غضون
- يوم الاثنين الماضي كنت أنا والزميل عبدالحكيم عبيد في مكتب مدير مؤسسة الغزل والنسيج وهي مختصرة في ذلك المصنع المعروف في طرف المنصورة جهة الشيخ عثمان هذا المصنع عمره نحو 35 سنة حيث أنشأه الصينيون في ذلك الوقت، وكان خلال السنوات العشر الأولى ينتج الكساء والأزياء التي يحتاجها السوق.. الآن كما قال لنا علي السيد ينتج المصنع “شاش ومريكني” ليس غير! ويقول الرجل كلاماً مخوفاً إذ أن هناك من يريد إماتة هذا المصنع أو اجتثاثه من الأساس ليبقى مكانه مجرد أرض فسيحة قابلة للسطو.. وهو يفسر الأمر أو يحلل الوضع على هذا النحو استناداً إلى عدم تجاوب الحكومة مع مشروع الأفكار التي قدمت لإعادة تأهيل هذا المصنع وجعله ينتج.- الحكومة تحتاج إلى نحو 20 مليون دولار لتحديث المصنع، باعتبار أن المبلغ المطلوب لاستبدال الآلات والإصلاح كبير.. حسناً، إذا هناك بدائل، يقول علي السيد إن مستثمرين محليين وخليجيين لديهم استعداد لتحديث المصنع مقابل تمكينهم من استغلاله لمدة سنتين وأن تبقى الإدارة بيد الحكومة، ومع ذلك هي لا تهتم لهذا العرض المغري بل هي لم تعط نفسها فرصة دراسته أو تبادل النقاش حوله! وإن صح كلام علي السيد ـ ولا أشك في صدقه ـ فهذا يعني أن تحليله أقرب إلى الصواب، وأن هناك مؤامرة تحاك إما لخصخصة المصنع ورمي عماله وعاملاته إلى الشارع، كما حصل لعمال مؤسسات أخرى تمت خصخصتها بسعر التراب، أو أن أحداً ما أو مجموعة ما تريد انهيار المصنع كلياً وضرب ما تبقى لديه من قدرة على إنتاج “الشاش والمريكني” لإيجاد مبرر لاجتثاثه والسيطرة على الأرض التي يقع عليها. وفي الحالتين هذه المؤامرة أكانت حقيقية او محتملة أو مفترضة ينبغي قطع الطريق عليها وحشد كافة الضغوط على الحكومة لتحديث المصنع من قبلها أو بالمشاركة مع القطاع الخاص، لأن مسألة اللباس مسألة وطنية.