[c1] باول وأولبرايت يدعوان إلى دعم اقتصادات الدول الفقيرة[/c] في مقال مشترك نشرته صحيفة(وول ستريت جورنال ) الأميركية دعا وزيرا الخارجية الأميركيان مادلين أولبرايت وكولن باول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى عدم نسيان المساعدات الخارجية للدول الفقيرة، وذكرا أن ازدهار الدول يعتمد اعتمادا مباشرا على استقرارها.وقال باول وأولبرايت إن أوباما ذكر في خطاب تنصيبه استعداد الولايات المتحدة لدعم الدول النامية «إلى شعوب الأمم الفقيرة، نتعهد بالعمل جنبا إلى جنب لجعل مزارعكم تزدهر وندع المياه النظيفة تتدفق، ونطعم الأجساد المتضورة جوعا ونغذي العقول المتعطشة».ومضيا إلى أن أوباما أكد في قمة العشرين التي انعقدت في لندن الشهر الماضي على التزامه بجعل التنمية أساسا للتعامل الأميركي مع العالم، حيث شارك أوباما قادة العالم بالتعهد بتقديم الدعم للدول الفقيرة، أثناء سعيهم لمعالجة آثار الأزمة المالية العالمية.وأعلن الرئيس الأميركي أيضا عن خطط للعمل مع الكونغرس لمضاعفة دعم التنمية الزراعية التي وصفها الكاتبان بأنها تعد مسؤولة عن تحقيق النمو الاقتصادي في العديد من دول العالم الفقيرة.وعبر الكاتبان عن تأييدهما الكامل للالتزامات الثابتة التي قطعها أوباما على نفسه ومبادئ الكرم من جانب الولايات المتحدة، خاصة وأنها تأتي في ما وصفاه بأوقات الضائقة الاقتصادية الشديدة.وقال باول وأولبرايت إن سلامة اقتصاد وأمن الولايات المتحدة رهن بسلامة اقتصاد وأمن بقية دول العالم، وإن الأزمة الاقتصادية الراهنة قد تشد أنظار المسئولين الأميركيين إلى الداخل على حساب الخارج، للتركيز على الألم الذي يعيشه شعب الولايات المتحدة.واستدرك الكاتبان بالقول إن تراجع واشنطن عن التعامل مع دول العالم بما يهم الشأن الاقتصادي لا يعد اختيارا سليما، وأوضحا أن الاستقرار والازدهار متلازمان، ولا يتحقق أي منهما في ظل وجود الفقر المدقع وانتشاره.وقال الوزيران السابقان إن جهود الولايات المتحدة لتطوير التنمية وتقليل نسبة الفقر في أنحاء العالم تشكل مكونا هاما لما سبق، ودعته وزيرة الخارجية ألأميركية هيلاري كلينتون «ثري ديز» (ديفيلوبمنت، ديفنس، دوبلوماسي) أو التنمية والدفاع والدبلوماسية للسياسة الخارجية للبلاد.وأشار الكاتبان إلى أنه يقع على عاتق البلاد مسؤولية في استخدام المساعدات الخارجية بشكل فاعل ومناسب ما أمكن، ودعيا إلى إبقاء الأسواق الأميركية مفتوحة أمام البلدان الأكثر فقرا، وإلى دمج التجارة الأميركية في إستراتيجية التنمية الاقتصادية الشاملة.ونوه باول وأولبرايت بالدور الحيوي للقطاع الخاص، ودعيا الشركات للاضطلاع بمسؤولياتها من أجل تنمية المشاريع الاقتصادية في مختلف أنحاء العالم، كما دعيا للكشف عن فرص جديدة للتشارك بين القطاعين الخاص والحكومي.ووصفا الإستراتيجية الذكية الناجحة بأنها تلك التي تجمع بين السياسات الحكومية والقطاعات التجارية والمشاريع المنظمة لتكون قوية بما يكفي للتغلب على التحديات الهائلة التي تواجهها البلاد.ودعيا المسئولين الحكوميين ورجال الأعمال عند التقائهم في مؤتمر التنمية العالمية الذي ينعقد في واشنطن إلى ضرورة التكاتف لتطوير إستراتيجيات جديدة للحد من نسبة الفقر في العالم.وأشار الدبلوماسيان السابقان إلى أن المشاركين في المؤتمر سيركزون على أفضل الطرق لتعزيز السياسات العامة وإدماج الخبرات وأفضل الممارسات في قطاع الأعمال والحكومة لرفع مستوى حياة أشد الناس فقرا في العالم عبر التنمية الاقتصادية.وأوضحا أن المؤتمر سيضم عددا من ألمع العقول التجارية من أفريقيا، الذين يدركون جيدا جوهر الاحتياجات العاجلة لأشد الناس فقرا في العالم، ويعرفون الحواجز التي تواجه رجال الأعمال في أفريقيا.وقالا إن رجال الأعمال الأفارقة سيلتقون نظراءهم الأميركيين ليعملوا جميعا لتعزيز الهدف المشترك المتمثل في الحد من الفقر عبر تطوير المشاريع.ومضى الكاتبان اللذان يشاركان في المؤتمر إلى أن الرؤية التي وردت في خطاب تنصيب أوباما ستتطلب تفكيرا جديدا، بحيث يتم تركيز الجهود التي تترك آثارا جدية وتكون مثمرة، بالإضافة إلى التركيز على الاستفادة من نقاط القوة في القطاعين العام والخاص على حد سواء.وحذرا من أن الأزمة الاقتصادية باتت تهدد التقدم الهائل الذي تم إحرازه بشأن مكافحة الفقر في العالم في فترة ما بعد الحرب، وقالا إن المسؤولية مشتركة لمواصلة ذلك التقدم ومواجهة التهديدات الاقتصادية الخطيرة التي تواجه الجميع.ووصف باول وأولبرايت التحديات التي تواجه اقتصاد الولايات المتحدة بالمروعة، وقالا إنه إذا تضافرت الجهود والقوى والمواهب في جهد مركز للحد من الفقر الشديد، فإن مستقبلا أفضل ينتظر الجميع.
أخبار متعلقة