وردة العواضيإهمال الإحتياجات الصحية للمراهقين تؤدي إلى زيادة نسبة الامراض المنقولة جنسياً ومرض الإيدز وأيضاً الأمراض التي تحدث في منتصف العمر مثل سرطان الرئة وأمراض القلب والتهاب الشعب الهوائية اهتمت منظمة الصحة العالمية مؤخراً بصحة المراهقين التي تعد جزءاً من الصحة الإنجابية في الاستجابة للاحتياجات الصحية للمراهق، من خلال برامج صحة الأمومة والطفولة، والصحة المدرسية والتثقيف الصحي. وقد يتساءل كثيرون عن عَلاقة صحة المراهقين بالصحة الإنجابية؟؟وما هي الأوضاع الصحية المرتبطة بصحة المراهقين؟؟ ولماذا يهتم بهذه الفئة؟؟لماذا جاء الاهتمام بصحة المراهق؟؟المراهقين هم الذين تتراوح أعمارهم بين 10 - 19 سنة، ويشكلون 20 تقريباً من سكان العالم، فهناك مراهق واحد لكل (5) أفراد من سكان العالم، ويعيش ما يقارب 85 من المراهقين في الدول النامية، وهذه العدد في ازدياد مستمر، ونوضح هذه الزيادة المستمرة بتسليط الضوء على عدد المراهقين، في إقليم الشرق المتوسط، ففي عام 1975م قدر عدد المراهقين ما يقارب 57.5 مليون نسمة، وارتفعت إلى 84.7 مليون نسمة في عام 1990م، واستمرت في الزيادة إلى ما يقارب 120.3 مليون مراهق في عام 2000م.وقد عانى المراهقون وحتى وقتٍ قريب، من الإهمال لتلبية احتياجاتهم الصحية والتنموية، التي تتخذ طابعاً خاصاً، وذلك لأسباب متعددة منها، أنّ مرحلة الطفولة إلى سن الرشد.ومن الجدير بالذكر أنّ منظمة أنّ منظمة الصحة العالمية بدأت في عام 1965م تسليط الضوء على هذه الشريحة المهمة من المجتمع، عندما عقدت اجتماعاً للجنة تقنية من الخبراء والعلماء، لمناقشة المشكلات الصحية الخاصة بالمراهقين، وفي عام 1977م تمّ عقد الاجتماع الثاني للجنة التقنية لمناقشة الاحتياجات الصحية والاجتماعية للمراهقين.وقد استجاب المكتب الإقليمي لشرق المتوسط للنداء بالاهتمام بصحة المراهقين، حينما عقد مشاورتين إقليميتين في عام 1993 و1995م، حيث تمّ بحث عدم توافر معلومات دقيقة خاصة بجوانب مهمة من صحة المراهقين، وشملت التوصيات اتخاذ الخطوات اللازمة للاستجابة لاحتياجات المراهقين الصحية، وذلك من خلال برامج رعاية صحة الأمومة والطفولة، والصحة المدرسية. ثمّ تلا ذلك تنظيم حلقة مدرسية خاصة، لمراجعة وتعزيز خدمات الصحة المدرسية والتثقيف الصحي بالمدارس في عام 1996م.ما هي الأوضاع الصحية المرتبطة بصحة المراهق وأسباب الاهتمام بهم؟؟هناك العديد من الأسباب المهمة المترابطة، التي تحثنا على الاهتمام بصحة المراهقين، وتتعلق هذه الأسباب بصحة المراهق إلى أن يعبر مرحلة المراهقة بسلام.وهناك أسباب خاصة بالمرحلة المقبلة من العمر، والتي تتبع مرحلة المراهقة، وأيضاً تستمر هذه الأسباب إلى الجيل المقبل، أي أولاد وبنات المستقبل، وحين تهتم الجهات الصحية المحلية أو الدولية بصحة المراهقين، فإنّها تنشد تحقيق عدة أهداف منها : التقليل من المرض وعدد الوفيات بين المراهقين، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات بين المراهقين بما يقارب 107 ملايين مراهق كل عام، وذلك غالباً بسبب الحوادث والعنف ومخاطر الحمل والولادة، أو أسباب أخرى من الممكن تداركها بالوقاية والعلاج.كما يجب أن نتذكر أنّ المراهقين يصابون بأمراض مزمنة تعوق فرصهم للازدهار والتقدم.والهدف الثاني هو التقليل من عبء الأمراض في المستقبل، فعلى سبيل المثال يؤدي سوء التغذية بين الأطفال والمراهقين إلى مشاكل صحية تلازمهم طوال العمر، كما أنّ إهمال الاحتياجات الصحية للمراهقات أثناء مدة الحمل، يؤدي إلى مخاطر صحية للأم والمولود، بالإضافة إلى الزيادة المطردة بين عدد الأمراض المنقولة جنسياً ومرض الإيدز، وأيضاً الأمراض التي تحدث في منتصف العمر، مثل سرطان الرئة وأمراض القلب التهاب الشُعب الهوائية بسبب التدخين، خصوصًا إذا بدأ في سن المراهقة.كما تسعى الجهات الصحية من وراء ذلك إلى الاستثمار في الصحة اليوم وغداً، ذلك أنّ الممارسات الضارة غير الصحية، التي يقتبسها المراهق والمراهقة اليوم قد تستمر معهم مدى الحياة، فمراهقو اليوم هم آباء وأمهات وقادة ومعلمو الغد، فما سيتعلمونه ويقتبسونه اليوم سيعلمونه إلى أطفالهم في الغد بالأخطاء نفسها، وأخيراً فإنّ هذا الاهتمام بالمراهقين هو حق إنساني لهم.وفقاً لنص المادة 24 من وثيقة حقوق الإنسان باب حقوق الطفل التي تنص على أن "تعترف الدول الأعضاء بحق الطفل في التمتع بأعلى مستوى صحي، يمكن بلوغه في مرافق علاج الأمراض وإعادة التأهيل الصحي، وتبذل الدول قصارى جهدها لتضمن ألا يحرم أي طفل من حقه في الحصول على خدمات الرعاية الصحية هذه".