الجزائر / 14 أكتوبر / رويترز:أدلى الجزائريون بأصواتهم يوم أمس الخميس في انتخابات يحتاج الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الفوز فيها بشكل مقنع ليظهر أنه قادر على التواصل مجددا مع الناخبين الذين خابت آمالهم في والقضاء على بقايا تمرد إسلامي.ومن المتوقع أن يحقق بوتفليقة (72 عاما) الذي قاتل في حرب استقلال الجزائر عن فرنسا فوزا بفارق كبير عن منافسيه لكن إذا غاب الناخبون عن صناديق الاقتراع فذلك قد يدعم المعارضة وعلى رأسها الإسلاميون الذين يقولون إن الانتخابات مجرد تمثيلية.وكتبت صحيفة لو سوار دالجيري الصادرة بالفرنسية يوم أمس الخميس «الامتناع عن التصويت..العدو الأول والوحيد لعبد العزيز بوتفليقة.. قد يفسد كل الحسابات في الانتخابات.»وذكر مسؤولون في قرية مغنين شرقي الجزائر العاصمة لمراسل لرويترز في الموقع إن ضابطي شرطة أصيبا حين انفجرت قنبلتان عند مركز اقتراع. ولحق بالمبنى ضرر محدود واستأنف الناخبون التصويت في وقت لاحق.وعلى الصعيد نفسه قال وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني إنه بحلول الساعة 4.30 بعد الظهر (1530 بتوقيت جرينتش) بلغت نسبة من أدلوا بأصواتهم 48.89 في المائة من الناخبين في البلد البالغ عدد سكانه 34 مليون نسمة. وقال إن الانتخابات تجري بطريقة منظمة للغاية.لكن في أحد مراكز الاقتراع في المنطقة نفسها التي وقع بها الانفجار عند مركز اقتراع قال مسؤولون لرويترز إن ثلاثة في المائة فقط من الناخبين توجهوا للتصويت صباح أمس الخميس. وستعلن وزارة الداخلية النتائج في أنحاء البلاد اليوم الجمعة.وتأتي هذه الانتخابات بعد أن مهد نواب البرلمان وغالبيتهم موالون لبوتفليقة الطريق أمام إعادة انتخابه حين ألغوا أواخر العام الماضي قيودا دستورية على فترات الرئاسة. ويقول منتقدون إن هذا سيسمح لبوتفليقة برئاسة الجزائر مدى الحياة.ولا يشكل منافسو بوتفليقة الخمسة أي تحد حقيقي ودعا عدد من شخصيات المعارضة غير المشاركة في الانتخابات أنصارهم إلى الامتناع عن التصويت والبقاء في منازلهم محاولين اللعب على إحساس بعض الناخبين بأن الانتخابات لن تفعل شيئا لتخفيف الفقر والبطالة المنتشرين على نطاق واسع.ويقول مؤيدون إن بوتفليقة الذي يسعى للفوز بفترة رئاسة ثالثة يستحق ثقة الشعب لأنه أعاد الاستقرار إلى الجزائر المنتجة للنفط والغاز بعد حرب أهلية في التسعينات أودت بحياة 150 ألفا.ووعد بوتفليقة بإنفاق 150 مليار دولار على مشروعات التنمية وخلق ثلاثة ملايين فرصة عمل لإنعاش الاقتصاد الجزائري الذي تشكل صادرات الطاقة 96 في المائة من حجمه لكن القطاعات الأخرى تعاني من الروتين وقلة الاستثمارات.وقال عبد الوهاب زياني العامل البالغ من العمر 42 عاما وهو يدلي بصوته في وسط العاصمة «أعطيت صوتي اليوم لبوتفليقة لأني أعتقد انه يحتاج لان يواصل برنامجه. نحتاج السلام والنمو الاقتصادي من أجل خلق الوظائف.»لكن قطاعات عريضة من السكان يشعرون بالحيرة إزاء العملية السياسية ويشعرون بالإحباط من أن سنوات ارتفاع أسعار النفط لم تترجم إلى خلق وظائف جديدة. ويبلغ معدل البطالة بين الشبان 70 في المائة.ويقول محللون إن هذا الأمر يساعد في إذكاء التمرد الإسلامي الذي يجتاح الجزائر.ودعا زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هذا الأسبوع إلى مقاطعة الانتخابات وقالت وسائل إعلام محلية إن متمردين قتلوا أمس الأول الأربعاء ثلاثة حراس امن على مسافة نحو 350 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائر.ولا يوجد مؤشر يذكر على وجود مشاعر حماسية في بلدة تيزي وزو التي تبعد 100 كيلومتر شرقي الجزائر العاصمة وهي بلدة تقترن بتاريخ من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.وقال مسؤولون في مركز اقتراع يقع في مركز مدرسة دالي 6 بالبلدة انه حتى منتصف يوم الخميس لم يتوجه سوى 61 ناخبا فقط للتصويت من بين 2002 ناخب مسجل.وقالت سيدة تدعى ولد الحبج وهي واحدة من المسؤولين «لم أدهش لهذه النتيجة ولا أتوقع حضور الناس.» وقالت «هذا تقليد في البلدة.»ويهتم العالم الخارجي بأن يكون لدى بوتفليقة القدرة على الاحتفاظ بشرعيته في أعين مواطني الجزائر فبلاده عضو الاوبك تحتل المركز الخامس عشر في قائمة أكبر احتياطي نفطي في العالم كما تشكل صادراتها 20 في المائة من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز.وعلى النقيض تخشى الحكومات الأوروبية من أن يؤدي تجدد الصراع أو انهيار الاقتصاد الجزائري إلى تدفق اللاجئين على دول الاتحاد بينما تحتاج الولايات المتحدة إلى دعم بوتفليقة في حربها العالمية ضد القاعدة.وأغلقت صناديق الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة مساء أمس الخميس حسب البرنامج المقر لذلك (1900 بتوقيت جرينتش).
أخبار متعلقة