[c1] صدى إستراتيجية أوباما النووية [/c] ما زال تقرير إستراتيجية إدارة أوباما النووية الذي نشر أمس يتردد صداه في الصحف الأميركية بين مؤيد ومعارض ومحلل لما جاء فيه. فقد كتبت نيويورك تايمز أن إستراتيجية أوباما النووية الجديدة تنطوي على مقامرة محورية وهي أن الترسانة النووية الهرمة والأكبر من المعتاد والتي تصير عتيقة يوما بعد يوم يمكن أن تتحول إلى الهدف الجديد لتضيف سطوة إلى الجهود المترنحة لإرغام إيران وكوريا الشمالية على إعادة التفكير في قيمة برامجها النووية. وأقرت الإستراتيجية التي نشرت أمس بصراحة بأن الترسانة النووية الضخمة التي ورثتها أميركا من حقبة الحرب الباردة لا تتناسب مع مواجهة التحديات التي تفرضها الأنظمة الانتحارية والمعادية التي تسعى لامتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك فالإستراتيجية الجديدة تهدف إلى استخدام الترسانة لهذا الغرض فقط، رغم الشك الكبير بأن أي مذهب جديد أو مجموعة من إعلانات البيت الأبيض من المحتمل أن تغير حسابات كوريا الشمالية أو إيران. وأشارت الصحيفة إلى أن إستراتيجية أوباما الجديدة تجعل من كل دولة غير نووية محصنة من تهديد ثأر نووي من قبل الولايات المتحدة. لكنها تستثني من ذلك إيران وكوريا الشمالية اللتين أسمتهما الدول «النائية» بدلا من تسمية بوش بالدول المارقة.وكانت التسمية منتقاة لتوحي بإمكانية العودة إلى الاحترام الدولي وعدم استهدافها من قبل الولايات المتحدة. وكما قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن في هذا رسالة إلى إيران وكوريا الشمالية بأن الدول غير النووية الملتزمة بمعاهدة منع الانتشار النووي لن تكون مهددة من جانب الولايات المتحدة حتى وإن شنت هجمات تقليدية وبيولوجية وإلكترونية. وأضاف أنه إذا لم تلتزم تلك الدول بالقواعد الموضوعة وسعت لنشر أسلحة نووية فإن كل الخيارات ستكون مطروحة. وأشارت نيويورك تايمز إلى جدل عدد من المحللين بأن استهداف الإدارة الأميركية إيران وكوريا الشمالية علنا يمكن أن يعزز موقف المتشددين في هذه البلاد الذين جعلوا من قضية الأسلحة النووية السبيل الوحيد لضمان سلامتهم ضد كيد الأميركيين. وأضافت الصحيفة أن الإستراتيجية الجديدة تنقل ذلك المسعى خطوة أبعد بتحذيرها كلا البلدين بأن الولايات المتحدة ما زال بإمكانها استخدام ترسانتها النووية لمواجهة أي محاولة لبيع أو نقل الأسلحة النووية إلى إرهابيين. كذلك فصلت الإستراتيجية في مجموعة من الآليات لتشكيل سلوك إيران وكوريا الشمالية وذلك بتقليل حجم مخزون أميركا وضمان أن الدول غير النووية داخل معاهدة منع الانتشار النووي معفية من أي هجوم نووي. وتأمل الإدارة من هذا تعزيز مصداقيتها لسد ثغرات كبيرة في المعاهدة التي استغلتها كوريا الشمالية وإيران ببراعة. وفي سياق متصل أيضا تطرقت واشنطن تايمز لفحوى إستراتيجية أوباما النووية بالتحليل وقالت إنها تضع كل الأسلحة النووية المطلوبة لخوض حرب نووية في موضعها الصحيح وتقدم تغييرات طفيفة في السياسة، وهي الخطوة التي تزعج دعاة الحد من التسلح الذين طالبوا بتخفيضات كبيرة في القوات الأميركية. وأشارت الصحيفة إلى أن الإستراتيجية تغير كيفية استخدام الأسلحة النووية ضد دول ليست نووية وأن قوات الصواريخ النووية ستظل في حالة تأهب لإطلاقها خلال دقائق لصد أي ضربة نووية، لكن رؤوس الصواريخ البالستية بين القارات موجهة الآن على المحيطات المفتوحة، وليس المدن الروسية أو الصينية، في حالة أي إطلاق عرضي. وأشارت إلى أن العناصر الرئيسية لإستراتيجية أميركا النووية أوجزها التقرير الصادر أمس في النقاط التالية: مواجهة انتشار الأسلحة النووية ومنع الإرهابيين من اقتناء واستخدام أسلحة نووية توصف بأنها خطر وشيك وبالغ.الإبقاء على قوة ردع نووية معتبرة بينما يتم خفض الأسلحة والصواريخ وأنظمة تلقيم قاذفات القنابل.تعزيز جهود الردع الإقليمي لحماية حلفاء الولايات المتحدة مثل كوريا الجنوبية واليابان وأوروبا.دعم الترسانة النووية العتيقة والبنية التحتية المتعلقة بها بتحديثات ولكن مع وقف تطوير رؤوس حربية نووية وقنابل جديدة.وذكرت واشنطن تايمز أن هناك تخفيضات تتم في القوات الإستراتيجية الحالية لأن التهديد القادم من هجوم نووي روسي قد تلاشى وما زال تهديد وجود قوات نووية صينية أقل في العدد من القوات الأميركية الحالية. [c1]لماذا هوجمت قنصلية أميركا في بيشاور ؟! [/c] أثار الهجوم الأخير الذي استهدف القنصلية الأميركية في بيشاور تساؤلات عن دوافع العملية التي وصفها امتياز غل في «فورين بوليسي» بأنها الأكثر تنسيقا والأفضل تخطيطا ضد المصالح الأميركية في باكستان. هذا الهجوم المزدوج نفذه انتحاري مع مجموعة من المسلحين الذين تنكروا بزي قوة الحدود شبه العسكرية على المبنى الشديد التحصين, واستخدموا مركبتين تحتويان على مائة كغم من المواد الشديدة الانفجار. يرى الكاتب أن الهجوم الذي تم على غرار أسلوب الكوماندوز واستخدام الصواريخ يوضح بدون أدنى مجال للشك أن القنصلية الأميركية كانت مستهدفة, فهي تقع قرب معاقل المسلحين الرئيسية في كل من أوراكزاي, خيبر, وموهماند وكورام وهي مناطق قبلية تحيط ببيشاور تحولت إلى مكان مشتعل وملتهب حيث كانت تشهد هجوما انتحاريا بمعدل كل 36 ساعة خلال الربع الأخير من العام الماضي. أمام الأجهزة الأمنية الباكستانية مشوار طويل, قبل أن تحسن من قدرتها على جمع المعلومات سواء بواسطة العامل البشري أو الإلكتروني وتحسين القدرات المهنية لجهاز الشرطة .التساؤل الأبرز كان عن دوافع شن الهجوم, وما إذا كان دليلا على اليأس والقنوط لدى المهاجمين أم على قوتهم. يشير المقال إلى دوافع رصدها محللون وجهاز المخابرات الباكستانية لدى المهاجمين لشن مثل هذا الهجوم, منها:صرف انتباه الجيش عن العمليات في منطقة أوراكزاي القبلية المجاورة حيث تجرى مطاردة المسلحين, مما أوقع العديد من الإصابات هناك.
أخبار متعلقة