ماذا نقصد بصحة المراهق والصحة الإنجابيةتعريف الصحة الإنجابية حسب تعريف منظمة الصحة العالمية، بأنّها حالة من المعافاة الكاملة بدنياً ونفسياً واجتماعياً، وليس فقط في الأمور المتعلقة بخلو المرض والعجز لدى الفرد.وهذا التعريف يعبر حدود خلو المرض والعجز، ليشمل ظروفاً يعاني منها ملايين من المراهقين، مثل الفقر وقلة التعليم والاستغلال والحروب والقلاقل المدنية، والتمييز على أساس العرق والجنس.ومثل هذه الأمور تؤثر على الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية تأثيراً سلبياً. وتعتبر الصحة الإنجابية جزءاً من صحة المراهقين، وحقاً من حقوقهم الأساسية التي تؤثر على نوعية حياتهم ومستقبلهم، وقد أظهرت نتائج الأبحاث والدراسات المختلفة حول صحة الإنجاب، أنّ الشباب والمراهقين يرغبون في التعرف أكثر على مختلف جوانب الصحة الإنجابية، ومناقشة هذا الأمر فيما بينهم، أو مع ذوي الخبرة من البالغين.كما أظهرت الدراسات أنّ المراهقين تنقصهم المعلومات الكافية المتعلقة بالأبعاد المختلفة للصحة الإنجابية، ومثل هذا النقص في المعلومات يعرضهم لمخاطر متعددة من الممكن تجنبها، حيث نلاحظ عدم إلمامهم بعوامل الخطورة أو الأماكن والوسائل المختلفة للوقاية والعلاج.ما هو الدور المتوقع من الدول بالاهتمام بصحة المراهقين؟الحقوق والالتزامات الأساسية المتعلقة بتعزيز صحة المراهقين وحمايتها، وردت في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حقوق الطفل، وكذلك في الاتفاقية التي تنص على القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.ويتزايد الدعم التعزيز من خلال مؤتمرات وبيانات دولية، مثل المؤتمر الدولي للتنمية والسكان سنة 1944م، والمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة سنة، 1995م وبرنامج العمل العالمي للأمم المتحدة من أجل الشباب ضد عام 2000م، وما بعده، بالإضافة إلى ذلك فقد اعتمدت كل من منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة للسكان، واليونيسيف تدابير صريحة لدعم وتشجيع وتعزيز القوانين والسياسات والمراجع الوطنية، من أجل المراهقين.وهناك كثير الذي يمكن أن تقوم به الدول في هذا المجال. وتشمل الإجراءات المتوقعة على المستوى الدولي الدفاع عن صحة المراهقين والدعوة إلى وضع سياسات وبرامج لصحة المراهقين، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية، على أساس الفائدة المرجوة في مجال الصحة العمومية والفوائد الاقتصادية التي نجنيها من الاستثمار في صحة الشباب وتنميتهم، ووصف الاحتياجات والحث على الالتزام بتسديدها، من خلال الاشتراك في رعاية تحليلات الأوضاع، وتخطيط الأنشطة عن طريق مشاركة جدية من الشباب، مثل إنشاء فرق عمل وطنية متعددة لقطاعات، أو عقد حلقات علمية وطنية بغرض إقامة تحالفات مع المنظمات المهمة، ووضع خطط عمل مشتركة.وبناء وتنمية القدرات مع البدء في حملات تدريب وتوعية تعاونية، تستهدف المواطنين بمن فيهم المراهقون وموظفو الهيئات، من أجل تحسين برامج صحة المراهقين وضمان استمرارها، وضمان استمرار العمل بدعم وتنفيذ خطط العمل القطرية، التي تركز بوضوح على الأنشطة وتعبئة الموارد المحلية، والاستفادة من البنى الأساسية الموجودة في القطاعين العام والخاص وفي المنظمات غير الحكومية.ما هي الآليات لإنجاح برامج صحة المراهقين؟؟؟اشتركت في نوفمبر 1995م كل من منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسيف في "مجموعة دراسة". لوضع برامج تعنى بصحة المراهقين، وعلى أساس الخبرات المتوافرة في هذا الوقت لاسيما في الدول النامية وقامت مجموعة الدراسة باستعراض الشواهد العلمية المتعلقة بفاعلية التدخلات الرئيسة في مجال صحة المراهقين، وبحث العوامل والإستراتيجيات الرئيسة لإعداد وتنفيذ البرامج التي تتعلق بصحة المراهقين، والعمل على ضمان استمرار هذه البرامج، مع إعداد إطار عمل مشترك للبرامج الصحية المحلية لكل دولة، وتحديد الإجراءات ذات الأولوية التي ينبغي اتخاذها لتسريع وتعزيز برامج صحة المراهقين، بما في ذلك الدعم العالمي والإقليمي. وبشكل عام فإنّ البرامج الناجحة يجب أن ترتكز على الحصول على معلومات دقيقة عن المراهقين، وبناء مهاراتهم، والحصول على المشورة الصحية للوصول إلى الخدمات الصحية، بما فيها خدمات الصحة الإنجابية والعيش في بيئة مأمونة وداعمة للمراهقين.
120 مليون مراهق بالشرق الأوسط يحتاجون لبرامج صحية لعبور هذه المرحلة
أخبار متعلقة