" سارة" فتاة قهرت الاعاقة لتتبوأ المراكز الأولى
لقد سمعنا عنها كثيراً فدائماً مايتردد على مسامعنا اسم تلك الفتاة سارة عادل" التي استطاعت بارادتها وقدرتها ان تحقق الفوز وتحتل المرتبة الاولى على الدوام وبتقدير امتياز هذا ماجعلنا نتشوق للتعرف الى تلك الفتاة التي لطالما كنا ننتظر هذه الفرصة لكي نلتقي بها فهي نموذج مشرف لبلادها ونموذج مشرف للطالبة المجدة المجتهدة والمثابرة فعلى الرغم من اعاقتها الا انها استطاعت ان تحقق مالم يستطيع تحقيقه الاف من التلاميذ الذين يتمتعون بكامل صحتهم اما سارة فدخلت في تحد مع اعاقتها التي عجز الكثيرون عن التغلب عليها .متابعة / ميسون وداليا عدنان الصادق فسارة طالبة ذكية استطاعت باصرارها وعزيمتها ان تقهر اعاقتها لتحصل على هذه الشهادة والمركز المشرف كما استطاعت ان تضرب اروع الامثلة في الاصرار والتحدي والابداع فصارت نموذجاً يقتدى به في الحياة على الرغم من صغر سنها فهي الان تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً ... من مواليد ( 1987) تنتمي سارة الى اسرة تربوية يكفي ان يكون والدها مربي الاجيال الفاضل الاستاذ/ عادل محمود عبده سليمان مستشار لمادة التاريخ في ادارة التوجيه التربوي م/ لحج وعضو الفريق الوطني لمدربي مدربي المعلمين ووالدتها هي الاستاذة الفاضلة / ايمان محمد عوض بيضاني استاذ مساعد بجامعة عدن دكتوراه في التاريخ الاسلامي.قمنا بزيارة خاصة الى منزل سارة للتعرف عليها عن كثب التقينا بها لن تصدقوا ماذا رأينا لقد رأينا فتاة هادئة الطباع مبتسمة الابتسامة تملأ وجهها بريئة كبراءة الاطفال كانت في انتظارنا فجلسنا بالقرب منها وتبادلنا الحديث معها فاخبرتنا اشياء كثيرة عنها منها ابداعها في كتابة القصص القصيرة فكيف لفتاة في مثل عمر سارة ان تبدع في كتابة كل ذلك الكم الهائل من القصص القصيرة والابداع الاكبر هو اختيارها عناوين تلك القصص فهي من يقوم بطباعة قصصها بنفسها على الكمبيوتر الخاص بها واليكم بعضاً من عناوين تلك القصص فالمجلد الاول بعنوان زائل الظل ويحتوي على قصص الملك الخليل- الفتى الكسول- مخاطر انحراف الشباب- تمنيات فتاة - اسيرة الاحزان- فتى الحقول- البجعة المغرورة - صائد الامل.. اما المجلد الثاني وهو بعنوان السماء التي امطرت لؤلؤاً والتي تضم قصة الحقيبة العجيبة - الاميرة الصامته - سمية الشقية- التاجران - السفينة المرعبة - الفيل الاصفر- الصديق الحقيقي- عازف الموسيقى- بالاضافة الى قصة السماء التي امطرت لؤلؤاً والتي تحمل عنوان المجلد.فكما علمنا ان قصة زائل الظل/ قامت سارة بكتابتها وهي في السنة الاولى من التعليم الثانوي.. فكانت اول قصة تكتبها سارة وهي في السنة الخامسة من التعليم الاساسي تحمل عنوان ( احزاني ومتاعبي لاتنتهي ) كما قامت بكتابة قصة ( السماء التي امطرت لؤلؤ) وهي في نهاية التاسع من التعليم الاساسي .. اما قصة مخاطر انحراف الشباب فشاركت سارة بهذه القصة في احدى المسابقات المدرسية هذا بالاضافة الى ان سارة شاركت في صحيفة 14 اكتوبر باحدى قصصها والتي حملت عنوان ( الحقيبة العجيبة).فلفتت نظرنا قصة تمنيات فتاة فعند قراءتنا لهذه القصة توقفنا عند احد الاسطر التي تقول فيه اتمنى ان يكون لي صديق اشكو اليه همومي واحزاني صديق يقف معي في الازمات حينها سألناها هل هناك صديق حقيقي في مجتمعنا فردت علينا قائلة ان الصديق الحقيقي اصبح مثل العملة النادرة في مجتمعنا وبعد قراءتنا لهذه القصة اخبرتنا سارة ان قصة امنيات فتاة كانت تتحدث عن امنيات فتاة مجهولة لانعرف عنها شيئاً ولكن عند قراءتنا لهذه القصة ادركنا من هي تلك الفتاة لقد كانت سارة هي تلك الفتاة لقد كتبتها لتبوح فيها عن مكنون ذاتها ونحن ايضاً نتمنى أن تجد سارة الصديق الحقيقي الذي تبحث عنه فجميعنا اصدقاؤها كما ندعو الله عز وجل ان يحقق كل امنياتها فهي نفسها عملة نادرة الوجود بل جوهرة غالية الثمن يجب المحافظة عليها.