ما أن يطل علينا فجر السابع عشر من يوليو حتى يتذكر الجميع كلٌ في مجاله واختصاصه ما أحدثه ذلك اليوم التاريخي من تغيراتٍ جوهريةٍ تغيرَ بموجبها الكثيرُ من الأشياء على كافةِ الأصعدة ، ولعل من الصعب ان نحصي تلك التغيرات الايجابية في هذه المساحة ، فمن غير المنطقي اختزال 32 عاماً بمجرياتها وأحداثها في بضعةِ أسطر ، ومن المستحيل التطرق إلى الكم الهائل من الإيجابيات في شتى نواحي الحياة . إننا بلا ريب غيرُ قادرين إطلاقا على أن نعطي ذلك اليوم حقه ، ولكن ما نستطيع فعله هو تسليط الضوء فقط على جانب واحد من جوانبه ليس أكثر ، ومن تلك الجوانب المضيئة التي تحقق لها الكثير والكثير منذ السابع عشر من يوليو 1978م هو ما تحقق للشباب من دعم ورعاية واهتمام ، فذلك الثالوث المهم كان مطموسا في الأجندة السياسية للحكومات السابقة لمجيء قائد الوحدة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله ، وهنا لا يستطيع أحد أن يزايد أو أن يكذب فالأرقام وحدها هي التي يمكن أن ترد وليس سواها . نعم لقد حظي الشباب الطامح باهتمام ورعاية ودعم الرئيس الصالح ’ لأنهم مقيمون في وجدانه ، ولأنه فرغ لهم وقتا كبيرا من حياته العملية رغم انشغالاته الكثيرة ، فما من مناسبة إلا ويشاركهم الاحتفال ويكون إلى جوارهم، ولأن تلك المشاركات كثيرةٌ فمن الصعب حصرها في أسطرٍ قليلة ، لقد كانت فئة الشباب مهمشةً قبل السابع عشر من يوليو ، فالملاعب الرياضية محدودة ورغم محدوديتها كانت كذلك تفتقر للمقومات الأساسية لتصبح ملاعب تستجيب للمواصفات الدولية حتى افتتح فخامته ملعب الفقيد علي محسن بمدينة الثورة بصنعاء كأول ملعب دولي باليمن ، وتلا ذلك إقامة ملاعب مماثلة في عدن وإب وذمار والعمل جار لافتتاح ملعب الوحدة بأبين لاستضافة منافسات خليجي عشرين. وقد أكد فخامته استضافته خلال استقباله لسمو الأمير حمد أمير دولة قطر ، كما شيدت في عواصم المدن ملاعب ذات مواصفات قانونية ، أما بالنسبة للصالات المغلقة لم تكن البلاد في تلك الفترة تمتلك لأي صالة رياضية حتى شرع فخامته في الحث على بنائها من اجل ان يمارس عليها الشباب مختلف أنشطتهم.وتحقق للشباب ما لم يكونوا يحلمون به وخلال فترة قياسيةٍ أصبحت اليمن تمتلك العشرات من الصالات المجهزةِ بأحدثِ التقنيات والتي في ضوئها استطاعت الاتحادات الرياضية استضافة البطولات الوطنية والإقليمية والقارية والدولية.وأصبحت تلك الصالات موجودة في عواصم المدن ووصلت إلى بعض المديريات فأصبحت متنفسا حقيقا للشباب ، ولم تقتصر تلك الصالات على فئة الذكور فقط بل حظيت الفتاة اليمنية بنصيب وافر منها جعلها تمارس أنشطتها بحرية وسط أخواتها وفقا للعادات والأعراف والتقاليد ، وحررها ذلك من الانغلاق والعزلة التي كانت تفرض عليها ، بالمقابل انتشرت بيوت الشباب ليس فقط في عواصم المحافظات بل الى معظم المديريات حتى على مستوى الجبال والسهول والجزر ، وأضحت تستقطب مئات الآلاف من شباب الوطن عند تنقلهم في البطولات والرحلات والمخيمات .