المكسيك تتنفس الصعداء ومسؤولو منظمة الصحة يرجحون الوباء
من حملات مواجهة إنفلونزا الخنازير
الأمم المتحدة/مكسيكو سيتي/14 أكتوبر/رويترز: أعلنت رئيسة منظمة الصحة العالمية مارجريت تشان أمس الاثنين أن عدد حالات الإصابة بأنفلونزا (اتش1 ان1) المؤكدة لدى المنظمة بلغت 1003 حالات في 20 دولة. وقالت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في اتصال مصور عبر الأقمار الصناعية من جنيف انه لا يوجد «ما يدل على إننا نواجه وضعا مماثلا لما حدث في عام 1918» عندما قتل الوباء عشرات الملايين من البشر. إلى ذلك ذكر مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية أن 286 حالة إصابة بإنفلونزا الخنازير في 36 ولاية. في غضون ذلك قالت المكسيك إنها تحقق نجاحا في مواجهة سلالة جديدة قاتلة من الأنفلونزا فيما ظل قطاعها التجاري مغلقا بنسبة كبيرة وانخفض عدد حالات الإصابة لكن مسئولين بمنظمة الصحة العالمية أشاروا إلى أن تفشي وباء لا يزال مرجحا. وحذرت مارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية التي تمهد الطريق لرفع درجة التأهب ضد الأنفلونزا إلى قمة مقياس من ست درجات من الشعور بالرضا إزاء الأنباء الواردة من المكسيك حيث ظهرت سلالة الأنفلونزا الجديدة للمرة الأولى. وقالت «فيروسات الأنفلونزا لا يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير كما أنها خادعة جدا... يجب ألا تملؤنا الثقة أكثر من اللازم. يجب ألا نعطي الفيروس (اتش1 ان1) الفرصة لأن يمتزج بفيروسات أخرى. ويعني رفع مستوى التأهب إلى الدرجة السادسة إعلان وباء وهو انتشار مرض سريعا في أكثر من منطقة. وقالت تشان إنه يجب أن يسود الهدوء. وأفادت تشان «المستوى السادس لا يعني بأي حال إننا نواجه نهاية العالم. من الضروري توضيح ذلك لأننا حين نعلن عن المستوى السادس فسيثير ذلك في حالة فزع غير ضرورية.» وفي الأسبوع الماضي رفعت الوكالة التابعة للأمم المتحدة درجة تأهبها مرتين من ثلاثة إلى خمسة على مقياس مكون من ست درجات في مواجهة الانتقال المستمر لفيروس (اتش1 ان1) في المكسيك والولايات المتحدة. وأظهرت اختبارات معملية وجود 590 حالة إصابة بالفيروس في المكسيك توفي منها 25 وهي الوفيات الوحيدة على مستوى العالم باستثناء طفل مكسيكي كان يزور الولايات المتحدة. وفي المكسيك ظلت المكاتب والمؤسسات التجارية مغلقة اليوم لمحاولة منع انتشار ما أطلق عليها أنفلونزا الخنازير رغم أن البشر لا يلتقطون العدوى بها من الخنازير. وأعلنت وزارة الصحة المكسيكية أمس الأول الأحد أن المرحلة الأسوأ في مرض أنفلونزا الخنازير قد انتهت. وقال خبراء إن الفيروس ربما لا يكون أكثر حدة من الأنفلونزا العادية. ونوه الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون في إشارة إلى المرض في بلاده «دخل الفيروس مرحلة الثبات. بدأت الحالات تتقلص.» وأضاف أن المكسيك ستبدأ العودة للحياة الطبيعية هذا الأسبوع بعد إغلاق المطاعم والمكاتب ودور العرض السينمائي وحتى الكنائس لأيام. وأضاف كالديرون «هدفنا هو العودة للحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن ولكن ما أريد فعله هو أن أفعل ذلك في ظل ظروف آمنة.» وبعد أيام من الاستنفار جعلت الشوارع هادئة للغاية بدت مكسيكو سيتي أكثر اطمئنانا أمس إذ تجرأ بعض الناس وخرجوا للشوارع راكبين دراجاتهم أو كانوا يركضون. كما أن كثيرين توقفوا عن وضع الأقنعة التي كانت شبه لازمة في المدينة خلال الأسبوع الماضي. وفي الولايات المتحدة قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الفيروس ظهر في 30 ولاية وأصاب 226 شخصا. ويصيب الفيروس غالبا فيما يبدو الأصغر سنا وهناك عدد محدود من الحالات لمن تعدوا سن الخمسين. وذكر ريتشارد بيسر القائم بأعمال مدير المراكز إن هناك « مؤشرات مشجعة» على أن السلالة الجديدة ليست أشد مما يمكن أن يشهده العالم خلال انتشار الأنفلونزا الموسمية العادية، ولكنه ما زال يتوقع أن يكون للفيروس الجديد «أثر كبير» على صحة الناس، وأضاف بيسر «ما زالت هناك صعوبات». وأشارت الحكومة الأمريكية إنها تأمل في توفير لقاح للسلالة الجديدة من الفيروس بحلول الخريف. وأوضحت منظمة الصحة العالمية إنه لابد من تكثيف مراقبة البشر والحيوانات بعد أن ثبت أن أحدث سلالة من (اتش1 ان1) أصابت خنازير في كندا. وليس هناك استعداد لدى أي دولة للمخاطرة فيما يتعلق بالفيروس الجديد. وأثار احتجاز السلطات الصينية للمكسيكيين داخل الفنادق وأماكن أخرى سواء كانوا مرضى أم لا خلافا دبلوماسيا مع المكسيك التي قالت إنها سترسل طائرة لإعادة مواطنيها إلى ديارهم. وأشارت مسئول في السفارة المكسيكية في الصين إن السلطات الصينية تفرض حجرا صحيا على أكثر من 70 من رجال الأعمال والسائحين المكسيكيين بعد ظهور أعراض الأنفلونزا على بعضهم، ونفت الصين شكاوى مكسيكيين من أن هذه الإجراءات سببها التمييز. وفي تركيا نفى مستشفى تقارير إعلامية بأن أحد مرضاه توفي اثر إصابته بالسلالة الجديدة من الأنفلونزا.