فكل ماكتب في سطورنا هذه عن سارة لايوجد فيه اي مبالغة والدليل على ذلك ان هذه الفتاة منحت العديد من الشهادات التقديرية منها شهادة التفوق والابداع من قبل ادارة ثانوية عدن النموذجية وذلك لاستطاعتها ان تتغلب على نفسها وظروفها وتتفوق بنجاح نادر في مثابرتها وتحصيلها العلمي متوجة طموحها بالمرتبة الاولى على طالبات ثانوية بلقيس ( القسم العلمي) وعلى ابداعها في مجال الكتابة الادبية والقصصية..وشهادة الاسرة المثالية حيث منح والداها شهادة الاب والام المثاليين تقديراً لجهودهما في دعم سارة وتنمية مواهبها والوقوف الى جانبها دائماً..كما حصلت على شهادة تقديرية من ادارة المدرسة وشركة الصناعات المتنوعة ومواد التعبئة خلال العام الدراسي الاول من التعليم الثانوي لتفوقها عام (2005) وشهادة تقديرية منحتها اياها اسرة التربية ممثلة بالادارة المدرسية الاستاذ/ علي احمد عوض ومجلس الاباء تقديراً لجهودها المبذولة في التحصيل العلمي والمثابرة..وشهادة تكريمية من قبل ادارة ثانوية بلقيس للبنات ممثلة بالاستاذة القديرة احلام العرشي وذلك لما قدمته من جهد كبير ونشاط بارزين في الجانب التحصيل العلمي وقد حققت المركز الاول واستحقت هذه الشهادة .وأما عن الصعوبات التي واجهتها فهي لم تصل لما وصلت اليه الا بعد مشوار طويل من العناء والاجتهاد والمثابرة فكما نعلم ان الامتحانات تتم في عدد من الفصول وعن طريق الكتابة والاجابة على ورق الامتحانات الا ان هذا النظام يختلف تماماً عن النظام الذي تخضع له سارة فهي لاتكتب بل يتم امتحانها شفهياً من قبل عدد من المدرسين انه لمن الصعوبة ان يتم الاجابة على مادة الفيزياء والكيمياء والرياضيات او اللغة الانجليزية شفهياً فكيف هو الحال مع سارة التي اعتادت على هذا النمط من الحياة ومع كل هذه الصعوبات تتصدر سارة المرتبة الاولى لتثبت للناس بانه ليس هناك مستحيل وباصرارها وارادتها يمكن ان تحقق ماتصبو اليه ... تتمنى سارة الالتحاق بكلية ( التكنولوجيا) بعد الانتهاء من مرحلة التعليم الثانوي..كل هذا يكفي ليؤكد ان سارة فتاة متميزة وطالبة مجدة وناجحة تستحق الاهتمام والتقدير ولانعرف لماذا لم يتم تسليط الضوء على هذه الفتاة من قبل الاذاعة والتلفزيون او بعض الصحف الاخرى التي كان يجب عليها ان تتبنى مثل هذه الصغيرة المبدعة لكي يتمكن بعض الناس الذين تغلب عليهم اليأس من تعلم الارادة والاصرار من فتاة صغيرة لم يتعد عمرها العشرين عاماً فسارة كانت تذهب الى المدرسة على كرسي متحرك وكان والدها هو من يأخذها الى المدرسة ويعيدها الى المنزل الا يكفي كل هذا الان يؤكد لنا بان سارة عادل طالبة متميزة عن باقي الطلبة والطالبات فهي تبذل قصارى جهدها لكي وتحافظ دائماً على مركز الصدارة ولتبقى دائماً في المقدمة فهي فتاة يستحق والداها الافتخار بها لما حققته من نجاحات لهذا نتمنى بل نطمح بان تهتم الجهات المسؤولة ممثلة بمحافظ محافظة عدن الاخ / احمد الكحلاني والاخ / احمد حامد بن لملس مدير مديرية الشيخ عثمان بتوفير كرسي كهربائي لسارة لكي تتمكن من التنقل من مكان الى آخر دون ان تبذل اي جهد صدقونا نحن لم نبالغ بوصفنا لسارة يمكنكم التأكد من صحة قولنا لتتأكدوا باننا مهما كتبنا ملايين السطور لن نتمكن من وصف سارة التي استطاعت التغلب على اعاقتها وكل الصعوبات التي واجهتها الا بفضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم بفضل مدرستها وطاقم المدرسين الذين أبدوا تعاوناً كبيراً مع سارة و ادارة المدرسة الممثلة بالاستاذة الفاضلة / أحلام العرشي وبمساعدة والديها وبوقوفهم الى جانبها .فكل القصص القصيرة التي كتبتها سارة والتي ذكرنا عناوينها سوف تقرؤنها قريباً على صفحات صحيفة 14 أكتوبر ليقرر القارئ ما أذا كانت سارة تستحق القول بأنها معجزة من معجزات الله في الارض.