إن إقامة كل تلك المشاريع العملاقة لم يكن هدراً للمال بل كان استثماراً ناجحاً لشريحةٍ مهمةٍ تمثل الغالبيةَ العظمى من سكان البلاد ، لقد أوجدت تلك المنشآت قاعدةً حقيقيةً وسليمةً لإقامةِ البطولات وهو ما مكن شباب اليمن من المشاركة الفعالة في جميع الألعاب ، ولم يعد اشتراك الشباب اليمني لمجرد الاحتكاك فقد تخطت بعض الألعاب ذلك الحاجز وقفزت لتصل إلى أعلى البطولات العالمية ولعل اشتراك منتخب الأمل لكرة القدم في كاس العالم للناشئين في هلسنكي بفلندا ، وكذا مشاركة منتخب كرة السلة في النهائيات الأسيوية ، وتحقيق أبطال الكونغ فو والجودو والجمباز والشطرنج ورفع الأثقال وكرة الطاولة وغيرها من الألعاب التي لا يكفي المقام بحصرها جميعا .إن ما تحقق لشباب الوطن منذ تولي فخامة الأخ الرئيس مقاليد الحكم و لا يمكن مقارنتها بالفترة التي سبقته ، ومن الظلم المقارنة لان الكفة ستميل بكل تأكيد الى ما بعد السابع عشر من يوليو ، والشواهد كثيرة وماثلة للعيان في كل مكان ، ولا يمكن إخفاؤها أو غض الطرف عنها ، لأنها كالضوء لا يستطيع الغربال ان يحجبه ، وكل من ينكر وجودها فإنما يخدع نفسه ولن يستطيع إطلاقاً ان يعكس خداعه لنفسه على الآخرين الذين ينظرون الى المنجزات التي تحققت للشباب وهم منبهرون . ولم يقتصر دعم الرئيس الصالح لشباب الوطن الطامح في جانب البنية التحتية الرياضية ، بل وصل دعمه لهم لأبعد من ذلك ، فخصص جائزة الرئيس للشباب وكرم الفائزين فيها من جميع المحافظات ، ووجه بإقامة المراكز الصيفية في كل المديريات حتى يستفيد النشء من الإجازة الصيفية بما يعود بالفائدة عليهم ، كما وجه فخامته ببناء مبان سكنية لفئة الشباب وتوزيع الأراضي عليهم، كل تلك كانت اضاءات مشرقة في الدعم المتواصل للرئيس الصالح لابنائه الشباب الطامح .ان ما تحقق للشباب من مكاسب يتوجب علينا ان نحافظ عليها وان نتعهدها بالصيانة ، فإقامة المنشأة لا يكفي إذا كانت الصيانة مفقودة ، وهذا ما يقود الى خراب المنشآت ، كما ان إفراغ المراكز الصيفية من معناها الحقيقي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ، واقتصارها على الشكليات لن يعود بالفائدة أبداً على الفئة المستهدفة ألا وهم شباب الوطن ، وتوزيع الأراضي على غير من وجه لهم فخامته من الشباب والرياضيين واقتصارها على أبناء الصفوة ، يجعلها لا تحقق هدفها المرسوم من فخامته لابنائه ، وتحويل بعض بيوت الشباب لغير ما أقيمت من اجله لا يلبي احتياجات الشباب والرياضيين .لسنا مزايدين ولكننا ننقل الحقيقة التي هي مرسومة في الميدان ويلمسها الجميع ، فالمنشآت الموجودة هي مكاسب أضحى شباب الوطن يمتلكها ، بعد ان كان يحلم مجرد الحلم بها ، وكل ذلك ما كان ليتحقق لولا ان من الله عزوجل على اليمن بقائد الوحدة في السابع عشر من يوليو ، وليكتب على يديه من الخيرات والمنجزات للشباب ما يعجز اللسان عن وصفه ، فهنيئا للشباب الطامح اهتمام ودعم ورعاية الرئيس الصالح لهم منذ 32 عاماً ، وهنيئا لقائد الوحدة حب الشباب ووفاءهم .[c1]* باحث بجامعة الجزائر [/c]
|
فكر
الشباب الطامح في وجدان الرئيس الصالح
أخبار متعلقة