على طريقة الكاتب أمين الوائلي ذلك المبدع، المتمكن والمقبول لدى غالبية القراء، والذي يختم مقالاته الصحفية بعبارته المشهورة “شكراً لأنكم تبتسمون” فقد قررت أن أختم مقالاتي الصحفية بعنوان هذا المقال “شكراً لأنكم تحبون مأرب”.هذه العبارة لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لهواجس متعددة وأحاسيس متداخلة كان مخاضها شكري وتقديري واحترامي لكل من يحب مأرب..ومما لا شك فيه أنك تكون مخلصاً لمن وما تحب فمن يحب مأرب سيعمل بكل إخلاص من أجلها..أبناء مأرب هم المعنيون والمطالبون بالدرجة الأولى بإثبات حبهم وولائهم لمحافظتهم .. خصوصاً .. ومأرب تتعرض لتهديد حقيقي يهدف للنيل من سمعتها وأمنها واقتصادها..يتمثل في مجموعة من الظواهر السلبية التي برزت مؤخراً بشكل مختلف، وكأنها تدار بأياد خفية تسيرها بترتيب وترابط يؤكدان أن هناك من يعمل للنيل من هذه المحافظة العريقة وأهلها الطيبين.الأرهاب، وتجارة الحشيش والمخدرات، وحوادث الاختطاف والتقطع، تحديات خطيرة، تجمعت لتلقي بأضرارها على المجتمع المأربي أولاً ثم تمتد الأضرار لتشمل اليمن، ودول المنطقة برمتها..كل هذه الظواهر المذكورة تتنافى كلياً مع تعاليم ديننا الحنيف وشريعتنا الإسلامية السمحاء .. وتسيء إلى القيم الإنسانية، وتخدش المروءة وتمس الشرف ولا تمت بأي صلة لأعرافنا القبلية لا من قريب ولا من بعيد..ولكن السؤال .. كيف يسمح المأربيون لشراذم شاذة وخارجة عن النظام والقانون وعلى العادات والأعراف القبلية أن ينفثوا سمومهم، ويصفوا أوزارهم وشرورهم في محافظة مأرب؟!وهم يعملون تمام العلم بأن النتائج السلبية لهذه الظواهر تضرب مأرب والمأربيين في الصميم.!!كونها تسبب غضب الرب سبحانه وتعالى أولا .. وماذا يملك الإنسان أن يصلح أذا لم ترعاه العناية الإلهية؟فسفك الدماء .. وتجارة الحرام، وقطع السبيل .. والاعتداء على الأنفس والممتلكات أعمال سيئة، يحرمها الإسلام ويشدد في عقوباتها في الدنيا والآخرة..ثم أن هذه الأعمال الإجرامية تنال من التاريخ المأربي المجيد .. وتسبب الاختلالات الأمنية، وتضعف اقتصاد المواطن .. وتكرس ثقافة الكراهية وتقف حجر عثرة في طريق التنمية الشاملة .. وتضع حالة من المخاوف في كل مجالات الحياة.أليست مأرب عزيزة وغالية علينا جميعاً؟ كيف لا؟ وهي مأرب الحضارة، يفوح منها عبق التاريخ وأريج الماضي..هي مأرب العروبة .. والمجد .. والأصالة .. والشموخ مأرب العزة .. والنضال .. والشهداء..مأرب الخير .. ليس لأهلها فقط بل لكل أبناء اليمن الواحد..فهي الرافد الأقوى للاقتصاد الوطني .. يصل ريع ثرواتها إلى كل مواطن يمني..ليس هذا فحسب .. فقد قررت مأرب - مؤخراً - أن تهدي نورها لكل أسرة يمنية .. وأن تبدد الظلام في كل منزل يمني وأن تشعل قنديل الحياة “الكهرباء” في كل أرجاء الوطن..هذه المزايا، والمحامد التي يزخر بها سجل محافظة مأرب، تلقي علينا مسؤولية عظيمة بضرورة العمل للحفاظ على محافظتنا من أي ظاهرة مشينة .. والوقوف صفاً واحد مشايخ وعقال وعلماء ومسئولين وطلاباً وكل شرائح المجتمع المأربي ضد كل من يسيء إلى حضارتنا وتاريخنا وأمننا، واقتصادنا وأعرافنا ومصلحتنا العامة.ثم ينتقل دور وواجب الحفاظ على مأرب من أبنائها أولاً إلى الدولة ثانياً وعلى رأسها فخامة الأخ علي عبدالله صالح حفظه الله، ورئيس الحكومة والوزراء.. وأخص من الوزراء وزير التخطيط والتنمية، والذي نطلب منه أن تكون مأرب في ذاكرته كلما ناقش برامج التنمية المحلية والدولية كون الاهتمام بتنمية الإنسان في مأرب هو العامل الرئيسي لخلق وضع أفضل..وليس ثمة شك في أن الإرهاب، ما هو إلا نتيجة حتمية لظاهرتي الفقر والبطالة.. وهذا يعني أن حكومتنا مطالبة بتكثيف برامج القضاء على هاتين الظاهرتين في مأرب أكثر من غيرها من المناطق.. وعلى الحكومة أيضاً رفد المحافظة بالمزيد من المشاريع الإستراتيجية والتنموية التي تجعل الناس يشعرون بقيمة الحياة.. فكلما أنشأنا مشروعاً خدمياً أو تنموياً وضعنا لبنة جديدة في صرح السياج المنيع الذي يحمي بلادنا من الأخطار..وأخص بالذكر أيضاً وزير الإعلام، ونطلب منه القيام بعمل جبار عن طريق كل وسائل الإعلام لنقل الصوت الحقيقي لمأرب والمأربيين بعيداً عن الممارسات الشاذة لبعض الشاذين الذين لا يمثلون مأرب.. وكذلك التصدي للشائعات المفرطة - عن مأرب والمأربيين - والتي شطحت وتجاوزت الحقيقة.كما نأمل من وزارة الإعلام أيضاً أن تتبنى برامج متنوعة لأحياء الشعور لدى المأربيين ليفخروا بمحافظتهم.. ومن ثم ليعملوا بجد لحمايتها، والحفاظ عليها من كل دساس وعميل ومارق..وفي الختام، نحن المأربيين واليمنيون بشكل عام لابد أن نبادل مأرب الحب، والوفاء، فنعمل جميعاً من أجلها، لكي نتمكن من تتويج ماضيها المضيء بحاضر مشرق.فهي مأرب الخير..مأرب التاريخ والحضارة..مأرب البترول.. والغاز.. والكهرباء..وشكراً.. لأنكم تحبون مأربعبد الرزاق علي جابرعضو المجلس المحلي ، ماهلية - مأرب
شكراً .. لأنكم تحبون مأرب
أخبار متعلقة