوضح لنا كيفية مواجهة جموح الشهوة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله « يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء « أي قاطع يقطع الشهوة كما أكد العلماء .وأشار إلى أن ختان الإناث ليست عملية إزالة زوائد وإنما هو اعتداء على أعضاء لها دور فسيولوجي هام وفوائد عدة ، وأن إزالتها له مضاعفات وأضرار صحية ونفسية كبيرة على الفتاة ، قصيرة وبعيدة المدى ـ إضافة إلى كونه تشويه لأعضائها التناسلية .منوهاً إلى أن الكثير من علماء المسلمين قد أفتوا بإبطال هذه العادة بأن ممارستها لا صلة له بالدين خصوصاً وأن الأطباء قد أثبتوا ضرره سواء كان كلياً أو جزئياًوشدد على ضرورة التصدي لهذه الظاهرة التي لا صلة لها بالدين والتي لا توجد سوى في دول القرن الأفريقي الممتدة من السنغال غرباً إلى الصومال شرقاً ولا تنتشر في العالم الإسلامي سوى في مصر والصومال والسودان وجيبوتي وبعض أجزاء من اليمن . وقال أن عدد الفتيات الآتي خضعن للختان في العالم يقدر بحوالي (140-100) مليون يعيش أغلبهن في أفريقيا ، وأنه يجري سنوياَ ختان (3) ملايين فتاة حسب تقرير اليونسيف 2006 م .وفي سياق حديثه استعرض الشيخ السراج مراحل ظهور ختان الإناث وأنواعه ومناطق وجوده وأسباب ممارستها في بعض المجتمعات والأسباب التي ساعدت على استمرارها حتى الآن. هذا وقد تم خلال اللقاء طرح واستعراض مجموعة من الأوراق حول الختان - التاريخ والنشأة ، الأبعاد الاجتماعية والنفسية لختان الإناث النظرة الدينية لختان الإناث وعرض فيلم بعنوان ( المصير المجهول ) الذي يتناول مخاطر وأضرار ختان الإناث ويستشهد بالصوت والصورة الحية قصة فتاة سودانية كانت قد لقت حتفها نتيجة عملية ختان أجريت لها.
ختان الإناث عمل غير مشروع بإتفاق الفقهاء والعلماء وأثبت الطب أن له أضراراً صحية ونفسية كبيرة على المرأة
أخبار متعلقة